مهارات باحث عن عمل

مقالات رأي و تحليلات الاثنين ٢٦/فبراير/٢٠١٨ ٠٣:٢٩ ص
مهارات باحث عن عمل

علي العبيد
خبير تدريب

بدا لنا أن نوجز بعض الإضاءات من خلال هذا العرض على موضوع في غاية الأهمية والمتمثل في كيفية بدء المسار المهني للباحثين عن عمل بتجويد مهارتهم وبلوغ أهدافهم وتحقيق طموحاتهم الذاتية بما يخدم المصلحة العامة، ومن ضمن الأولويات أن يكون المرشح للوظيفة قد أعدَّ نفسه إعدادا مناسبا من حيث تحديد الهدف الذي يسعى إلى تحقيقه ودراسة طبيعة الأعمال التي تلائم قدراته الفردية ونوع المهنة التي ينوي الاستمرار فيها لفترات زمنية مقدرة مما يكسبه الخبرات المتراكمة التي تدعم سيرته المهنية، لذلك يتحتم أن تجهّز نفسك لحب العمل حتى تصبح مجيدا في أدائك، وهذا التجهيز والإعداد يأتي بتطوير الذات عبر تعزيز المعرفة الذهنية والمهنية وتثقيف النفس بالمطالعة والاطلاع على مصادر العلوم المتنوّعة بما فيها الانخراط في الدورات التخصصية ودورات اللغات الانجليزية وتنمية مهارات الحاسب الآلي والتعامل الإلكتروني.
كما أنه من الضروري تسويق الفرد لقدراته ومهاراته على غرار تسويق أصحاب الأعمال لخدماتهم ومنتجاتهم؛ لأن ما تملك من مهارات وإبداعات ومؤهلات ما هي إلا سلعة غالية يتوجب التسويق لها بشكل ممتاز، وعلى الباحثين عن عمل التواصل عبر وسائل التواصل الاجتماعي ومواقع الإنترنت مع أصحاب الأعمال وعرض رغباتهم في العمل في القطاع الخاص عن قناعة بأهمية العمل في هذا القطاع المهم، ومن الأمور الواجبة تجديد السيرة الذاتية ودعمها بمزيد من التحصيل العلمي والمهارات المكتسبة بحسبان أن من يتجدد لا يتبدد وكما قيل شعراً...
(إني رأيتُ وقوفَ الماء يفسدهُ إنْ سَال طاب وإنْ لمْ يجرِ لمْ يطب).
وفي هذه السانحة نقول إن الإعداد الجيّد للسيرة الذاتية من الأهمية بمكان للحصول على فرص عمل مناسبة، لذلك نوصي الباحثين عن عمل بالدخول في المواقع الإلكترونية لمعرفة أحدث النماذج لإعداد السيرة الذاتية بطريقة دسمة وجذّابة وشاملة.
هذا وتأتي عملية التدريب والتعرُّف على أساليب المقابلات الشخصية ضمن منظومة الطرق المؤدّية للتوظيف؛ لأن الشركات ترغب في مقابلة المرشحين للعمل لديها ولا تعتمد فقط على المستندات والأوراق الخاصة بالمرشح، وتعوّل الشركات بشكل كبير على نتائج المقابلات لتحديد قدرات وإمكانات ومدى تناسبها مع متطلبات العمل لديها من خلال إجابات وردود المرشحين ويدخل في ذلك المظهر العام وتجاوب وتفاعل المرشح مع النقاط والموضوعات محل المقابلة والتي تعكس طبيعة الفرد الحقيقية. وفي هذا الجانب نجد أن هناك من المهارات التي تستوجب الإلمام بها حتى يتمكّن المرشح من اجتياز المقابلة بكل يُسر، وإقناع اللجنة أنه الشخص المناسب الذي تبحث عنه الشركة، وثق أنّ دعوتك للمقابلة الشخصية تعتبر نصف مشوار النجاح ومؤشرا إيجابيا برغبة الشركة في توظيفك لذلك تعدّ فرصة ذهبية لإثبات جدارتك للعمل وتعزيز البيانات والمهارات المُبيَّنة كتابة في السيرة الذاتية خاصتك.
بالطبع هناك عدة أنواع من المقابلات سواء من قِبل شخص واحد يمثل الشركة أو عدة أشخاص يمثلون عدة أقسام في الشركة، كما نجد بعض المقابلات من خلال المحادثات الهاتفية أو عبر التواصل الإلكتروني المرئي وتكون خاصة بالحالات التي يصعب حضور المرشح شخصيا إلى موقع المقابلة للبُعد الجغرافي.
وتأتي ضمن أهم أساسيات نجاح المقابلات أنْ يتمتع المرشح بالهدوء والابتسامة بدون إفراط، مع التركيز على مخارج الكلمات والحروف والتحكم في نبرة الصوت من غير حدة أو ضعف، علاوة على الحرص على ارتداء الملابس المناسبة والبُعد عن الأزياء الرياضية والترفيهية وملابس الموضة والتقليعات. ومن جانب آخر على المرشح الالتزام بالردود في نطاق الأسئلة الموجهة إليه من اللجنة دون التطرُّق إلى تفاصيل أو إجابات جانبية ليست من صلب موضوع والنقاط المثارة ويمكن الاستعانة بلغة الجسد في الشرح دون إفراط. حيث يقوم أعضاء لجان المقابلات في العديد من الحالات بتوجيه بعض الأسئلة النمطية -على سبيل المثال لا الحصر:

1- احكِ عن نفسك؟
2- لماذا ترغب في هذه الوظيفة؟
3- ماذا تعرف عن هذه الشركة؟
4- كيف عرفت أن الشركة لديها شواغر وظيفية؟
5- ما الذي يجعلك مؤهلا لشغل هذه الوظيفة؟
6- هل تفضّل العمل في القطاع العام أم الخاص؟ ولماذا؟
7- ما هي في نظرك نقاط قوتك ونقاط ضعفك؟
8- هل تُحب العمل ضمن المجموعات أم بصورة مستقلة؟ ولماذا؟
9- ما هي أوقات العمل التي تفضّلها (الصباحية أم المسائية)؟
كل هذه الأسئلة وغيرها في مجال تخصصك أو دراستك يمكن الحصول على إجابات نموذجية لها من خلال بعض المواقع الإلكترونية أو الاستفادة من أصحاب الخبرات والدراية في هذه الحالات.

وختاما لهذا المقال نستعرض بعض النصائح التي ينبغي للمرشح الاهتمام بها وتتمثل في الآتي:

أ- الدقة في المواعيد والحرص على حضور المقابلة في الوقت المطلوب أو قبله بفترة وجيزة.
ب- الهدوء والثقة بالنفس.
ج- الحماس عند تقبُّل أسئلة اللجنة والرد عليها.
د- لا تتحدّث بسرعة زائدة أو بطء ملاحظ.
ه- حاول أن تستخدم العبارات والكلمات المناسبة بدقة.
و- تحدّث عن نفسك بإيجابية خلال مراحل حياتك الدراسية دون الغوص في تفاصيل مملة.
ز- يمكن توجيه أسئلة إلى اللجنة فقط إذا طُلب منك ذلك.
ح- لا تتأرجح وأنت جالس على المقعد خلال المقابلة.
ط- لا تمضغ شيئا أثناء المقابلة أو تتناول مشروبا أو خلافه.
ن- لا تغادر مكان المقابلة قبل السماح لك بذلك.
ك- أشكر أعضاء اللجنة على إتاحة الفرصة لمقابلتهم. بالتوفيق والنجاح.