"جزيز عمان" فكرة إبداعية هدفها الترفيه على الطفل وصقل مواهبه

7 أيام الخميس ٠٣/مارس/٢٠١٦ ٢٠:٣٣ م
"جزيز عمان"
فكرة إبداعية هدفها الترفيه على الطفل وصقل مواهبه

في المجتمع هناك الكثير من الأفكار التي بدأت تسير في اتجاهات الصحيحة حيث تنبت الفكرة لتصبح بعدها ثمرة، هذا هو الحال بالنسبة لفكرة "جزيز عمان" التي تتكون من مجموعة من عدة أشخاص ولدت لدى أحدهم فكرة تنمية قدرات الطفل الترفيهية والعقلية من خلال إيجاد أنشطة معينة عن طريق رحلات منظمة في الطبيعة والهواء الطلق، فقد ابتكرت د.جمانة الالعبدوانيةة فكرة تنمية مهارات الأطفال من خلال الرحلات الترفيهية المصحوبة بالأنشطة والفعاليات المختلفة التي تسعى إلى إيجاد اجواء حميمة للطفل يتعلم من خلالها الكثير من الأمور التي تساعده على صقل مواهبه.
7 أيام تلقي الضوء على الموضوع لتستشف من أعضاء المجموعة الفكرة التي تعد الأولى من نوعها في السلطنة.

استطلاع: ليلى بنت حمد العامرية

بداية تتحدث د.جمانة أحمد الالعبدوانية -طبيبة اختصاصية صحة عامة بوزارة الصحة وصاحبة الفكرة- حول الموضوع قائلة: جاءت هذه الفكرة بداية من الأجواء العائلية التي أعيشها مع أسرتي اولا وعائلتي ثانيا حيث اعتدنا كثيرا على الرحلات الداخلية والتخييم والخروجات المنظمة والمصحوبة بالكثير من الفعاليات.
من ناحية أخرى فإن الفكرة أيضا ولدت من واقعي، فكوني أما لثلاثة اطفال كنت كثيرة الاهتمام بهم وبأنشتطهم الخارجية فأنا أسعى دائما لابعادهم عن الانشطة التقنية والتكنولوجية بقدر المستطاع فحياتنا الماضية التي كانت تمتاز بها طفولتنا البسيطة هي حياة جميلة وهادئة وقريبة جدا من الطبيعية لذا أردت أن أوجد أجواء طبيعية لأطفالي تصبح فيها الطبيعة المقصد الأول بعيدا عن تعقيدات الحياة الحالية،
فأصبحت أقوم برحلات داخلية مع اطفالي وعائلتي وكان اطفالي سعداء بها حتى أن ابني كان يذهب إلى المدرسة ويحكي لزملائه عن تلك الرحلات والانشطة التي كنا نمارسها.
وتضيف د. جمانة: قمنا بعمل تصور للفكرة، حيث قررنا أنا وأخواتي "جنان وإيلاف وأنفال ومعنا والدتي" أن نعمم الفكرة على الأطفال الآخرين وكان البداية بالأطفال الذين يقربون لنا، وبالفعل وجدت حماسا من قبل الأطفال والأسر نفسها فأصبحنا نقوم بعمل ترتيبات لرحلات داخلية تشمل أماكن طبيعية مثل الشواطئ والمتنزهات وغيرها وقمنا بأخذ مبلغ رمزي من كل طفل -وهو 10 ريالات- لتغطية نفقة طعامه والمظلات والمستلزمات الأخرى الخاصة به في الرحلة.
بعد ذلك أصبحنا انا وأخواتي وبعض المتطوعين نقوم بالذهاب إلى المكان الذي نرغب في أخذ الاطفال إليه أولا وترتيبه وتجهيزه بشكل كلي ثم نقوم بإحضار الأطفال إليه.
وتكمل الالعبدوانيةة قائلة: نقوم بتقسيم الأطفال إلى مجموعات، وبما أننا 3 أخوات طبيبات نقوم بالمساعدة الطبية للأطفال إن لزم الأمر.
وتضيف: الرحلة تشمل برامج متنوعة وأنشطة ترفيهية إلى جانب تناول الوجبات الرئيسية والوجبات الخفيفة، فمن بين الانشطة التي نقوم بها تعليم الأطفال كيفية تدوير الأشياء أو استخدام الأشياء التي ترمى في القمامة استخداما مفيدا، فقمنا آخر مرة -على سبيل المثال- بتعليمهم كيفية صنع حافظة طعام للعصافير من قناني مياه الشرب، كما أننا نعلمهم استخدام الأخشاب في صنع بعض الأشياء.
وعن خططها المقبلة في تطوير هذه الفكرة تقول: لدي حلم بافتتاح مركز لتنمية مهارات الطفل، لكن بما أنني حاليا أقوم بدراسة الدكتوارة في الخارج وهذا يتطلب مني أن اكون خارج السلطنة لفترات طويلة سأقوم بذلك بإذن الله عندما أنهي دراستي.
وعن إمكانية تطوير الفكرة لتصبح الرحلات الداخلية عبارة عن سفرات خارجية من شأنها أن تساهم في تنمية مهارات الطفل بشكل عال أجابت: في الواقع هي فكرة تراودني وبالإمكان تنفيذها مستقبلا مع فئة المراهقين حيث إن السفر للخارج له دور كبير في صقل وتنمية مهارات الأفراد خاصة الأطفال.
أما بالنسبة لأنفال أحمد الالعبدوانيةة فتعلق قائلة: بالنسبة للفكرة هي الأولى من نوعها في الواقع وهي فكرة جديدة من شأنها أن تساهم في بناء ثقافة الطفل حيث إن صقل مواهب الطفل الحركية والبدنية له دور كبير في رفع كفائته البدنية والنفسية أيضا في المستقبل.
وتضيف: إن قمنا بتطوير الفكرة مستقبلا ستكون -بلا شك- مفيدة جدا للطفل وللأسر وهذا ما نسعى له بإذن الله.
مهارات فنية
بينما تعلق جنان العبدوانية إحدى الأخوات عن الموضوع قائلة: بدأت فكرة مجموعة جزيز عمان من رغبتنا في توفير جو مناسب لأطفالنا لممارسة نشاطات مختلفة خارج المنزل طالما الجو العليل يسمح بذلك وذلك مع أصحابهم وزملائهم.
وتقول: في البداية اجتمعنا أنا وأختي جمانة وزوجي عبدالعزيز واتفقنا على إحياء الفكرة التي كانت تدور في مخيلتنا لتنفيذها، واتفقنا على إقامتها بأحد شواطئ مسقط، ثم أضفنا إلى الفكرة الألعاب المناسبة ومسابقات للترفيه، وبما أننا نحتاج إلى توفير الرقابة الكافية للأطفال طلبنا من أفراد العائلة وبعض الأصدقاء المشاركة معنا كمتطوعين، وبما اننا نسعى إلى إضافة الخبرات الحياتية للأطفال فيما يتعلق بأمور التخييم -حيث إننا من هواة التخييم بالدرجة الأولى- فقد ارتأينا تعليمهم كيفيه تركيب الخيم وكيفية الطبخ وإشعال النار وكل ما يصاحب ذلك من أنشطة برحلات التخييم. كما أضفنا تعلم مهارات الفن كعامل جذب للأطفال فقد استدعينا فنانة تشكيلية مرموقة لتعليم الأطفال ومساعدتهم على صنع براويز ولوحات تجريدية على مستوى مرحلة الأطفال بالإضافة إلى حاملة طعام للطيور. والحمد لله نجحت الفعاليات وتزايد الإقبال على المشاركة من الأطفال والأهالي ونسعى إلى الاستمرار بنشاطات مشابهة طالما الجو مناسبا لقضاء يوم بالخارج للأطفال.
تنمية روح الجماعة
توضح إيلاف الالعبدوانيةة دورها في الفعالية ومشاركتها فيها كمتطوعة قائلة: اشتركت مع جزيز عمان كمتطوعة، فالهدف من الفعاليات كان جمع أطفال العائلة وتعليمهم اساسيات التخييم مع فعاليات مصاحبة تساعدهم على إنماء روح الجماعة والابتكار لديهم. فقد أصبحنا بعصر سيطرت فيه التكنولوجيا على كل شيء لكن العقل يحتاج لمهارات للتفكير وبما أن العقل تبرمج على الخمول بسبب توفر التكنولوجيا من اجهزة "آيباد وبلاي ستيشن" وغيرهما من هنا جاءت فكرة إقامة فعاليات جزيز عمان التي أسسها عبدالعزيز آل عبد السلام والأخوات "جمانة وجنان الالعبدوانية"، فالفكرة بدأت بمرافقة أطفال العائلة لأحد شواطئ مسقط لنصف يوم حتى يبرزوا قدراتهم الذاتيه والابتعاد عن عالم الإلكترونيات قليلا ولو ليوم واحد بالأسبوع.
وأضافت: أهم ما نبحث عنه تنمية الخصال الاجتماعية وتنمية مهارات التواصل وتحفيزهم ليكونوا صداقات خارج محيطهم العائلي والمدرسي.
ففعاليات جزيز عمان تتخللها عدة فقرات منها: إعطاء الطفل المبادرة باختيار القوانين التي يجب على الكل التقيد بها مثل المحافظة على نظافة المكان والبيئة وحماية الحيوانات والطيور المتواجدة، فقد أردنا تعويد الأطفال على وضع مثل هذا القوانيين حتى يتم غرس الإحساس بالمسؤولية لديهم وتعليمهم حب النظافة بالاماكن التي يتواجدون فيها.
وقد ارتأينا أيضا الاهتمام بالجانب الفني لدى الأطفال، حيث طلبنا من الاستاذة نجاة الالعبدوانيةة تعليم الأطفال كيفية صنع إطارات فنية لتعليق صورهم الخاصة وغيرها من المهارات الفنية الممتعة الأخرى.

أساسيات التخييم
من جانبه يؤكد عبدالعزيز آل عبدالسلام أحد المؤسسين لجزيز عمان والمسؤول عن العمليات وشيف الرحلة قائلا: أثناء جلوسي مع زوجتي وشقيقتها تبلورت فكرة إنشاء جزيز عمان من ممارستنا لهوايتنا المفضلة بالأجواء الجميلة بالسلطنة خلال فترة الشتاء وهي التخييم في البر والشواطئ ولاحظنا كم يستمتع أطفالنا أثناء التخييم ولكن تنقصهم المعرفة باساسيات التخييم من تركيب الخيم، وإيقاد النار بطريقة آمنة وغيره.
ويضيف: من هنا هلت علينا الفكرة بأن نخصص رحلة ترفيهية لأطفال العائلة نصقل فيها مهاراتهم لاساسيات التخييم، وتنمية مهاراهم وابعادهم عن عالم الإلكترونيات مثل الاي باد والألعاب الإكترونية المختلفة بعد أن حوصروا بها في حياتهم اليومية.
ويكمل عبدالعزيز قائلا: لله الحمد لاقت فعالياتنا نجاحا منقطع النظير من قبل أطفال العائلة وأصدقائهم وذويهم، حيث إننا ننمي فيهم حب الوطن بالمحافظة على نظافة مواقع تواجدهم، وكذلك المحافظة على الحياة الفطرية للحيوانات والطيور بأن نعلمهم توفير المأكولات ومياه الشرب لهم وأيضا بناء علب التغذية للطيور وتعليقها على الاشجار، وتنمية مهاراتهم بتركيب الخيم، وشرح كيفية ايقاد النار بطريقة آمنة وأساليب الطبخ والشوي، وتنمية مهاراتهم الفنية وذلك بصنع تحف فنية وتعليمهم من قبل فنانات محترفات بهذا المجال.
وأضاف: الجدير ذكره انه لا يوجد حاليا تنظيم فعاليات التخييم خاص بالاطفال وارتأينا أن نبادر بهذه الخطوة حتى يستطيع اطفالنا التمتع بطبيعة بلدنا الجميل.

رحال متمرس
أما المتطوع البارز في المجموعة علي البحراني فيؤكد على بداية الفكرة ودوره في المشاركة بها قائلا: بداية الفكرة كانت بالنسبة لي كالحلم الذي يراود الدكتورة جمانة الالعبدوانيةة فكان كل همها أن تقدم شيئا ولو يسير للمجتمع عامة وللأطفال خاصة كونها طبيبة أطفال وأم لثلاثة أطفال.
ويتحدث علي البحراني عن دوره قائلا: دوري هو المشاركة في تنفيذ هذه الفكرة بحكم أنني من محبي الرحلات الصحراوية وذلك عن طريق مشاركتي في رحلات جايد عمان منذ سنوات عدة وتعلمنا مهارات التخييم والاعتماد على النفس من الاستاذ محمد بن عيسى الزدجالي القائد لهذه الرحلات.
لذا فقد استعانت بي الدكتورة جمانة الالعبدوانيةة للمشاركة معهم في هذه الفعاليات كرحال متمرس لتعليم الأطفال كيفية عمل مخيم وكيفية فتح الخيام وكيفية اشعال نار المخيم وجميع ما يلزم من امور التخييم والاشراف على جميع مستلزمات الفعالية من مظلات وتجهيز المكان وغيره.
ويعلق علي عن رؤيته لمستقبل الفكرة قائلا: أرى أن هذا العمل الذي نقوم به للمجتمع هو الأول من نوعه لذا فإننا جميعا نشعر بأنه ينتظر هذا العمل مستقبل باهر لان المجتمع بحاجة لمثل هذه الأنئطة لبناء ثقة الطفل بنفسه وتعليمه كيفية الاعتماد على نفسه وكيفية مشاركة الأطفال الآخرين في كل شيء وغرس روح المشاركة في كل شيء في داخله. ونحن نرى حجم الاقبال على المشاركة في الفعاليات التي ننظمها من قبل اولياء الأمور والأطفال ونرى كذلك مدى امتنانهم ورضائم عما نقدمه لخدمة الأطفال في المجتمع.
وكل ما قمنا به والنجاح الذي حظينا به نابع من عمل الفريق الواحد ومن توجيهات مديرة الفريق الدكتورة جمانة الالعبدوانيةة.
وأكد البحراني على أن أجمل ما يحصلون عليه من جائزة بعد هذه الفعاليات هو عندما ينتهي وقت الفعالية ويحضر أولياء الامور لأخذ أطفالهم ويكون الطفل قد استمتع كثيرا في الفعالية ويأتي قبل أن يذهب بكل براءة ليعانقنا فهذه اكبر جائزة على ما نقوم به من جهد.