العقل يختلف في الشتاء عن الصيف

مزاج الأحد ٠٦/مارس/٢٠١٦ ٠٠:٢٥ ص

أجاتا بلاسيزاك- ترجمة: أحمد بدوي

الطريقة التي يعمل بها عقلك قد تختلف من موسم لآخر، هذا ما كشفت عنه دراسة جديدة، حيث وجد الباحثون عند قيام المشاركين في الدراسة ببعض المهام المعرفية كانت طرق معالجة الدماغ لها تتغير بتغير فصول السنة.
ورغما عن أن الأداء الفعلي للمهام الإدراكية لم يتغير مع اختلاف فصول السنة إلا أن نشاط الدماغ إزاء العمليات المستمرة أظهر اختلافا وفقا للباحث الرئيسي في الدراسة جيل فانديفال من جامعة لييج في بلجيكا.
ودرس الباحثون وظيفة الدماغ المعرفية لعدد 28 شخصا في بلجيكا خلال كل فصل من السنة، وفي كل مرة يمضي المشاركون 4 أيام ونصف في المختبر دون السماح لهم بالاتصال بالعالم الخارجي أو التعرض لمظاهر الطقس الموسمية مثل ضوء النهار، وأجرى الباحثون فحصا لأدمغة المشاركين بينما كانوا يؤدون مهام لاختبار قدرتهم على إدامة الاهتمام وتخزين وتحديث ومقارنة المعلومات في ذاكرتهم.
ووجد الباحثون أن أداء المشاركين في هذه المهام لم يتغير، بغض النظر عن الوقت من السنة، إلا أن النتائج أظهرت أن المشاركة العصبية في أداء هذه المهام المعرفية -أي كمية النشاط المعني في الدماغ - تتغير مع تغير الوقت من السنة. وعلى سبيل المثال فإن مستويات نشاط المخ المرتبط بالمحفاظة على الاهتمام بلغت ذروتها في شهر يونيو قريبا من الانقلاب الصيفي، بينما كانت في أدنى مستوى لها في شهر ديسمبر قريبا من الانقلاب الشتوي. وفي المقابل بلغت مستويات نشاط المخ المتصلة بالذاكرة العاملة ذروتها في فصل الخريف بينما كانت في أقل المستويات مع الاعتدال الربيعي.
وكانت أبحاث سابقة قد اظهرت أن التغيرات في المواسم ترتبط بالتغيرات في العمليات الأخرى التي تتصل بالأداء اليومي. وعلى سبيل المثال قال الباحثون أن الأشخاص يميلون إلى استهلاك المزيد من السعرات الحرارية في فصل الشتاء أكثر من الصيف. ووجدت دراسة نشرت في عام 2015 في مجلة نيتشر Nature أن نشاط الجينات البشرية يتغير مع تغير المواسم، جنبا إلى جنب مع مناعة الانسان. وقال الباحثون أن الأبحاث أظهرت علاوة على ذلك وجود صلة بين المواسم والحالة المزاجية، فبعض الأشخاص يعانون أعراض اضطرابات وجدانية موسمية في الخريف والشتاء.
وقال فانديفال على الرغم من أن الباحثين لم يتطرقوا في الدراسة الجديدة الى دراسة العلاقة المحتملة بين نشاط الدماغ والتغيرات الموسمية في المزاج العام ، من الممكن أن يعزى تعرض الأشخاص لاضطرابات وجدانية موسمية الى التغيرات الموسمية في نشاط الدماغ المرتبطة بالعمليات المعرفية.
وقال الباحثون أن الآليات الكامنة وراء الاختلافات الموسمية في نشاط المخ في الدراسة الجديدة لم تكن واضحة، غير أن أبحاثا سابقة على سبيل المثال أظهرت أن مستويات بعض الناقلات العصبية مثل السيروتونين، فضلا عن مستويات بعض البروتينات في الدماغ المرتبطة بالتعلم تختلف أيضا مع اختلاف المواسم. وقد تؤدي هذه التغيرات بدورها الى تغيرات موسمية في نشاط الدماغ كما لاحظ الباحثون في الدراسة الجديدة. وقد نشرت الدراسة الجديدة في عدد 8 فبراير لدورية وقائع الاكاديمية الوطنية للعلومthe journal Proceedings of the National Academy of Sciences.

عن موقع لايف ساينس