المهري.. عاشق البحر ورفيق الصبر

مزاج الأحد ١٨/فبراير/٢٠١٨ ٠٢:٥٢ ص
المهري.. عاشق البحر ورفيق الصبر

ظفار - عادل بن سعيد اليافعي

تجمع هواية صيد الأسماك «جيتي فيش» بين الرياضة والمتعة وتسهم في تعلّم ممارسها الصبر، وتتطلب تلك الهواية كثيرا من الدراية في اختيار المكان والأوقات المناسبة للصيد بالإضافة إلى المعدات الأساسية والمكمّلة لهذا النوع من الهوايات والتي أصبحت تكتسح الكثير من دول العالم، وتجتذب السلطنة عشاق هواية صيد الأسماك كونها وجهة مثالية لممارستها لامتداد سواحلها الغنية بالثروة السمكية.

يوسف المهري، صاحب شركة حوار للرحلات السياحية، وهو ممن يوفرون هذه الرياضة للراغبين، وحول ذلك يقول: بدأ هذا الأمر من خلال الصُدفة حيث أخذت سائحا أوروبيا فرنسي الجنسية في نزهة بحرية وعبر حوار تم بيني وبينه وصلت لهذه الفكرة والتي قادتني إلى شراء قارب سياحي وعملت على بناء «مسنة» بحرية بسيطة وبجهود ذاتية متواضعة حتى نحمي مراكبنا من التلف خاصة مع وجود موج كبير في كثير من الأحيان.
ويضيف: ثم عملت على إنشاء موقع إلكتروني عالمي أصبح الكثيرون يدخلونه لعمل حجوزات واستفسارات حول هذه الهواية ومدى استيعاب السلطنة لهذا النوع من الرياضات، ولله الحمد أصبح لديّ زبائن من أوروبا وجنوب أفريقيا وهناك أيضا من اليابان وكوريا والهند ومن بعض الدول العربية والخليجية. وهذا الأمر لم يأت من فراغ إنما نتيجة إمكانيات تم توفيرها من طاقم بشري مؤهل ولديه لغات متعددة وكذلك خبرات بحرية كبيرة في الصيانة والرحلات البحرية.

سياحة وبيئة

وعن طبيعة القارب والشروط المطلوبة لممارسة صيد الهواة يقول المهري: لصيد الهواة كثير من الشروط والضوابط البيئية والسياحية منها القوارب التي يجب أن تُجهّز بشكل خاص وتكون سياحية، وهنا يجب أن نفرّق بين قوارب النزهة وقوارب الصيد فالأولى معنية بزيارات سياحية لمواقع محددة خلال أوقات محددة ولا تعنى بالصيد، أما الثانية فهي للصيد الذي يكون في الغالب للمتعة ونابعا من هواية احترافية وليس للعمل التجاري أو الاقتصادي وخاصة للسائح. ووفقا للقانون العالمي لا يحق للسائح في نهاية الرحلة سوى 20 كيلو فقط من السمك وهذا معمول به في جميع دول العالم ومع ذلك أغلب السياح الذين يخرجون معي لممارسة هذه الهواية تكون كمياتهم أقل من ذلك بكثير وهذا من باب الحفاظ على البيئة والمخزون الاستراتيجي.
ويتابع: وهنا ندعو الجهات المعنية إلى تقنين هذا الأمر وتشريعه بحيث يكون من يعمل في هذا المجال مستوفي الشروط ويكون على قدر من المسؤولية التي تفرض عليه الالتزام بأصول هذه المهنة.
ويضيف: كما أن صيد الهواة له ثقافة خاصة أنها تجمع بين الهواية من جانب والاستمتاع بصيد السمك من جانب آخر، وكل هذا يمتزج مع بعض تحت بند الحفاظ على البيئة والتي نحرص عليها سويا، ويجب أن نرسخ هذه الثقافة في الجميع سواء في أبنائنا أو من يزاول هذه الهواية وكذلك السائح، ولا يجوز أن نستغل هذه البيئة بشكل عبثي، ويجب أن ندرك سويا أن هذه الهواية ليست لصيد أطنان من السمك وبدل أن تكون هواية تصبح تجارة وهذا مرفوض تماما في أي بلد في العالم ويجب أن نتحسب له سويا سواء من مواطنين أو جهات معنية، كما أنه تأتينا الكثير من الاستفسارات حول إرجاع السمك للبحر وهنا نوضح أن الأمر متعلق بهذه الهواية والسلوكيات المصاحبة لها كما أن أغلب الأسماك التي يتم اصطيادها أسماك قوية ولا تؤكل في السلطنة أي ليس لها أي مردود تجاري إنما الهدف ممارسة الهواية ومن جانب آخر المحافظة على البيئة البحرية والتي هي الهدف الأهم لدينا بعيدا عن أي ربحية تجارية وخاصة أسماك القربان، كما أني أعمل من خلال استقطاب ممارسي هذه الهواية إلى التعريف بالسياحة البحرية والبيئية العُمانية من خلال الموقع وكذلك الحضور المباشر.

النزهة والمشاهدة

وأوضح المهري أن «هناك فرقا بين النزهة والصيد وهنا نحن نوفر الجانبين؛ فالنزهة أن يتم التجوّل في البحر والعبور إلى الجزر والمناطق البحرية المتميّزة هذا بجانب متابعة الحياة البحرية من دلافين وغيرها من الأحياء البحرية التي تمتاز بها المحافظة، أما هواية الصيد فهي أمر آخر وثقافة مختلفة يجب علينا جميعا احترامها حيث إنها تعتبر هواية عالمية ولها طرق وأساليب يجب أن تُحترم وليس بالأمر العشوائي؛ فالسائح هاو ومستمتع وليس تاجرا وهذا معمول به في كل مناطق الصيد العالمية والموجودة على الخريطة حيث يمكنه بعد يوم كامل من الصيد وممارسة هذه الهواية أخذ بعض الأسماك البسيطة وليس كميات كبيرة».

ثقافة جديدة

ويؤكّد أن «هواية ممارسة جيتي فيش تعدّ أمرا ممتعا للسياح، لكنها متعبة لنا؛ فنحن من نوفر لهم هذه الخدمات وأنا واحد من الشباب الذين اعتمدوا على نفسهم منذ البداية ولم أحصل على أي دعم يُذكر بل إن الكثير من التراخيص والإجراءات أخذت الكثير من الوقت ولكن لحبي لهذه الهواية صارعت حتى حصلت على كل هذه الأمور وهذا الأمر يؤكّد لجميع الشباب أن أي نجاح يحتاج إلى صبر ومثابرة، كما أن هذه الهواية مقرونة معي بإيجاد ثقافة الحفاظ أيضا على البيئة وإيجاد فكر جديد في هذا النوع من الصيد خاصة أن أغلب الأسماك التي نقوم باصطيادها لا تؤكل لدينا في المحافظة ومع ذلك كل ما نقوم به من صيد نُعيده للبحر وبالتالي نكون حققننا رغبة السائح وكذلك حافظنا على البيئة».

التسويق والترويج

ويتابع المهري أنه ما يزال هاويا ويتعلّم الكثير من الأمور في هذا النوع من الصيد العالمي الذي يشهد طلبا كبيرا في مناطق متعددة من العالم وتحتل السلطنة المرتبة العاشرة على مستوى العالم في هذا النوع من الرياضة.
ويضيف: أعتمد على وسائل التواصل الاجتماعي في الترويج لشركتي وكذلك المعارف والأصدقاء الذين بالفعل استطعت الوصول إليهم بشكل جيّد،.
كما أن جميع من تعامل معي من السياح سواء العرب أو الأجانب أصبحوا خير مروّجين لي في بلدانهم وهذا الأمر يحمّلني مسؤولية أكبر في تقديم خدمات أكثر وأفضل، ولله الحمد لديّ مراكب مجهّزة بأحدث الخدمات البحرية إلى جانب فريق عمل مميّز ومساعدين يعملون على مدار الأسبوع خلال الموسم وهم في الواقع محترفون، هذا بجانب وجود استراحة لنا في حاسك.