المسلحون يستفزون دمشق

الحدث الأربعاء ٢٨/فبراير/٢٠١٨ ٠٤:٠٦ ص
المسلحون يستفزون دمشق

موسكو - لندن - دمشق - عواصم - وكالات

قال الجيش الروسي انه يضمن سلامة أي مدني يرغب في الخروج من الغوطة الشرقية مشيرا الى إن المسلحين يحتجزون مدنيين رهائن ويمنعونهم من الرحيل
واضاف بيان للجيش الروسي ان المسلحين في الغوطة الشرقية قصفوا مناطق سكنية في دمشق أكثر من 20 مرة خلال الأربع والعشرين ساعة الفائتة مؤكدا ان الجيش السوري لم يرد على قصف المعارضة
وعبّر نائب وزير الخارجية الروسي، سيرجي ريابكوف، عن قلق بلاده إزاء سلوك عدد من الدول منها الولايات المتحدة الأمريكية التي هدّدت باستخدام القوة ضد سوريا.
ونبّه نائب وزير الخارجية الروسي إلى أن تهديد واشنطن باستخدام القوة ضد الحكومة السورية يتنافى مع قرارات مجلس الأمن الدولي بشأن سوريا.
وشدّد نائب وزير الخارجية الروسي على ضرورة الالتزام بقرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.
ومن جهته لفت المتحدّث الرئاسي الروسي، دميتري بيسكوف، إلى أن الإرهابيين يأخذون مدنيين من سكان سوريا رهائن، وذكّر بأن وزارة الدفاع الروسية أعلنت عن تحضيرات للقيام بأعمال استفزازية باستخدام السلاح الكيميائي في الغوطة الشرقية.
وبدوره أشار رئيس لجنة الشؤون الخارجية في الغرفة العليا للبرلمان الروسي، كونستانتين كوساتشوف، إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية تبحث عن الذريعة للتدخُّل العسكري في سوريا.
وقالت صحيفة "ريبورتيور" الروسية، في إشارة إلى التهديدات المتواصلة ضد سوريا، إن منع تنفيذها أمر موكول إلى الدبلوماسيين ومقاتلات "سوخوي 57" التي تم أخيرا رصدها في سماء سوريا.
وأكّد مجلس الأمن الدولي في قرار اعتمده بالإجماع، في يوم 24 فبراير 2018، التزامه القوي بسيادة سوريا، واستقلالها، ووحدتها وسلامة أراضيها.
وشدّد على أن الدول الأعضاء ملزمة بموجب المادة 25 من ميثاق الأمم المتحدة بقبول قرارات المجلس وتنفيذها.
ويطالب القرار رقم 2401 جميع الأطراف في سوريا بوقف الأعمال العدائية، ويهيب بجميع الأطراف أن تحترم وتفي بالتزاماتها باتفاقات وقف إطلاق النار.
وقالت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية إنها تحقق في هجمات بالغوطة الشرقية المحاصرة الواقعة تحت سيطرة المعارضة السورية لتحديد ما إن كانت أسلحة محظورة قد استخدمت، بحسب مصادر دبلوماسية لوكالة "رويترز".
وقالت المصادر إن المنظمة التي يقع مقرها في لاهاي فتحت تحقيقا يوم الأحد في تقارير تحدّثت عن تكرار استخدام قنابل الكلور هذا الشهر في المنطقة القريبة من العاصمة دمشق.
وقال وزير الخارجية البريطاني، بوريس جونسون، أمس الثلاثاء إن بلاده قد تشارك في الضربات العسكرية الأمريكية ضد الحكومة السورية إذا ظهر دليل يثبت استخدام أسلحة كيماوية ضد المدنيين.
وأضاف لهيئة الإذاعة البريطانية "إذا علمنا أن هذا حدث واستطعنا إثباته وإذا كان هناك اقتراح بالتحرّك في وضع يمكن للمملكة المتحدة أن تفيد فيه فأعتقد أننا سنبحث الأمر بجدية".
وقالت وكالة تاس للأنباء عن الجيش الروسي اتهامه لمقاتلي المعارضة السورية في الغوطة الشرقية أمس الثلاثاء بإمطار ممر إنساني بقذائف المورتر.
وأضاف الجيش أنه لم يتمكن مدني واحد من المغادرة عبر الممر الذي يهدف إلى السماح للمدنيين بالخروج من منطقة الصراع.
ودعت روسيا التي تدعم الحكومة السورية إلى هدنة يومية من الساعة التاسعة صباحا إلى الثانية ظهرا (من 07:00 إلى 12:00 بتوقيت جرينتش) وإتاحة "ممر إنساني" للسماح للمدنيين بمغادرة الغوطة الشرقية آخر معقل كبير للمعارضة المسلحة قرب العاصمة دمشق.
وأعلن قائد مجموعة مراقبة منطقة خفض التصعيد الثالثة في الغوطة الشرقية، الجنرال فيكتور بانكوف، أن المدنيين لا يستطيعون مغادرة الغوطة الشرقية بسبب قصف بقذائف الهاون من قِبل المسلحين على الممر الإنساني في منطقة الوافدين.
وقال الجنرال إن ممرا إنسانيا فتح، في التاسعة صباحا، وذلك لخروج المدنيين من المنطقة.
واستهدف مسلحو "جبهة النصرة" الإرهابية، ومجموعات مسلحة أخرى الممر الآمن لخروج المدنيين من الغوطة الشرقية، والذي أعلنت عنه روسيا، أمس، بخمس قذائف.
ودخلت الهدنة الإنسانية حيّز التنفيذ في الغوطة الشرقية في ريف دمشق، أمس الثلاثاء، وقال المراسل إن السلطات السورية جهّزت في منطقة الوافدين، بالتعاون مع مركز المصالحة الروسي في سوريا.
وقال رئيس المركز الروسي للسلام والمصالحة في سوريا، الميجر جنرال يوري يفتوشينكو، إن الإجراءات التي تقرّرت بالاتفاق مع القوات السورية تهدف لمساعدة المدنيين على المغادرة وإجلاء الجرحى والمرضى.
ولم يتضمّن تقرير وكالة الإعلام الروسية الذي نقل تصريحاته ذكرا مباشرا للسماح بدخول إمدادات الإغاثة. لكنه نقل عن يفتوشينكو اتهامه للمسلحين "باحتجاز المئات رهائن، بينهم نساء وأطفال والتضحية بالسكان ورفض السماح لهم بالمغادرة".
وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر في جنيف إنها ترحّب بأي إجراء يسمح "للراغبين في المغادرة بأن يرحلوا بمحض إرادتهم" وكذلك بالإجلاء الطبي.
لكن المتحدّثة باسم الصليب الأحمر، يولاندا جاكميه، قالت إن هناك حاجة إلى المزيد. وقالت: "ما تزال هناك ضرورة لدخول قوافل إنسانية بإمدادات حيوية: أدوية وإمدادات طبية وغذاء ومواد لتنقية المياه".
ونفت جماعة جيش الإسلام السورية المعارضة في الغوطة الشرقية منع المدنيين من مغادرة المنطقة المتاخمة لدمشق كما نفت قصف ممر إنساني للخروج.
وقالت وكالة الصحافة الفرنسية إن الجماعات المسلحة وافقت على إخراج عناصرها من الغوطة الشرقية لدمشق، موضحةً أن فصائل مقاتلة تلتزم بإخراج "جهاديين" لجبهة تحرير الشام (النصرة سابقاً) وعائلاتهم من الغوطة.
ويأتي ذلك بعد إعلان التلفزيون السوري الرسمي أن هذه الجماعات استهدفت المدنيين الخارجين من الغوطة من خلال معبر الوافدين، وذلك بعد تجهيز نقطة طبية وكافة المستلزمات في المعبر لاستقبال الخارجين منها.
وقال رئيس المكتب السياسي لجيش الإسلام، ياسر دلوان: "لم نمنع أحدا، والمدنيون يتخذون قرارهم".
وكانت موسكو -أكبر حليف للحكومة السورية- دعت لإتاحة "ممر إنساني" للخروج من الغوطة الشرقية التي تشنّ دمشق وحلفاؤها هجوما عليها أودى بحياة المئات في الآونة الأخيرة.