بيروت - دمشق - طهران - نيويورك - رويترز - وكالات
أعلن المركز الروسي للمصالحة بين الأطراف المتنازعة في سوريا، أمس الأول السبت أن الجماعات المسلحة أطلقت من الغوطة الشرقية 27 لغما وصاروخين على مشارف مختلفة لمدينة دمشق وقرى ومدن قرب ريف دمشق، خلال 24 ساعة الفائتة.
وقال المركز في بيان: "جرى خلال 24 ساعة الفائتة من الأراضي، التي تحت سيطرت الفصائل المسلحة غير الشرعية إطلاق 27 لغما وصاروخين على مشارف مختلفة لمدينة دمشق وقرى ومدن قرب ريف دمشق".
وأضاف البيان: "أصاب أحد الصاروخين بيتا سكنيا في حي ركن الدين بمدينة دمشق، وبلغت الخسائر في صفوف السكان المدنيين 4 قتلى و51 جريحا، خلال 24 ساعة الفائتة".
من جانب آخر قالت وكالة تسنيم الإيرانية للأنباء عن رئيس أركان الجيش الإيراني، الجنرال محمد باقري، قوله إن إيران وسوريا ستواصلان الهجمات على ضواحي دمشق التي يسيطر عليها "إرهابيون" لكنهما ستحترمان قرار الأمم المتحدة بوقف إطلاق النار.
ونسبت الوكالة لباقر القول: "سنلتزم بقرار وقف إطلاق النار وستلتزم سوريا كذلك. إن أجزاء من ضواحي دمشق التي يسيطر عليها إرهابيون غير مشمولة بوقف إطلاق النار و(عمليات) التطهير وستستمر هناك".
ودعا مجلس الأمن الدولي يوم السبت إلى وقف إطلاق النار لمدة 30 يوما في سوريا بينما قال مسعفون في منطقة الغوطة الشرقية السورية إن القصف لا يهدأ لفترة تسمح لهم بإحصاء الجثث في واحدة من أكثر حملات القصف فتكا في الحرب الأهلية المستمرة منذ سبع سنوات.
وبعد قليل من تصويت مجلس الأمن الذي جاء بإجماع الأعضاء الخمسة عشر على قرار يطالب بوقف إطلاق النار، قالت خدمات طوارئ وجماعة تراقب الحرب إن الطائرات الحربية قصفت بلدة في الغوطة الشرقية، آخر معاقل المعارضة المسلحة قرب العاصمة السورية دمشق. وواصلت الطائرات الحربية قصف المنطقة لليوم السابع على التوالي بينما تحصّن السكان في المخابئ.
وبينما أيّدت روسيا -حليفة سوريا- قرار مجلس الأمن الدولي، أثار سفيرها لدى الأمم المتحدة، فاسيلي نيبينزيا، شكوكا في جدواه. ولاتفاقات وقف إطلاق النار السابقة على الأرض سجل ضعيف فيما يتعلق بإنهاء القتال في سوريا التي صار للرئيس بشار الأسد اليد العليا فيها.
وأبلغ نيبينزيا مجلس الأمن بعد التصويت قائلا: "الضروري هو أن تعزز طلبات مجلس الأمن اتفاقات راسخة على الأرض". وقال بعد ذلك للصحفيين إن توقع وقف فوري لإطلاق النار غير واقعي وإن هناك حاجة لتشجيع الأطراف على العمل من أجل ذلك.
وقالت وزيرة خارجية السويد، مارجو والستروم، لرويترز "نقبل أن الأمر قد يستغرق عدة ساعات قبل أن يتم تنفيذه بشكل كامل... علينا فحسب أن نواصل الضغط والتنفيذ هو المهم الآن".
ولم ترغب روسيا في تحديد موعد بدء وقف إطلاق النار ومن ثم جرى تخفيف مقترح بأن تبدأ الهدنة بعد 72 ساعة من الموافقة على القرار على أن يكون البدء "دون إبطاء". وأضافت مباحثات يوم السبت طلبا لجميع الأطراف "بالعمل على الفور لضمان تطبيق كامل وشامل".
وبعد تصويت مجلس الأمن على القرار، رحّبت جماعتا المعارضة الرئيسيتان في الغوطة الشرقية بالقرار وتعهّد جيش الإسلام وفيلق الرحمن في بيانين منفصلين بحماية قوافل الإغاثة التي ستدخل الجيب المحاصر الخاضع لسيطرة المعارضة المسلحة قرب دمشق.
وقال المسلحون إنهم سيلتزمون بوقف إطلاق النار لكنهم سيردون على أي انتهاكات من الحكومة السورية وحلفائها.
وقال المتحدّث باسم فيلق الرحمن، وائل علوان: "نؤكد التزامنا الكامل والجاد بوقف إطلاق نار شامل وتسهيل إدخال كافة المساعدات الأممية إلى الغوطة الشرقية استجابة لقرار مجلس الأمن رقم 2401 مع حقنا المشروع في الدفاع عن النفس ورد أي اعتداء".
ونددت جمعيات خيرية طبية بالهجوم على 12 مستشفى. وتقول الحكومة السورية وحليفتها روسيا إنهما تستهدفان المتشددين فحسب وتسعيان لوقف هجمات المورتر التي يشنّها مقاتلو المعارضة على العاصمة كما تتهمان المعارضين في الغوطة باستخدام السكان دروعا بشرية.
وقال سفير سوريا لدى الأمم المتحدة، بشار الجعفري: "نمارس حقنا سياديا بالدفاع عن أنفسنا وسنستمر في مكافحة الإرهاب أينما وجد على الأرض السورية... الحكومة السورية تحتفظ بحقها كاملا في الرد على المجموعات الإرهابية المسلحة في حال قيامها باستهداف المدنيين ولو بقذيفة واحدة".
وقال الجعفري إن حكومته تفسّر القرار على أنه ينطبق أيضا "على ما تمارسه القوات التركية من اعتداءات في عفرين وما تقوم به قوات ما يُسمى التحالف الدولي من اعتداءات متكررة على سيادة وأراضي سوريا وبطبيعة الحال أيضا ينطبق القرار على الانتهاكات المستمرة لقوات الاحتلال الإسرائيلي على السيادة السورية دعما لشراذم الإرهاب في الجولان السوري المحتل هذا هو فهمنا للقرار الذي اعتمدتموه".
ولا تشمل الهدنة التي طالب بها مجلس الأمن عناصر داعش أو تنظيم القاعدة أو جبهة النصرة.
وقالت وسائل الإعلام الرسمية السورية إن فصائل معارضة في الغوطة الشرقية أطلقت قذائف مورتر على أحياء في مدينة دمشق يوم السبت وإن الأهداف شملت موقعا قريبا من مدرسة.
وأضافت أن القصف الذي نفّذه المسلحون تسبّب في إصابة ستة أشخاص وأن الجيش ردّ بقصف النقاط التي انطلقت منها القذائف.
وصار جيب الغوطة أحدث نقطة ملتهبة في الحرب بعد سلسلة من الهزائم التي منيت بها المعارضة وعمليات انسحاب تمت من خلال التفاوض. واستعاد الجيش السوري السيطرة على المدن الرئيسية في غرب سوريا بمساعدة جماعات مسلحة مدعومة من إيران تحت إسناد من الطائرات الروسية.
وتعهّدت المعارضة في الغوطة الشرقية بعدم القبول بمثل هذا المصير مستبعدة نوعا من الإجلاء الذي أنهى وجود المعارضة في حلب وحمص بعد حصار مرير.
وتُلقي روسيا باللوم على مقاتلي النصرة، المنتمين إلى الفرع السوري السابق لتنظيم القاعدة، فيما آل إليه الوضع في الغوطة. وفي المقابل، تتهم الجماعتان الإسلاميتان الرئيسيتان أعداءهما باستغلال وجود عدد قليل من المسلحين المتشددين يقدَّر ببضع مئات ذريعة للهجمات.