
بركاء - حمود العامري - العمانية
أفاد مركز المراقبة والتحكم الوطني أن اللجنة الرئيسية للطوارئ في الهيئة العامة للكهرباء والمياه (ديم) تتابع حالة المد الأحمر في مياه البحر بولاية بركاء، حيث يستمر تأثر إنتاج وحدات التحلية بظاهرة هذا المد، مبينا أن شركات إنتاج المياه لا زالت تواصل جهودها لتشغيل الوحدات عند انخفاض نسبة العوالق بمياه البحر لضمان إنتاج أكبر قدر من المياه.
وقامت اللجنة الرئيسية للطوارئ بتقييم الإجراءات المتخذة ومتابعتها والتأكد من عدم تأثر المشتركين بولاية السيب ومحافظة الداخلية بأي نقص من المياه بعد أن أفادت البيانات بعدم وجود أي انقطاع للمياه. وأكدت اللجنة الرئيسية للطوارئ على ضرورة اتخاذ كافة الإجراءات لضمان عدم حدوث أي نقص بالمياه الموزعة، مشيدة بما اتخذ من إجراءات لتخفيف تأثير حالة المد الأحمر.
«الشبيبة» سألت بعض الصيادين: متى يتوقف الصياد عن صيد الأسماك وبخاصة في حال معرفة وجود المد الأحمر، فأجاب هيثم العويسي أحد الصيادين في ولاية بركاء قائلا: بالنسبة للأسماك والصيد فهذه الظاهرة تحدث سنويا وتتفاوت درجات حدوثها، ففي بعض السنوات يحدث نفوق للأسماك وفي بعض السنوات لا يحدث أي نفوق، وللصياد العماني علامات يعرف من خلالها درجة المد الأحمر، فإذا وجدت قناديل البحر بلون بني غامق متمركزة بشكل كبير قبالة الشواطئ ففي تلك الأثناء يقال إن المد الأحمر وصل لمستوى كبير.
وأضاف: كان أجدادنا في السابق لديهم مثال ومقولة بين أصحاب البحر (المال يطلع والبحر يطلع) بمعنى عند وجود طلع النخيل يخرج البحر هذه الطحالب وبكميات متفاوتة، وبالنسبة لي شخصياً فقد نزلت البحر صباح أمس الأول، والحمدلله نلت رزقي من الصيد ولم ألمس أي وجود لظاهرة المد الأحمر ولم أر أي نفوق لأي سمك في البحر أو على الشاطئ.
من جانبه قال الصياد سمير بن مرهون الحمداني: في كل الأوقات وليس فقط في ظاهرة المد الأحمر يتحرى الصياد عند اصطياده للأسماك أن تكون حية، وبالتالي يأمن على سلامتها وصحتها، وبالنسبة لظاهرة المد الأحمر فهي طبيعية، نعم تؤثر على الأسماك وتتسبب في اختناقها إذا وصلت لمستوى كبير، لكنها لا تؤثر على صحة الإنسان وبالتأكيد الصياد لا يأتي إلى السوق بأسماك نافقة فهو حريص أشد الحرص على سلامة وجودة ما يقدمه.
وأضاف: ونحن كصيادين نتابع ما يستجد حول هذه الظاهرة إلا أننا نعي تماماً أنها ظاهرة طبيعية وسنوية ولا داعي للقلق على سلامة وجودة الأسماك التي يتم اصطيادها وهي حية.
جدير بالذكر أن هناك عوامل طبيعية وغير طبيعية. أما الطبيعية فتشمل تغير درجات الحرارة للمياه البحرية، وحركة التيارات البحرية، فضلا عن نشاط الرياح الموسمية، خصوصا في هذا الوقت من السنة إضافة إلى أن هذه الفترة تعتبر فترة انتقالية ما بين فصل الشتاء والصيف وتصاحبها تغيرات في خواص المياه مثل التغيرات المفاجئة لدرجات الحرارة وحركة التيارات البحرية واندفاع المغذيات الأساسية القاعية إلى طبقات المياه السطحية.
أما العوامل غير الطبيعية فهي تنتج عن ازدياد الأنشطة البشرية على طول السواحل البحرية كإنشاء المدن السياحية والمصانع ومحطات تحلية المياه والمزارع السمكية، والتي بدورها تساهم في زيادة نسبة المغذيات البحرية (فسفور، نيتروجين، سيلكون..) التي تتغذى عليها هذه العوالق النباتية، وهناك العديد من العوالق النباتية المسجلة على مستوى العالم، أما الأنواع المسببة للظاهرة فيصل عددها إلى حوالي 300 نوع، منها 70 نوعا له القدرة على إنتاج المواد السامة، أما الأنواع المسببة للظاهرة في المياه العمانية فهي متنوعة، أشهرها النوع Noctiluca scintillans والذي يسبب حوالي 50% من حالات الازدهار في المياه العمانية. يصبغ هذا النوع مياه البحر باللون الأخضر غالبا، وهو غير سام، لكنه قد يؤدي إلى نفوق الأسماك عند ازدهاره بكميات كبيرة بحيث يعمل على غلق فتحات الخياشيم ويحول دون وصول الأكسجين المذاب مما يتسبب في اختناق السمكة وبالتالي نفوقها. لذلك يعزى السبب الرئيسي لنفوق الأسماك في حالات المد في السلطنة إلى نقص الأكسجين المذاب في الماء.