تستعد الندوة لإصدار توصياتها «الأطفال والإعلام» تناقش التحديات

مزاج الأربعاء ٢٨/فبراير/٢٠١٨ ٠٣:٥٥ ص
تستعد الندوة لإصدار توصياتها

«الأطفال والإعلام» تناقش التحديات

مسقط – لورا نصره - تصوير - طالب الوهيبي

انطلاقا من التحديات التي يواجهها الآباء والأمهات اليوم نتيجة تعامل أطفالهم مع وسائل التواصل الاجتماعي وشبكة الإنترنت والألعاب الإلكترونية وما تحمله من مخاطر جمة، وفي ظل فقر الدراسات والبرامج التربوية الهادفة التي تساير طفل اليوم بتوجهاته وإمكانياته المتقدمة بفعل ثورة التكنولوجية.. تستمر لليوم الثاني والأخير مجريات ندوة «أطفالنا وإعلام المستقبل» التي تقيمها لجنة معرض مسقط الدولي للكتاب ضمن البرنامج الثقافي للمعرض في دورته الـ23 يومي 27 -28 فبراير في مبنى مكتبة الأطفال العامة في القرم، وذلك برعاية وكيل وزارة الإعلام سعادة علي بن خلفان الجابري وبمشاركة مجموعة من الباحثين والأدباء والمختصين في برامج الطفل.

وقال وكيل وزارة الإعلام سعادة علي بن خلفان الجابري في كلمة له خلال افتتاح الندوة إن هذا التجمّع الإعلامي التثقيفي يهدف إلى الاقتراب من الاستراتيجيات العالمية التي ساهمت في وضع الأطر العلمية والعملية لتثقيف الطفل عبر مختلف وسائل الإعلام.
وأشار سعادته إلى أن دور وسائل الإعلام في تشكيل الرأي لدى أفراد المجتمع وتحديد الاتجاهات نحو مختلف القضايا والمشكلات التي يواجهونها إلى جانب اعتبارها أداة من أدوات التنمية وقيامها بدور محوري ومؤثّر في تشكيل شخصية الطفل واتجاهاته وتحديد مواقفه.
وحول أهمية هذه الندوة يقول سعادته لـ«الشبيبة»: تهدف هذه الندوة إلى التوعية بأهمية التثقيف الإعلامي للأطفال وإبراز دور الإعلام في تنشئة الأجيال وتطوير فكرهم ومهاراتهم، ونتمنّى أن نخرج من هذه الندوة بتوصيات تتصل بجانب توعية أولياء الأمور والقائمين على التعليم بأهمية تحصين فكر هؤلاء الأطفال ومراقبة المحتوى على وسائل التواصل الاجتماعي وأجهزة الأطفال الإلكترونية، والدعوة إلى إيجاد تشريعات وقوانين تمنع وصول المحتوى الضار إلى الأطفال.
وأضاف: ستُرفع التوصيات التي تتمخض عن هذه الندوة إلى الجهات المسؤولة في السلطنة وقد نأخذ بعضا منها لتضمينها ضمن القوانين التي تتم صياغتها ومن ضمنها قانون الطفل العُماني واللائحة المنفذة لهذا القانون.
من جانبه ألقى سلطان بن سيف السلامي، من مجلس إدارة مكتبة الطفل، كلمة وضّح فيها الدور الذي تقوم به المكتبة من خلال تقديم العلم والمعرفة للأطفال وتوفير الكتب كمصادر للمعرفة والتثقيف والترفيه والمتعة للأطفال.
وبيّن السلامي أن المكتبة تسعى لتقديم مصادر المعرفة الأخرى للأطفال منها المصادر الإلكترونية.

أوراق عمل

اشتملت الجلسة الأولى على ثلاث أوراق عمل، الأولى كانت بعنوان «ثقافة الطفل وإعلام المستقبل» قدّمتها الإعلامية الأردنية «عروب صبح»، التي بدأت العمل التلفزيوني من خلال تقديم برنامج «استوديو الأطفال»، الذي بثّه التلفزيون الأردني بين عامي 1993 و1995. كذلك أعدت وقدّمت برنامج الأطفال (وقت الفرح)، على شاشة التلفزيون الأردني بين عامي 1995 و1999.
أشارت «صبح» في ورقتها إلى دور الأسرة في توجيه الأطفال، مشددة على أنهم المسؤول الأول عن نوعية التفاعل الذي يبديه الأطفال مع وسائل التواصل الاجتماعي. وتقول في الورقة التي قدّمتها: تبدأ الثقافة مع تكوين الإنسان وتأتي من خلال المؤثّر الأول الذي يُعطي الرعاية سواء أكان من الأهل أو أي شخص آخر يقدّم الرعاية لهذا الطفل، ومن هنا فإن التعامل مع الإعلام الجديد بكل أشكاله من مواقع التواصل الاجتماعي أو المدونات أو غير ذلك يتم بقرار من المسؤول الأول عن الأطفال، ولذلك يجب ألا نحمِّل الطفل مسؤوليات قراراتنا الخاطئة التي جاءت عن إهمال وعدم تواصل معهم.

الإعلام الغربي وتأثيره

وجاءت الورقة الثانية التي قدّمتها الدكتورة التونسية وفاء المزغني بعنوان «دور الإعلام الغربي وتأثيره على طفلنا العربي» واستعرضت ذلك من خلال المضمون السلبي الذي تقدّمه الرسوم المحركة. وقالت المزغني في ختام ورقتها: لا نريد تجريم الإعلام وتعميم الأحكام على مختلف وسائله وبرامجه، فللإعلام دور رياديّ في التربية على القيم الفاضلة والأصيلة، وهذا لا يحتاج إلى برهنة. ولكن لا بدّ من وعي الأسرة والدّوائر التربويّة بخطورة التوجيه والعنف المسلَّط على طفلنا. والوعي لوحده لا يكفي بل يجب التفكير في وسائل لتحرير أطفالنا من سلطة آليات الدمار التي تكتسح عالم طفلنا، إلى جانب ضرورة التفكير في صناعة إعلام مضادّ يقوم على شراكة بين مختلف الفاعلين في المجال الإعلامي والتربوي والثقافي والديني والاجتماعي لقراءة الخطاب الإعلامي الموجّه للطفل وتفكيكه شكلا ومضمونا، ومن المهم العمل على إيجاد آليات رقابة تمنع تسرّب السموم إلى أطفالنا من خلال وسائل الإعلام: لا بدّ من الغربلة. ولا بد من تشريك الأطفال لتشخيص تفاعلاتهم مع الإعلام الموجّه إليه وتحليل تمثلاتهم وتطلّعاتهم.
وتختم بقولها: الأهم في رأيي هو التفكير في سؤال كيف نجعل الإعلام الذكيّ لا يصنع طفلا غبيّا؟

أطفالنا والمخاطر

كما تحدّث د.عامر بن محمد بن عامر العيسري، خبير تربوي ومدير التعليم قبل المدرسي، في ورقته عن الإعلام الجديد للأطفال التحديات والمخاطر وعن دور الآباء والعوامل المؤثّرة على رعاية الفرد وعن حجم تأثير الدعاية على الأطفال. وأشار في ورقته إلى مشروع جمعية «الأطفال أولا» الذي يهدف إلى حماية الأطفال من مخاطر الإنترنت وقال: يموج عالم الإنترنت بالعديد من المحتويات المفيدة والمثيرة لاهتمامات الأطفال، إلا أن الشبكة العنكبوتية تنطوي أيضاً على الكثير من المخاطر، حيث قد تظهر أمام الأطفال محتويات غير مناسبة كمشاهد إباحية أو مشاهد العنف. ولكن من خلال بعض التدابير يمكن للآباء حماية أطفالهم عند الإبحار في عالم الإنترنت، ومن هنا يأتي برنامج حماية الأطفال من مخاطر الإنترنت الذي وضعته جمعية الأطفال أولا من برامجها لهذا العام ضرورة مُلحّة للاستخدام الآمن للإنترنت ومحاولة التقليل من الأضرار التي قد تنتج من المحتويات الضارة وتجنب حدوث مشكلات إلكترونية منها الابتزاز الإلكتروني وغيره.
وطالب العيسري في ختام ورقته بزيادة فرص التحاق الأطفال بالتعليم ما قبل المدرسي، والعمل على تطوير المهارات اللغوية للأطفال بصورة متوازنة لكل محاور الفهم والبناء الصوتي والقراءة والكتابة، وتطوير محتوى مناهج الأطفال لتتلاءم مع معايير أدب الأطفال، إلى جانب العمل على تنفيذ الدراسات والمشاريع التي تخدم التنمية اللغوية للأطفال، والتقييم المستمر للمهارات القرائية للأطفال ومعالجة مواطن الضعف. والاهتمام بثقافة الأطفال كجزء أساسي من ثقافة المجتمع، مع تقييم وتطوير المحتوى الإعلامي الذي يقدَّم لهم وتشجيع التأليف والكتابة للأطفال وإجراء المسابقات المحفِّزة لها، ودعم المشاريع التعليمية المتعلقة بالتعليم قبل المدرسي وبرامجه ومناهجه.

برنامج اليوم

وينقسم برنامج اليوم من الندوة إلى جلستين تُديرهما الكاتبة والقاصة العُمانية أمامة اللواتية، وتتضمّن كل منهما عدة أوراق عمل تبدأها سماح أبو بكر عزت من جمهورية مصر العربية بورقة عمل بعنوان «الكتابة للأطفال وبرامجهم الإعلامية في زمن الإنترنت». ثم تقدّم د.وفاء الشامسية ورقة بعنوان «صناعة المعرفة من خلال الإعلام الجديد.. التجارب الإعلامية العُمانية نموذجا».
أما الجلسة الثانية فتضم ورقتين الأولى للمخرج العُماني جاسم البطاشي بعنوان «الكتابة والإنتاج الفني والدرامي للأطفال»، والورقة الثانية تقدّمها ليلى حارب بعنوان «البرامج الإذاعية للأطفال».