معرض الكتاب تظاهرة ثقافية

مزاج الأربعاء ٢٨/فبراير/٢٠١٨ ٠٣:٥٣ ص
معرض الكتاب 

تظاهرة ثقافية

مسقط - سعيد الهنداسي

يعتبر معرض مسقط الدولي للكتاب 2018 في دورته الثالثة والعشرين بمثابة التظاهرة الثقافية ويحل وطنياً بمثابة الشعاع الفكري والتنويري.فيما يلي نرصد آراء وانطباعات زوار المعرض والعارضين المشاركين من دور عرض ومكتبات ومؤسسات.

تظاهرة ثقافية

الدكتور عبدالرحمن البلوشي شخصية تربوية معروفة قدمت الكثير من البرامج خاصة في مجال التدريب للمعلمين حضر في المعرض واصفاً إياه بالتظاهرة الثقافية، بقوله: «يجب على جميع المثقفين والمهتمين بالشأن الثقافي زيارة المعرض، والاطلاع على الإصدارات الأخيرة للكتاب والأدباء والباحثين في مختلف التخصصات، والمعرض منظم بشكل عام وتوجد به إصدارات حديثة ومقسم إلى عدة أقسام مريحة للزوار».

العناية بكتب الأطفال

وأشار د.عبدالرحمن البلوشي إلى ضرورة العناية بشكل أكبر بالكتب التي تلامس حاجة الطفل، فمن الملاحظ أن الإصدارات الجديدة الخاصة بالطفل قليلة إن لم تكن نادرة مقابل وجود المزيد من الكتب العلمية والتربوية وخاصة الكتب الصادرة من المكتبات الأردنية والمصرية.

ويضيف البلوشي: «يزخر المعرض بالكثير من الروايات الحديثة التي تستحق القراءة إلى جانب الروايات القديمة، وتبقى أسعار الكتب مناسبة باستثناء الكتب العلمية التي لاحظنا ارتفاع أسعارها بينما الكتب الدينية متاحة، ومن اللافت للاهتمام كثرة الفعاليات المصاحبة وتنوعها إلى جانب احتضان اللجنة الوطنية للشباب لجزء كبير من اهتمامات الشباب والكتب».

أهداف مختلفة

المهندس علي الشيادي بدأ حديثه حول الأهداف المتباينة لزوار المعرض فقال: «رغم أن الكتاب هو هدف كل من يقصد المعرض، إلا أن أهداف الزيارة له تختلف باختلاف توجهاتهم، فهناك من يزور المعرض بغية الاطلاع على الجديد في عالم الكتب، ومنهم من يبحث الوسائل التعليمية والتربوية الحديثة، وفئة تذهب من أجل الكتاب الإلكتروني، وآخرون هدفهم الرئيس هو أن يعود بمجموعات من الكتب التي يهتم بها، وهكذا».

ويطرح الشيادي مجموعة من التساؤلات التي يصفها بالتساؤلات المشروعة فيقول: «رغم الإضافات الإيجابية التي يشهدها المعرض كل عام، إلا أن المتتبع لهذا المهرجان الثقافي الكبير، يجد بعض النقاط التساؤلات المشروعة المتعلقة به، ولعل من أهم هذه النقاط مسألة التسويق المسبق للمعرض، إذ يرى البعض أن المعرض لم يأخذ حقه من الدعاية المسبقة فعلاً، كما أن التغطية الإعلامية ليست بذلك القدر الذي يرضي الطموح، فحدثٌ بحجم معرض مسقط الدولي للكتاب ينبغي أن تتواكب معه تغطية إعلامية أوسع وأشمل، وعلى مختلف الوسائل المتاحة، بل ينبغي تكثيف التغطية حتى عبر وسائل الإعلام الاجتماعي الحديثة».

قصور في الخدمات المصاحبة

ويشير الشيادي بقوله: «تمثل القصور في بعض الخدمات المصاحبة، فالفهرس المتحرك على سبيل المثال يحتاج إلى تحديث وإضافة ما لم تتم إضافته من الكتب، إضافة إلى أن خدمة وجود أجهزة بحث ثابتة لم تتوفر في المعرض، وخدمة الاستعلامات التي ينبغي أن تكون عند كل مدخل، مع توفير خارطة واضحة للمعرض بصورة عامة».

ويضيف: «لذا فمن الضروري جداً عمل مسح شامل لكل الإيجابيات والسلبيات المصاحبة، من أجل تنمية الجانب الإيجابي المشرق، وتفادي أي خطأ قد يصنع نقطة سلبية في المستقبل، كما يتعين علينا أن نعطي زخماً إعلامياً يليق بهذا الحدث الثقافي المهم».

تجارب سابقة:

ويختم المهندس علي الشيادي حديثه بالتأكيد على ضرورة الاستفادة من التجارب السابقة بقوله: «لا بد من الاستفادة من تجاربنا السابقة وتجارب الآخرين، والحرص على البدء في كل عام من حيث انتهى الآخرون، وثمة مسألة مهمة، وهي أننا حين نعطي الكتاب قدره من حيث تسليط الضوء الإعلامي عليه، فإن ذلك سيشكل علامة فارقة في نفوس النشء، وبهذا سيتحقق الهدف من إقامة هذه المعارض».

عرس ثقافي

محمد البلوشي تحدث عن انطباعاته حول زيارته الأخيرة للمعرض واصفا إياه بالعرس الثقافي فقال: «يعتبر المعرض بمثابة ملتقى وعرس ثقافي تجتمع فيه الكثير من الثقافات العمانية والخليجية والعربية والدولية، وبالتالي هو ملتقى لجميع الكتاب والأدباء والباحثين والطلبة، وما يميز هذا المعرض إن النسبة العظمى من المرتادين هم من العمانيين وهذه ميزة قد لا توجد في كثير من المعارض، وهي دليل على حب الكتاب وتشير إلى أن الكتاب بخير، وكان من اللافت التنظيم الجيد للمعرض في الداخل والخارج».

ويشير البلوشي إلى مجموعة من الملاحظات التي يتمنى تفاديها مستقبلا بقوله: «هناك ملاحظات نتمنى تلافيها فعلى سبيل المثال يتم الإعلان عن تدشين كتب في توقيت متقارب مما يشتت القارئ أو المرتاد للمعرض فلا يعرف إلى أين يذهب، وأرى أن يتم جمع هؤلاء الكتاب أو الذين سيوقعون كتبهم في مكان واحد في وقت محدد مما يؤدي إلى التسهيل على الزوار الحضور في المكان والزمان المحددين وتتيح للكاتب أيضا توزيع ونشر كتابه».

معرض جميل ولكن!

جمعة بن سعيد الريسي تحدث عن المعرض واصفا إياه بالجميل وقال: «المعرض جميل إجمالاً، ومن خلاله استطعنا تجميع الشعوب تحت سقف واحد واستطيع أن أقول بأنه ملحمة عالمية والأسعار تبقى مناسبة وهناك وجود لمختلف الأعمار من الصغار والكبار وهناك ثقافة عمرية، وكنا نبحث عن مجموعة كتب ولكن لم نجدها، وهناك معاناة مستمرة من فترة طويلة وهي تحديد مكان مخصص للتواقيع على الإصدارات والكتب الجديدة للكتاب فعند الإعلان عن توقيع كتاب يأخذ من الزوار للمعرض وقتا للوصول إلى المكان، وبالتالي عندما يصل يكون الوقت المخصص للتوقيع انتهى، وفي نفس الوقت يتم الإعلان عن توقيع كتاب آخر».

كتب قانونية جديدة:

سيد الغندور من معرض الغندور للإنتاج الإعلامي والمشارك كدار نشر في معرض مسقط الدولي للكتاب تحدث عن مشاركته في المعرض هذا العام فقال: «نشارك في المعرض من خلال إصدار مجموعة من الكتب في الجانب القانوني بحكم تخصصنا في هذا المجال، وأضاف الغندور: «إن الإقبال بالنسبة للإصدارات من قبل العمانيين لله الحمد جيد، ويبقى الموقع المخصص لنا نوعا ما جعل الإقبال بشكل عام أقل من المعرض في سنوات سابقة وهو موجود في 23 دورة وما لاحظه إن الجديد في هذه الدورة بالنسبة لهم يتمثل من خلال عرض 20 إصداراً لكتاب عمانيين متخصصين في المجال القانوني، وموضوعات عمانية، وحول أسعار الكتب والبيع في المعرض أشار الغندور إن الأسعار ثابتة لم تتغير رغم الزيادة والتكلفة على الورق والطباعة وتبقى العروض والتخفيضات في قائمة المعرض من خلال وزارة التراث.

إقبال ضعيف:

محمد فايز كانو من دار القبس بالجمهورية السورية: «تحدث عن وجوده في معرض مسقط الدولي 2018 الحالي وما يمثله هذا الحضور والمشاركة قائلا: «لنا مشاركات كثيرة في المعرض، وأشيد هنا بالمكان والتنظيم ويعتبر المعرض بمثابة تظاهرة ثقافية عالمية».

وعن الكتب المشارك بها في المعرض أشار كانو إلى وجود كتب في التاريخ والأدب لكتاب وأدباء عرب وعن الإقبال وصفه بالأضعف فقال: «يعتبر الإقبال هذا العام هو الأضعف من ناحية الحضور والبيع والشراء مع علمي أن الشعب العماني شعب محب للقراءة، وأنا في حيرة واستغراب من الأمر، فحتى حضور طلبة المدارس هم أقل بكثير عن السنوات الماضية رغم أن الأسعار جيدة وهناك خصم لأكثر من 25 %. ويختم كانو: «إن الإقبال على الكتب أصبح ضعيفاً ربما هذه ضريبة التمدن والتحضر والمدنية ولكن يبقى للكتاب عشاقه ومحبينه».