بلدية مسقط: توحيد الرسوم توجه استراتيجي

بلادنا الخميس ١٥/فبراير/٢٠١٨ ٠٣:٣٤ ص
بلدية مسقط: توحيد الرسوم توجه استراتيجي

مسقط -
حرصا على أهمية التنظيم الإداري والمالي لأداء العمل البلدي، وتسهيلا للإجراءات والأنظمة التي لها علاقة بالمؤسسات والأفراد المستفيدين فقد صدر القــــرار رقــــم (1/2018) بتحديـد الرسـوم والأثمـان والتأمينـات والضمـانات الماليـة التـي تحصلهـا بلديـة مسقـط بتاريخ 14 من يناير الفائت بالتزامن مع صدور قرارات أخرى بالجهات الحكومية البلدية بالسلطنة كمشروع استراتيجي وطني يخدم قطاع العمل الخدمي والتنموي، وتم البدء بتنفيذ لوائح القرار بتاريخ 1 فبراير الجاري، وجاء هذا التشريع متضمنا (12) ملحقا، قسمت إلى أنشطة مختلفة متعلقة بمجالات العمل البلدي.

توجه وطني

وحول هذا القرار وأهميته في خدمة الصالح العام فقد أوضح مدير دائرة تحصيل الإيرادات ببلدية مسقط سعيد بن عبدالله الرواحي أن هذا القرار جاء كتوجه وطني استراتيجي، وتم اعتماده لمختلف الجهات البلدية بالسلطنة (وزارة البلديات الإقليمية وموارد المياه، بلدية مسقط، بلدية صحار، بلدية ظفار) لتوحيد هيكل الرسوم؛ ليواكب القرار التطور النوعي والكمي في مختلف مجالات العمل البلدي، ويعمل على تنظيم الأنشطة والخدمات؛ تعزيزا لأداء قطاع العمل البلدي.
واعتمد القرار على الدليل الوطني الموحد لتصنيف الأنشطة الاقتصادية (الرابع) الذي يحتوي على الكثير من الأنشطة الاقتصادية بمختلف أنواعها كالزراعة، والحراجة، وصيد الأسماك وأنشطة التعدين، واستغلال المحاجر وأنشطة الصناعات التحويلية، وباقي الأنشطة التجارية الأخرى والتي لم يتطرق لها الأمر المحلي السابق، ما يتطلب تشريعا قانونيا يحدد رسوم تلك الأنشطة. كما عملت البلدية جنبا إلى جنب مع المؤسسات الحكومية الأخرى المعنية بالقطاع البلدي بالسلطنة في تنظيم هذا الجانب؛ بهدف توحيد الإجراءات ومسميات الرسوم على الأنشطة والخدمات. ويسهم القرار في التصدي لبعض الظواهر في مجالات عدة مثل: المجالات المرتبطة بالصحة والنظافة العامة.

وأشار الرواحي إلى أن القرار جاء بعد مرور أكثر من 14 سنة على آخر تعديل لمعظم الرسوم، وقد ارتأت البلدية تحديث الرسوم على الأنشطة والخدمات التي تقدمها؛ مواكبة لتطور تقديم خدمات البلدية (من طرق وإنارة، وأعمال نظافة، وإنشاء المتنزهات وغيرها) فتلك إجراءات تنظيمية تساير متغيرات المرحلة الراهنة والمستقبلية. كما يراعى القرار رسوم الخدمات التي تقدم للمواطن والخدمات التي تقدم للمستثمر بحسب طبيعة الخدمات المقدمة لكل طرف.

فوائد وفرص ترويجية

وأوضح مدير دائرة تحصيل الإيرادات ببلدية مسقط بأن القرار تضمن إضافات تخدم الجهات المستفيدة، فقد جاء القرار ليمنح وينظم عمليات الإعلانات على جسور المشاة، وبالتالي يحقق طموحات وتطلعات المؤسسات والشركات الراغبة في الاستفادة من هذه الخدمات، وأتاح القرار فرصا تجارية جديدة لعرض وترويج المنتجات والخدمات بالأماكن العامة كالمتنزهات، والساحات العامة الأخرى، حيث كان في السابق يتم الاعتذار لتلك الجهات لعدم وجود سند تشريعي ينظم تلك العملية، كما نظم القرار نشاط الإعلان على أعمدة الإنارة بالشوارع العامة، مع إمكانية الإعلان والترويج عن المنتجات والخدمات بالمواقف العامة سواء الخاضعة لرسوم العدادات أو غير الخاضعة، حيث كان الأمر يقتصر في السابق على الترويح للمركبات فقط. كما يتيح القرار إعلان اسم «مقاول ما» على مُعدة ثابتة، وكذلك الإعلان في المناطيد.
ويحقق القرار في مضامينه مبدأ العدالة في سن الرسوم للبلدية وللجهة المستفيدة، حيث ينطلق في احتساب الرسوم حسب مساحة بعض اللافتات وأبعادها القياسية، بعدما كان سابقا لا ينظر للقياسات.

رسوم الأفراد

وأكد سعيد الرواحي بأنه فيما يخص رسوم البلدية على خدمات المساكن (طرق، إنارة، حدائق، نظافة عامة) فإنه لم يطرأ عليها أي تغيير في القرار(1/2018) فهي كما هو معمول بها سابقا، وقد استثنت في دفعها مساكن الضمان الاجتماعي، كما أن هناك رسوما غالباً ما تستخدم لمرة واحدة أو مرتين من قبل الأفراد، كالتدقيق على الخرائط للسكن الخاص (بحد أقصى وحدتين سكنيتين) ورسوم العنونة، وبعض هذه الرسوم يتم تحصيلها في حالة وجود تعديل على الخرائط فقط، وكذلك بالنسبة لبدل فاقد، ورسوم تجديد(ترخيص بناء) فهي يتم سدادها في حالة تأخر المشروع لمدة أكثر من سنتين.مع زيادة طفيفة في رسوم ذبح المواشي بمختلف أصنافها، مواكبة لارتفاع تكلفة تشغيل مرافق المسالخ وتقديم هذه الخدمات.

رسوم ألغيت

وألغى القرار الرسوم المتعلقة بمعظم الاستمارات التي تصدرها بلدية مسقط كاستمارة توصيل خدمات، واستمارة الشروع في البناء، واستمارة الترخيص البلدي، عدا نوعين من الاستمارات تم الإبقاء عليهما وهما استمارة عقد إيجار، واستمارة تصريح حفر. كما ألغى القرار رسوم الكتابة على سيارات الأجرة وسيارات تعليم القيادة بالنسبة للأفراد، وبذلك فإن ملاك هذين النوعين من السيارات عليهم مراجعة الإدارة العامة للمرور مباشرة دون الحاجة للرجوع للبلدية، علماً بأن بلدية مسقط قامت بالتنسيق مع المختصين بإدارة تسجيل المركبات بالإدارة آنفة الذكر بشأن ذلك.

الحد من بعض السلوكيات

ويسهم القرار في الحد والتصدي لبعض الأنشطة فقد تم رفع الرسوم في الأنشطة المتعلقة بالتصديق على المنشورات المطبوعة التي تنشر أحيانا بطرق عشوائية، والتي غالباً ما تسبب إزعاجا، سواء للقاطنين بالمنازل أو الشقق أو لمستخدمي المواقف العامة؛ وتمثل عبئاً على العاملين في قطاع النظافة العامة بالبلدية، بالإضافة إلى رسوم مقاهي الشيشة.

النظرة المستقبلية

وأشار سعيد الرواحي إلى أن القرار يراعى التطور المرحلي الذي قد يطرأ في الأنشطة والممارسات التجارية مستقبلاً، وبناءً على ذلك تمت إضافة مجموعة واسعة من الأنشطة التجارية -التي لا تمارس حاليا- والتي تتجاوز 40 نشاطا، منها ما يرتبط بأنشطة الزراعة، وبعض أنشطة التعدين، وصنع الآلات والمعدات المختلفة، حيث توسع القرار في احتواء هذه الأنشطة مراعاة للمستجدات.
وقد تم إدخال الخدمة التفضيلية لأول مرة في خدمات بلدية مسقط، ويقصد بها أنه في حالة رغبة التاجر أو المستثمر بإنجاز معاملته بشكل أسرع ومدة أقصر، فأن الأمر أصبح متاحا على أن يقوم المستفيد بسداد رسوم إضافية بواقع (20%) من قيمة الرسم الأصلي وبحد أدنى (50 ر.ع ) فقط خمسون ريالا عمانيا.

كما نص القرار على معالجة غرامة تأخير تجديد التراخيص، حيث جاءت الغرامة تحفيزية للإسراع في التجديد وعدم تراكم المدة التي ستقابلها غرامات مضاعفة عن كل 30 يوما يتم تأخير سداد رسوم التجديد فيها، مما سيضاعف الغرامة كل 30 يوما بواقع (10%) فلذلك عندما يسارع صاحب الشأن في عملية التجديد فستكون الغرامة أخف وأسهل، وعندما يتأخر ستزيد نسبة وقيمة الغرامة، فهذا الإجراء يعمل به من ضمن الضوابط التي طرأت ونظمت هذا الجانب في القرار.