مشاركة واسعة تشهدها مسابقة رياضات الخيل التقليدية السادسة بولاية القابل

الجماهير الأحد ٠٦/مارس/٢٠١٦ ٠٠:٤٥ ص
مشاركة واسعة تشهدها مسابقة رياضات الخيل التقليدية السادسة بولاية القابل

شمال الشرقية-ش

شهدت ولاية القابل بمحافظة شمال الشرقية النسخة السادسة من مسابقات رياضات الخيل التقليدية تحت إشراف الاتحاد العماني للفروسية والتي أعلن عنها ولأول مرة خلال هذا الموسم 2015/2016م وبتنظيم من لجنة القابل للفروسية على ميدان الفروسية بالولاية وذلك تحت رعاية سعادة الشيخ طلال بن سيف الحوسني والي القابل بحضور ممثل الاتحاد العماني للفروسية احمد بن سيف العبري امين الصندوق رئيس لجنة المسابقات وسلطان بن احمد الحارثي رئيس لجنة القابل للفروسية وعدد من الشيوخ والرشداء بالولاية والولايات المجاورة ، حيث شارك في هذه الاحتفالية أكثر من 100 خيلا من مختلف ولايات محافظتي شمال وجنوب الشرقية وولاية منح وولاية صحار وتأتي هذه المسابقة انطلاقا من أهمية مشاركة ملاك وفرسان الخيل وتفعيل السياحة الداخلية بالسلطنة بالإضافة إلى المحافظة على العادات والتقاليد العمانية المتعارف عليها وتوريثها لأجيال المستقبل.

الاستئذان
بدأ حفل مهرجان الخيل التقليدي باستئذان مجموعة من الفرسان لراعي المناسبة لانطلاق المهرجان حيث تقدم ثلاثة فرسان الى المنصة الرئيسية وتم اعطائهم اشارة بدء المهرجان .
الفنون المغناة
صدحت ترانيم الفنون التقليدية المغناة امام المنصة الرئيسية من خلال عدد من الفنون العمانية التقليدية تقدمت هذه الفنون فن الرزحة او الرزفة كما يطلق عليها ، حيث تعتبر الفنون التقليدية المغناة ورياضات الخيل التقليدية وجهان لعملة واحدة وقد تناغمت شلات الفنون التقليدية بصورة رائعة عبرت ابياتها عن حب الوطن والقائد المعظم حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ.
مسيرة الخيل
وبعدها بدء العرض من خلال دخول الفرسان المشاركون إلى ساحة الاستعراض أمام المنصة الرئيسية في عرض منظم لمسير الخيل الذي رسم من خلاله جميع الفرسان لوحة تراثية جميلة ازدانت بلباسهم التقليدي الموحد وجيادهم الموشحة بالحلي الفضية التي اصطفت جنبا إلى جنب .
فن الهمبل والتحوريب
ثم بدأت عروض الفرسان بتقديم فن الهمبل والتحوريب وهو أحد الفنون التقليدية التي تمارس مع الخيل حيث شكل الفرسان وهم يمتطون صهوات الجياد حلقة طولية حول المضمار وخلال هذا الفن يقوم أحد الفرسان بإلقاء أبيات شعرية فيها امتداح لمآثر الخيل وافتخار بما تحقق على تراب هذا الوطن من منجزات عظام وعلى أثره يجيبه الفرسان بتكبيرة بعد انتهاء صدر وعجز كل بيت شعري ومن ضمن الابيات التي تم ترديدها فرحي يا القابل وكبري أهل الصواهل واصلين وعلى المعزة كبري نحيي دهور من سنين.
عرضة الخيل
الإثارة والتشويق في حفل مهرجان الخيل التقليدي بولاية القابل كانت حاضرة من خلال ركض العرضة التي يحرص جميع الفرسان على المشاركة فيها لما لها من أهمية ومكانة خاصة لدى الفرسان المشاركين كونها تمثل قمة المهارة التي يمتلكها الفارس والتي ينطلق من خلالها فارسان في سباق ثنائي بسرعة فائقة حيث يلتقيان في نقطة معينة بعد الانطلاق ويضع كل واحد منهما يده على امتداد كتفي الآخر خلف منطقة العنق ويمسكه جيدا بينما يقوم بمسك زمام الفرس باليد الأخرى وهم يظهرون بعض الحركات والمهارات الاستعراضية التي لا تكاد تخلو من المغامرة والمخاطرة كالوقوف على ظهر الخيل وهي تعدو حيث يعتبر ركض عرضة الخيل من الفنون التقليدية التي يمارسها الفرسان في شتى المناسبات والأعياد المختلفة نظرا لاشتهار السلطنة بها حيث اظهر الفرسان المشاركون مهارات إبداعية نالت اندهاش وإعجاب الحضور من خلال الوقوف على ظهر الخيل بكل إتقان وحرفية حتى أن بعض الفرسان العمانيين كانوا يقفون على ظهر الخيل برجل واحدة مما عزز بثقتهم وقدراتهم لتقديم أفضل الاستعراضات وان دل هذا فإنما يدل على قدرات الفارس العماني وإمكانياته الكبيرة في التعامل مع الخيل وفنون الفروسية المختلفة.
مهارات الخيل
بعدها انطلقت فعالية مهارات الفرسان قدمها مجموعة من فرسان خيالة مدرعات سلطان عمان حيث ابدعوا في اداء مهاراتهم العالية والراقية والتي لم تخلوا من الخطورة والاثارة والمتعة في عرض ابهر جميع الحضور من خلال الاعتماد على القدم في التأرحج على الخيل ورأس الفارس في الاسفل وكذلك الاعتماد على يد واحده في الامساك بسرج الخيل وجسم الفارس بجانب بطن الخيل ، وهي مهارات لا يستطيع ان يقوم بها الا فرسان بالفعل متمكنين وذات مهارات عالية.
تنويم الخيل
بعدها تقدم مجموعة من الفرسان أمام المنصة الرئيسية لراعي الحفل والحضور مؤديين بعض المهارات الترويضية للخيل من خلال تنويم الخيل على الأرض واستجابة الخيل لفارسها مما نال استحسان الحضور.
القصائد الشعرية
الشعر كان له حضوره في هذا المهرجان الجميل من خلال القصائد الشعرية المعبرة المتنوعة بين النبطي والفصيح تخللت فقرات الحفل حيث ألقاها مجموعة من شعراء الولاية حيث كانت كلماتهم منتقاة في وصف الخيل والاشادة بالفرسان المشاركين .
فريق عمان للطيران
كما قدم فريق عمان للطيران عدد من الاستعراضات المشوقة حيث حلق في سماء المهرجان مجموعة من الشباب العمانيين الماهرين وقدموا اجمل الفقرات التي نالت على استحسان الحضور وقد رفرف علم السلطنة عالياً خفاقاً ليزين زرقة السماء ولتتشكل لوحة اخرى من لوحات عمان الخير والمجد والعز والفخر .
التكريم وتبادل الهدايا
وفي نهاية المهرجان قام سعادة الشيخ راعي المناسبة بتكريم عدد من الجهات الراعية والمساهمة في انجاح الحدث ، وايضا تم تكريم اندية ولجان الفروسية المشاركة ، وكذلك تم تبادل الهدايا التذكارية بين الاتحاد العماني للفروسية وبين لجنة القابل للفروسية وتقديم الهدايا التذكارية لراعي الحفل.
لوحة الختام
في نهاية المهرجان شكل الفارسان بخيولهم اللوحة الختامية من خلال اصطفافهم امام المنصة الرئيسية وهم متوشحين الزي التقليدي وتم التقاط مجموعة من الصور التذكارية.
رياضة عريقة
تاتي اقامة هذه المسابقة التي يشرف عليها الاتحاد بطابع مختلف هذا الموسم وبتنظيم كامل من قبل اندية ولجان الفروسية بالولايات وبمشاركة خيول من مختلف ولايات المحافظة التابعة لها الولاية المقام عليها الفعالية، وهي تعتبر تكملة للمشوار الذي بدئه الاتحاد في السنوات الماضية من اجل المحافظة على هذه الرياضة العريقة كما تأتي لإتاحة الفرصة أمام ملاك وفرسان الخيل للتجمع والمشاركة في إحياء هذه الرياضة العريقة وبالفعل يسعى الاتحاد الى تطوير رياضات الخيل التقليدية لنشرها بشكل اوسع .
انشطة متنوعة
اختيار ولاية القابل لإقامة هذه الفعالية يأتي إدراكا بأهمية توزيع انشطة المسابقات لهذه الرياضة بولايات السلطنة التي تهتم بتربية الخيل وتوليها أهمية بالغة وعظيمة وذلك من خلال وجود عدد جيد من الخيول،كما أن الاتحاد اقام فعاليات مماثلة في عدد من ولايات السلطنة خلال المواسم الماضية وذلك بسب ازدياد أعداد المشاركين في هذه الرياضة.
تميز
يولي الاتحاد العماني للفروسية اهتماما بالغا في المحافظة على رياضات الخيل التقليدية ( العرضة ) باعتبارها احد الرياضات التقليدية التي تتميز بها السلطنة عن باقي الدول الأخرى المهتمة بالخيل حيث تنفرد بطابعها الخاص في طريقة أدائها منذ القدم فهي من التراث الخالد الذي تمتاز به السلطنة كما يسعى الاتحاد إلى تطوير هذه الرياضة العريقة واكبر دليل على هذا تشكيل لجنة خاصة بهذه الرياضة تسمى ( لجنة رياضات الخيل التقليدية ).
مجموعة مسابقات
تعتبر ولاية القابل من الولايات التي تهتم بهذه الرياضة العريقة فهي سادس ولاية اقيمت فيها هذه المسابقة بنسختها الجديدة في هذا الموسم بعد ولاية جعلان بني بوحسن وولاية منح وولاية بدية وولاية عبري وولاية ابراء وستليها ولاية صحار بمحافظة شمال الباطنة بتاريخ 11 مارس 2016م .
افاق واسعة
هذه الفكرة اتاحة افاق واسعة ومن المتوقع ان تحقق نجاحات على مستوى واسع من بينها اتاحة الفرصة للولاية لتقديم ما لديها من فعاليات وتنظيم على حسب قدراتها وامكانياتها وكذلك الاستفادة من الشركات ومؤسسات القطاع الخاص بالمحافظة لدعم المسابقة بالاضافة الى الدعم المقدم من قبل الاتحاد وايضا مشاركة اكبر عدد من الخيول من ابناء المحافظة بالاضافة الى تخفيف العبء على ملاك الخيل من التنقل والمشاركة في الولايات البعيدة .
لجنة التقييم
تواجدت لجنة التقييم الخاصة بالمسابقة في ارض المسابقة حيث قام الاتحاد بوضع عدد من الاشتراطات عند الاعلان عن المسابقة من اجل ضمان اقامتها بالصورة المطلوبة وسمح لاندية ولجان الفروسية بالولايات تقديم طلب استضافتها لهذه المسابقة ، كما شكلت لجنة للتقييم والتحكيم وكانت متواجدة اثناء المسابقة ووضع النقاط على كل الفقرات والامور المتعلقة بالمسابقة وسيتم الاعلان عن النتائج الخاصة بالمسابقة مع نهاية الموسم الحالي ، وتتكون اللجنة من مجموعة من الاشخاص الذين لهم باع طويل في هذا الجانب وهي لجنة محايدة تتبع الاتحاد .
رمز عز وفخر
وقال سعادة الشيخ طلال بن سيف الحوسني والي القابل : كم يسعدني رعاية مثل هذه المهرجانات التقليدية والتي تحتفي بأرث الماضي والحاضر وان احتفالية اليوم هي اكبر دليل على اﻻهتمام الواضح والداعم من اﻻتحاد العماني للفروسية والخيل لها الكثير من المأثر في تاريخ وﻻية القابل وكانت لها مكانة خاصة لدى محبيها واصبحت رمزآ بل شعارآ ودﻻله ذات خصوصيىة لوﻻية القابل فهي شعار الوﻻية الذي تميزت به، والناظر والمتابع لمسيرة الخيل بالوﻻية يجد مدى اﻻهتمام الذي تقوم به من قبل لجنة الفروسية والتي يرأسها اﻻخ سلطان بن أحمد الحارثي الداعم اﻻول لها وصاحب مبادرات مستمرة تعنى بالخيل ومربيها ووجود مضمار سباقات الخيل والذي نحتفل فيه اليوم بهذا المهرجان يعد انجازاً ومفخرة ﻻبناء الوﻻية .
واضاف الحوسني : لقد شاهدنا مشاركة الواسعة في هذا المهرجان من خلال تواجد ثلة من الفرسان والخيالة الذين أتو من مختلف محافظات ووﻻيات السلطنة والتي تشتهر بالفروسية وما من شك بأن اقامة مثل هذه المهرجانات التقليدية بوﻻية القابل بحكم خصوصية الخيل وايضا نجاح التنظيم والتنفيذ الذي تقوم به لجنة الفروسية كل عام .
واختتم الحوسني حديثه قائلا : اثني في حقيقة اﻻمر لكل المشاركين والقائمين على هذا المهرجان الذي اعطى فرصة لزوار الوﻻية لمتابعة هذا المهرجان والذي يحرص على حضوره محبي الخيل ولهذا فإن اقامة مثل هذه الفعاليات تساهم في تعزيز وإثراء السياحة الداخلية للوﻻية ، كما اشكر كافة وسائل اﻻعلام على تغطية هذا الحدث واتمنى التوفيق للجميع.

تطور مستمر
وقال احمد بن سيف العبري رئيس لجنة المسابقات بالاتحاد العماني للفروسية : الى ان الاتحاد نجح بالفعل خلال السنوات الماضية في تطوير رياضات الخيل التقليدية من خلال وجود تنافس بين المشاركين سواء في مهارات الخيل او تنويمها ووضع جوائز تشجيعية للمشاركين بالاضافة الى المحافظة على هذا الموروث العماني الاصيل وعدم المساس به لانه يعبر عن هويتنا الخالدة والتي تميزنا عن غيرنا ولنا ان نفخر بها ، واردف العبري : لا يسعنى الا ان نتقدم بالشكر الجزيل لكل من ساهم في انجاح مهرجان رياضات الخيل التقليدية بولاية القابل سواء المؤسسات المساهمة والراعية او المؤسسات المنظمة وكذلك لجنة رياضات الخيل التقليدية بالاضافة الى شكر خاص للقائمين على الفروسية بالولاية ممثلا بلجنة القابل للفروسية .

حضور كبير
واشار عبدالله بن سيف السنيدي رئيس لجنة رياضات الخيل التقليدية : في هذا تم اعطاء الولاية حرية التنظيم والتنوع في الفقرات بما تراه مناسبا وحسب قدراتها وامكانياتها دون تكلف وتعمل على دعوة ملاك الخيل من ولايات المحافظة او المحافظات المجاورة ، وكما شاهدنا الجميع استمتع بما شاهدوه اليوم من فعاليات وعروض جميلة من خلال هذا المهرجان وما زاده جمالا هو الحضور الجماهيري الكبير الذي حضر لمتابعة هذه المهرجان ولا يسعنى الا ان نتقدم بالشكر الجزيل لكل من ساهم في انجاح مهرجان رياضات الخيل التقليدية بولاية القابل سواء المؤسسات المساهمة والراعية او المؤسسات المنظمة.