مسقط -
أوصى مؤتمر الرابطة العربية ضد أمراض الروماتيزم الذي اختتمت جلساته أمس الأحد بدعم وتشجيع البحوث حول الأمراض الروماتيزمية في الوطن العربي عامة والسلطنة خاصة، ومشاركة جميع الدول العربية في عمل دليل عربي لعلاج الأمراض الروماتيزمية لما تتميز به المنطقة العربية من خصائص ومقومات جينية وجغرافية واقتصادية خاصة بالمقارنة مع الدول الغربية، وضرورة استحداث منظومة واحدة تتضمن أقساما مهمة مصاحبة لقسم أمراض الروماتيزم لتعزيز معاينة وعلاج المرضى المحولين لهذا القسم بصورة عاجلة وكاملة.
كذلك أوصى المؤتمر بتكثيف التثقيف الصحيّ بما يتعلق بأمراض الروماتيزم وعلاجاتها والوقاية منها، واستحداث شبكة إلكترونية داخلية للتواصل مع مختلف المتخصصين ضمن منظومة أمراض الروماتزم لتسهيل تحويل المرضى ومتابعتهم، وإيجاد آلية اقتصادية لدعم الأدوية الروماتزمية للدول العربية كافة من خلال المنظومة العربية.
علاوة على ذلك أوصى مؤتمر الرابطة العربية ضد أمراض الروماتيزم بضرورة تمكين الشباب الراغب بالانخراط في التخصصات الروماتزمية والمناعية وتسهيل الإجراءات الإدارية وتوزيعهم حسب الأراضي الجيوغرافية لتعمّ الفائدة منهم، والبدء عاجلاً في تكوين سجل إلكتروني إحصائي فيما يتعلق بالأمراض والأدوية لتسهيل استخراج وعمل البحوث منها.
المؤتمر الذي عقد في مسقط على مدى ثلاثة أيام جاء بعنوان «تعزيز أبحاث الروماتيزم في العالم العربي» وجمع العـديد من خبراء الروماتيزم في العالم من أجل تبادل المعارف والاطلاع على آخر المستجدات في نتائج البحوث السريرية في مختلف الجوانب المتعلقة بالروماتيزم.
وعن أهمية المؤتمر قال المدير الدولي لكلية الأطباء الملكية في لندن وأستاذ أمراض المفاصل في جامعة لندن البروفيسور علي صادق جواد: إن المؤتمر جدا رائع في منهاجه وجودته من حيث المحاضرين والمحاضرات وحلقات العمل والأوراق التي تم تقديمها؛ حيث ناقشت كل الجديد في أمراض المفاصل بجميع أنواعها وبالتخصيص كان هناك جزء حول أمراض المفاصل لدى الأطفال والحوامل وكيفية علاجها، وكذلك الأمراض النادرة التي تسمى بالأمراض اليتيمة مثل مرض (IgG4) وحمى المتوسط وتناذر بهجة وتأثر العضلات بأدوية الستاتين مخفضة الدهون بالدم.
من جانبها قالت الاستشارية الأولى ورئيسة قسم الروماتيزم في المستشفى السلطاني وعضو اللجنة العلمية للرابطة العربية لأمراض الروماتيزم د. فريدة بنت يوسف البلوشية: إن مؤتمرنا هذا يضاهي المؤتمرات المماثلة في دول العالم المتقدم بكل المعايير العالمية، حيث تطرق إلى المواد العلمية، وأوراق العمل التي تم عرضها بالمؤتمر ناقشت مواضيع مختلفة عن أحدث طرق تشخيص وعلاج الأمراض الروماتزمية المختلفة، وكذلك الاختلافات الموجودة في هذه الأمراض بين الدول الغربية والدول العربية والتحديات التي تواجه العالم العربي بشكل خاص.
فيما أوضح الاستشاري الأول لأمراض الروماتيزم وعضو اللجنة المنظمة للمؤتمر د. مسلم بن سعيد المعشني أن المواضيع التي تمت مناقشتها في مجال الروماتيزم منها ما يخص المرأة والطفل والمحاذير التي يجب اتباعها لمرضى الروماتزم قبل الحمل وأثناءه وبعد الحمل، ومدى تأثير ذلك على الحالة المرضية للأم المصابة والطفل وكذلك أدوية الروماتيزم المستخدمة، إضافة إلى مواضيع أخرى تخص الحياة اليومية لمرضى الروماتيزم وطرق العلاج المتبعة للأمراض المختلفة سواء في أوروبا وأمريكا أو الدول الأخرى.
شارك بالمؤتمر نحو 50 متحدثاً دولياً وإقليمياً ومحلياً من داخل السلطنة وخارجها استعرضوا خلاله آخر المستجدات حـول المواضيع المتعلقة بالروماتيزم، وقدموا حلقات عمل علمية تتعلق بالممارسات السريرية؛ ذلك بهدف تعزيز صحة المصابين بأمراض الروماتيزم علاوة على تبادل الخبرات في العالم العربي وتبادل المستجدات والأبحاث الحالية من خلال توفير الفرص لمزيد من الأبحاث في مجال الروماتيزم في العالم العربي.
هدف المؤتمر إلى تعزيز التطوير المهني للفئات الطبية والطبية المساعدة العاملة في مجال الروماتيزم من خلال إقامة عدة من حلقات العمل، والجلسات العلمية والتفاعل المباشر مع الخبراء، وتسهيل التعاون من خلال التواصل وتبادل المعلومات مع الجمعيات الإقليمية والدولية المعنية بالروماتيزم وتطوير مستوى الـرعاية لجميع المرضى في العالم العربي.