أزمة اليمن تتصاعد في ضوء عجز أممي

الحدث السبت ٠٥/مارس/٢٠١٦ ١٦:١٥ م
أزمة اليمن تتصاعد

في ضوء عجز أممي

عدن – إبراهيم مجاهد –
عكست النداءات الأخيرة التي أطلقتها منظمات إنسانية غير حكومية، علاوةً على الأمم المتحدة، حيال اليمن، عجزاً في معالجة تدهور الأوضاع الإنسانية في ذلك البلد، يتزامن مع عجز آخر إقليمي وأممي في معالجة الأزمة السياسية في اليمن.

«فاو» حذرت من أن الجوع يهدد 14 مليون يمني، فيما اتهمت الأمم المتحدة أطراف النزاع في اليمن باستهداف اليمنيين، وفي السياق قالت منظمة «العمل ضد الجوع» غير الحكومية إن الوضع الإنساني بات مروعاً في اليمن حيث 80 % من السكان بحاجة إلى مساعدة إنسانية.
وأكد تقرير للفاو أن 14.4 مليون نسمة في اليمن يعانون من انعدام الأمن الغذائي، فيما حذّرت منظمة غير حكومية بأن الوضع الإنساني هناك بات مروعاً، حيث إن 80 % من السكان بحاجة للمساعدة.

من جانبه، انتقد مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية جميع أطراف الصراع في اليمن لشن هجمات ضد المدنيين. وقال ستيفن اوبراين أمام مجلس الأمن «الأمر الأكثر إلحاحاً» هو وجود حماية للمدنيين. وقال اوبراين: ما تزال الأماكن المحمية مثل المستشفيات والمدارس والمنازل معرّضة للضرب من قِبل جميع الأطراف. فمن غير المقبول أن يتم ضرب المرافق الصحية وأنه من الأهمية بمكان أن تقدم جميع الأطراف ضمانات بأن هذه المواقع محمية، مضيفاً: إنه منذ بداية الحرب قبل حوالي عام، سقط 2000 طفل بين قتيل وجريح، بينهم 90 على الأقل قتلوا هذا العام جراء الغارات الجوية والقصف والمعارك البرية والمدفعية غير المنفجرة. وأكد أن جميع الأطراف ملزمة بموجب القانون الإنساني الدولي على اتخاذ الخطوات اللازمة لحماية المدنيين والأماكن التي يعيشون فيها. ووفقاً لتقديرات الأمم المتحدة وشركائها فإن 21.2 مليون شخص، 82 بالمئة من السكان، يحتاجون إلى شكل من أشكال المساعدة الإنسانية أو الحماية.

عبر دائرة فيديو مغلقة من بروكسل، أشار اوبراين إلى أن انتشار نقاط التفتيش في أنحاء اليمن وكذلك المتطلبات البيروقراطية المفرطة من الحوثيين تعمل على تأخير توصيل المساعدات. ورحّب اوبراين بالإفراج عن سفينة برنامج الغذاء العالمي يوم الأربعاء التي حوّل مسارها التحالف العربي الذي تقوده السعودية الشهر الفائت إلى ميناء سعودي.
وقال اوبراين: إن بعض المساعدات الغذائية والطبية التي على متن السفينة قد تم إرسالها إلى الحديدة كما هو مخطط له، وإن بعض معدات الاتصالات الخاصة بعمال الإغاثة ستصل إلى مدينة عدن يوم غد الأحد، مشيراً إلى أنه في ظل غياب حل سياسي للأزمة اليمنية فإن الوضع الأمني في البلاد يزداد تدهوراً، مضيفاً: غياب الأمن حال دون إرسال ممثلي البعثات الدولية ووكالات الإغاثة، وهو ما قلل قدرة المنظمة الدولية على تقييم الأوضاع في اليمن، ويقلل القدرة على الحركة وتقديم المساعدات للسكان.
وكان مجلس الأمن الدولي أعرب في جلسة مشاورات مغلقة عن قلقة البالغ إزاء الوضع الإنساني المخيف المتردي في اليمن. ودعا أطراف الصراع إلى حتمية الامتثال الكامل للقانون الدولي الإنساني، وتجنّب ضرب المدنيين.

وقال الرئيس الدوري للمجلس ومندوب أنجولا الدائم، إسماعيل أبرواغاسبار: إن مواقف جميع أعضاء مجلس الأمن بشأن ما يحدث في اليمن موحدة تماماً، وهناك إجماع على أن الوضع الإنساني مخيف ومتردٍ ويتدهور بشكل سريع للغاية والقصف يستهدف المدارس والمستشفيات.