لعبة الكيماوي

الحدث الثلاثاء ٢٧/فبراير/٢٠١٨ ٠٣:٣٠ ص
لعبة الكيماوي

جنيف - دمشق - موسكو - عواصم - وكالات

اتهمت وزارة الدفاع الروسية مسلحي المعارضة بالإعداد لاستخدام مواد سامة في الغوطة الشرقية حتى يتهموا دمشق فيما بعد باستخدام أسلحة كيماوية مشيرة عن معلومات لديها عن استخدام محتمل لمواد كيماوية من جانب متشددين.

وأعلن المتحدّث باسم الكرملين، ديميتري بيسكوف، أن الوضع في سوريا يبعث على القلق الشديد، والإرهابيون يحتجزون السكان في الغوطة الشرقية كرهائن.
وقال بيسكوف للصحفيين: «الوضع يثير قلقاً كبيراً. أنتم تعلمون أن الإرهابيين في الغوطة الشرقية لا يسلمون الأسلحة ويحتجزون السكان كرهائن، وهو ما يجعل الوضع متوتراً للغاية». وأضاف: «عدا عن ذلك، أحثكم للاهتمام للتحذيرات التي أعربت عنها وزارة الدفاع بأن البيانات المُتاحة تشير إلى إمكانية استخدام المواد الكيميائية من جانب الإرهابيين المختبئين في «الغوطة الشرقية» كنوع من الاستفزاز، لذلك الوضع يبقى متوترا للغاية».
وأكّد المرصد السوري لحقوق الإنسان، الذي يتابع الحرب ومقره بريطانيا، مقتل طفل نتيجة الاختناق في الغوطة الشرقية لكن مديره قال لرويترز عبر الهاتف إنه لا يستطيع تأكيد استخدام الغاز السام.
ونشر فيديو على شبكات التواصل الاجتماعي يظهر فيما يبدو جثة طفل ملفوفة في كفن أزرق وبعض الرجال عراة الصدر والصبية يكافحون من أجل التقاط أنفاسهم وحمل بعضهم بخاخات للمساعدة على التنفس. وفي الأسابيع الأخيرة، اتهمت الولايات المتحدة سوريا باستخدام غاز الكلور كسلاح مرارا. وتعرّضت منطقة الغوطة الخاضعة لسيطرة المعارضة المسلحة لهجوم كيماوي كبير في 2013.
وقالت وزارة الدفاع الروسية في بيان إن قادة مقاتلي المعارضة «يعدون لعمل استفزازي باستخدام مواد سامة بهدف اتهام القوات الحكومية باستخدام الأسلحة الكيماوية ضد السكان المدنيين».
دعا الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، أمس الاثنين، الأطراف المتحاربة في سوريا إلى تنفيذ وقف لإطلاق النار لمدة 30 يوما في عموم البلاد.
وقال جوتيريش إن وكالات الإغاثة التابعة للأمم المتحدة مستعدة لتوصيل المساعدات الضرورية وإجلاء المصابين بجروح خطيرة من منطقة الغوطة الشرقية التي تخضع لسيطرة المسلحين وتقع خارج دمشق ويعيش فيها 400 ألف شخص تحت الحصار.
وأضاف جوتيريش في افتتاح الجلسة السنوية الرئيسية لمجلس حقوق الإنسان في جنيف والتي تستمر أربعة أسابيع «ليس بوسع الغوطة الشرقية الانتظار. حان الوقت لوقف هذا الجحيم على الأرض».
وعبّرت روسيا عن قلقها من التهديدات التي تصدر حول احتمال استخدام القوة ضد دمشق، وقال نائب وزير الخارجية الروسي، سيرجي ريابكوف إن روسيا قلقة للغاية، مؤكدا أن ذلك يتعارض مع مضمون القرار 2401 لمجلس الأمن.
وقال ريابكوف للصحفيين: «في سياق قرار 2401 بالنسبة لنا أهم شيء أنه يتضمن دعوة للأطراف السورية للعمل المكثف لإيجاد الحلول الضرورية. ونشعر بقلق بالغ إزاء التقارير التي تفيد بأنه في ظل زيادة الخطاب ضد دمشق والخطاب المناهض للروس الذي يصدر في واشنطن، فإن التهديدات باستعمال القوة تسمع مرة أخرى، وهذا أمر غير قانوني وغير مشروع».
من جانب آخر قالت الإدارة الصحية في منطقة خاضعة لسيطرة المعارضة السورية في بيان إن أشخاصا عانوا من أعراض مماثلة لأعراض التعرُّض لغاز الكلور في منطقة الغوطة الشرقية التي تسيطر عليها المعارضة المسلحة قرب دمشق يوم الأحد وإن طفلا واحدا لقي حتفه.
وقال البيان إن الضحايا وقائدي سيارات الإسعاف وآخرين استنشقوا غاز الكلور بعد «انفجار هائل» في منطقة الشيفونية بالغوطة الشرقية. وأضاف البيان أن 18 شخصا على الأقل تلقوا علاجا بجلسات الأكسجين. ولم يتسن الوصول للجيش السوري لطلب التعقيب. وطالما نفت الحكومة السورية استخدام الأسلحة الكيماوية في الحرب التي ستدخل عامها الثامن قريبا. وفي مؤشر على أن الحرب ما زالت تحظى باهتمام قادة العالم قال الكرملين إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل تحدثوا هاتفيا وبحثوا كيفية تنفيذ وقف إطلاق النار.
وقال رئيس أركان الجيش الإيراني، الجنرال محمد باقري، الذي تساند حكومته الحكومة السورية إن طهران ودمشق ستحترمان قرار الأمم المتحدة.
لكن وكالة تسنيم الإيرانية للأنباء نقلت عنه قوله إن الهدنة لا تشمل أجزاءً من ضواحي دمشق «يسيطر عليها إرهابيون».
وفي أنقرة قال نائب رئيس الوزراء التركي، بكر بوزداج، إن قرار الأمم المتحدة لن يؤثر على العملية التي تشنّها بلاده ضد المقاتلين الأكراد في منطقة عفرين. وسرعان ما انهارت محاولات سابقة لوقف إطلاق النار في الحرب الدائرة منذ سبع سنوات حيث أصبحت للجيش السوري اليد العليا بمساعدة إيران وروسيا.
وجاء قرار مجلس الأمن الدولي يوم السبت الفائت بعد قصف استمر سبعة أيام متتالية من قِبل قوات موالية للحكومة على مواقع المجموعات المرتبطة بالقاعدة والنصرة ومجموعات أخرى تصنِّفها الحكومة السورية جماعات إرهابية في الغوطة الشرقية في إحدى أعنف الهجمات خلال الحرب.
ووافق مجلس الأمن بالإجماع على القرار الذي يطالب بوقف إطلاق النار للسماح بوصول المساعدات والإجلاء الطبي. وبينما أيّدت روسيا القرار، أثار سفيرها لدى الأمم المتحدة، فاسيلي نيبينزيا، شكوكا في جدواه. ولا يشمل قرار وقف إطلاق النار داعش وتنظيم القاعدة وجبهة النصرة.
وتنفي الحكومة السورية وروسيا قصف مدنيين. وتقول موسكو ودمشق إنهما تسعيان لوقف هجمات بقذائف المورتر يشنّها متشددون أسفرت عن إصابة العشرات في العاصمة.
وتقول الأمم المتحدة إن نحو 400 ألف شخص يعيشون في الغوطة وهي جيب يضم بلدات وأراضي زراعية تحاصره الحكومة منذ العام 2013. وهو المعقل الوحيد المتبقي للمعارضة قرب العاصمة.
وقالت وزارة الخارجية الروسية إن موسكو تعوّل على الداعمين الأجانب لمقاتلي المعارضة في ضمان احترام وقف إطلاق النار. وقالت وسائل إعلام حكومية سورية إن المسلحين قصفوا مناطق في دمشق. وقال مصدر عسكري سوري إن وحدة بالجيش دمّرت سيارة ملغومة حاول المسلحون إرسالها إلى العاصمة وقتلت الانتحاري.