الأزمة السورية تنعش صناعة الكبتاجون

الحدث السبت ٠٥/مارس/٢٠١٦ ١٦:١٦ م

بيروت - - وكالات

تشهد صناعة الحبوب المخدرة المعروفة بالكبتاجون والاتجار بها ازدهارا لافتا في لبنان وسوريا منذ اندلاع النزاع السوري، فيما نجحت الأجهزة الأمنية في إحباط عمليات تهريب ضخمة من البلدين باتجاه الأسواق الخليجية تحديدا.

ويقول مصدر أمني لبناني لوكالة فرانس برس «تحوّل كل من لبنان وسوريا إلى معبر لتهريب الكبتاجون إثر اندلاع الأزمة السورية»، موضحا أن «هذه المادة ليست وليدة السنوات الخمس الأخيرة لكن هذه التجارة الممنوعة ازدهرت خلال هذه الفترة وبات لبنان بلد تصدير». وأوقفت السلطات اللبنانية في 30 ديسمبر وبالتنسيق مع السعودية أحد «أخطر مهربي حبوب الكبتاجون إلى دول الخليج»، وفق ما أعلنت في بيان رسمي، وقالت إنها ضبطت «12 مليون حبة كبتاجون في عمليات عدة لعب فيها (الموقوف) دور العقل المدبر».

وفي أكتوبر، تم توقيف 5 سعوديين خلال محاولتهم تهريب نحو طنين من حبوب الكبتاجون الموضبة داخل طرود في طائرة خاصة متجهــة من بيروت إلى السعودية. وفي سوريا، صادرت السلطات العام 2015 وفق ما يوضح العميد مأمون عموري، مدير إدارة مكافحة المخدرات في وزارة الداخلية الســورية لوكالة فرانـــس برس، «24 مليون حبة كبتاجون، تم ضبط كميات كبيرة منها على الحدود اللبنانية والحدود التركية» خلال محاولة تهريبها.
وفي شهر يوليو الفائت، ضبطت جمارك مدينة طرطوس (غرب) 5 ملايين و25 ألف حبة كبتاجون مجهزة للتهريب إلى الكويت، كما ضبطت في مارس نحو 7.2 مليون حبة معدة للتهريب إلى الخارج.
ورغم أن صناعة الكبتاجون ليست جديدة في البلدين إلا أنها باتت أكثر رواجا، استخداما وتصديرا، منذ اندلاع النزاع السوري العام 2011. ويروي مقاتل سابق في سوريا موجود في لبنان إنه كان وزملاؤه يتعاطون هذه الحبوب المخدرة باعتبار أنها «تزيل التعب والخوف وتجعلهم مستيقظين لفترة طويلة»، مضيفا أنها كانت تمنحهم «الشجاعة وطاقة منقطعة النظير». ويميز قيادي في فصيل سوري معارض بين المجموعات المقاتلة والتنظيمات المتطرفة، موضحا أن «تنظيم داعش وجبهة النصرة (ذراع تنظيم القاعدة في سوريا) بالإضافة إلى فصائل أخرى شبيهة تُحظر تعاطي هذا النوع من الحبوب المخدّرة لكونها محرّمة شرعا».
ويشير إلى أن «بعض الفصائل المعارضة تُسهّل تصنيع الكبتاجون بشرط تهريبه إلى الخارج بقصد تمويل عملياتها، لكنها تمنع عناصرها من تداوله»، وبحسب السلطات السورية، فإن مصانع الكبتاجون موجودة في المناطق الخارجة عن سيطرة القوات النظامية، لا سيما في منطقة حلب (شمال) الحدودية مع تركيا وريف دمشق. ويتحدث عموري عن «وثائق بحوزتنا تدل على أن من يقوم بعمليات تهريب المخدرات هم المجموعات الإرهابية». أما في لبنان، فتنشط مصانع حبوب الكبتاجون في مناطق عدة أبرزها وفق المصدر الأمني، في البقاع (شرق) وخصوصا بلدتي عرسال وبريتال الحدوديتين مع سوريا، وفي شمال البلاد وتحديدا في منطقة وادي خالد الحدودية مع سوريا. كما كانت هناك مصانع معروفة تنتج كميات كبيرة من الكبتاجون في منطقة فليطا السورية الحدودية مع لبنان.
ويوضح مصدر أمني لبناني لفرانس برس أن «مصانع الكبتاجون ليست بحاجة إلى مساحة كبيرة، ويُمكن إنتاج ملايين الحبات داخل سيارة رابيد من دون إثارة أية ضجة».
وتؤكد بيانات مكتب الأمم المتحدة لمنع الجريمة ومكافحة المخدرات أن الشرق الأوسط ظهر في السنوات الأخيرة كسوق جديدة رئيسية ينصب فيها الطلب على الكبتاجون، وتحديدا السعودية التي تعد وجهة رئيسية لهذه الأقراص. ويقول المصدر الأمني اللبناني «حبة الكبتاجون ليست ذائعة الصيت في لبنان وحجم الطلب عليها لا يُقارن بباقي أنواع المخدرات نظراً لارتفاع سعرها الذي يتراوح بين خمسة وعشرة دولارات للحبة الواحدة».
ويوضح أن «معظم عمليات التهريب التي يجري ضبطها تكون متوجهة إلى السعودية، أما الموقوفون في عمليات التهريب هذه، فمعظمهم سوريون ولبنانيون». ويضيف أن «سبب استهلاك هذا النوع من المخدر تحديدا يعود إلى الاعتقاد بأنه مقوّ ومنشّط جنسي فاعل جدا». وفي الشهر ذاته، أفادت وسائل إعلام تركية أن الشرطة ضبطت حوالي 11 مليون حبة كبتاجون منتجة في سوريا ومرسلة إلى دول الخليج.