معرض مسقط للكتاب تجربة معرفية بامتياز

مزاج الأحد ٠٦/مارس/٢٠١٦ ٠٠:١٠ ص

مسقط -
يغلق معرض مسقط للكتاب أبوابه بصعوبة، حيث غصت القاعات والأجنحة المختلفة بزوار اللحظة الأخيرة الذين أبو أن يفوتهم الحدث الثقافي الأهم على مستوى البلاد. زرنا معرض مسقط أكثر من مرة، وعلى مدى سنوات وفي جميعها كنا نتأكد أننا أمام واحد من معارض الكتاب على مستوى المنطقة، سواء من حيث الحجم أو المشاركات أو عدد العناوين المطروحة وبالأخص الجديدة منها، لكن ذلك كله ليس هو الإنجاز الذي يحسب لهذه الدورة التي شكلت افتتاحية العقد الثالث للمعرض. الميزة الأهم والتي يمكن أن يبنى عليها الكثير في المستقبل هي حجم الإنتاج الثقافي الإبداعي العماني الذي كشف عن نفسه بجرأة وتحدٍ لم نعرفه في الدورات السابقة، عدد الإصدارات المحلية الروائية منها والقصصية والشعرية والعلمية وغيرها، فاق ما صدر في الدورات الفائتة للمعرض بشكل كبير، سواء من حيث الكم وهي ميزة نسبية مهمة تؤشر لحجم الحراك الثقافي المتنامي للبلاد، أو من حيث الكيف الذي يُعد مؤشراً على نضج تجربة الكاتب العماني.

جانب آخر مميز للمعرض تجسد في حجم الإقبال الكبير، وهو التوجه الفعال لوزارة التربية ربما، أو لإدارات المدارس بمبادرات شخصية منها، ولكن المهم أننا رأينا مئات الطلبة والطالبات يجوبون أجنحة المعرض وأيديهم تعجز عن حمل ما حصلوا عليه من كتب وقصص متنوعة، البعض يقول أن هذا جزء من حمّى التسوق التي بُلينا بها منذ سنوات، وأن هذه المشتريات لا تعكس رغبة معرفية جارفة كما توحي به، بل لا تختلف -إلا في المنتج- عما يتسوقه هؤلاء من السوبر ماركت، وستجد طريقها بعد ذلك إلى الرفوف حيث يأكلها الغبار. لهؤلاء نقول: اتركوا الكتاب يصل إلى المنزل أولاً ثم دعوا الأطفال يكتشفون بأنفسهم روعة الرحلة بين صفحاته، ونحن متأكدون أنهم سيصبحون قارئين.