تمثيل غير مشرف

مقالات رأي و تحليلات الثلاثاء ١٣/فبراير/٢٠١٨ ٠٤:٢٢ ص
تمثيل غير مشرف

علي بن راشد المطاعني

البعض يشارك في فعاليات ومناسبات خارجية ممثلا للسلطنة بدون إكمال الموافقات الرسمية أحيانا المفضية بالتأكيد لتمثيل لائق ومشرف يزيد من ألق هذا الوطن العريق.

وتجنبا للمشاركات الضعيفة التي تنتقص من الإرث الحضاري العريق لهذا الوطن فإن الأمر يستدعي ضبط هذه المشاركات عبر محاسبة كل من يخالف الأنظمة المتبعة في هكذا فعاليات خارجية سواء مع جهات رسمية أو خاصة، فهذا التمثيل يجب أن يكون مقننا وذا أهمية ويعكس العديد من المدلولات ويأخذ في الاعتبار حقيقة إنه تمثيل باسم دولة لها وضعها الخاص والموقر إقليميا وعالميا، وبالتالي ينبغي أن يكون التمثيل ملبيا لكل تلك الحقائق.
لا شك أن البعض يشارك تلبية لدعوات في مهرجانات وفعاليات ومؤتمرات ومعارض وغيرها من المناسبات من جهات خارجية عامة أو خاصة، ثم تبلور المشاركات في مرحلة لاحقة على أنها باسم السلطنة، وفي حقيقة الأمر فإن أولئك لا يمثلون إلا أنفسهم، ثم عندما تأتي المشاركات بدرجة «دون المستوى» يرتد هذا الريع البائس على السلطنة برمتها، وهنا تقع الطامة.
وبناء عليه فمن الأهمية بمكان أن يكون هناك ترتيب وتنظيم يفضي لوجود جهة واحدة تختص وتمنح التراخيص الخاصة بالمشاركات الخارجية من بعد التيقن من أن الشخص المعني يملك من المقومات ما يمكنه من تشريف السلطنة على نحو لا يقبل أنصاف الحلول.
كما أن هناك فعاليات خارجية لها أهداف مشبوهة ومشكوك فيها وضحلة الأهداف، ومن باب أولى أن تقوم تلك الجهة المرخصة وبما تملك من آليات التتبع والرصد والاستقصاء بإغلاق الأبواب والنوافذ المؤدية لتلك الفعاليات، تحقيقا للسياسات الحكيمة والرصينة التي تحكم مشاركات البلاد الخارجية، وهي بذلك تغدو كحائط الصد الذي يمنع من انجراف مواطنينا إلى تلك المستنقعات الآسنة.
ربما نجد أن البعض يندفع للمشاركة من باب تحقيق أكبر قدر من النجومية الشخصية، متناسيا في الوقت ذاته بأنه وفي نهاية النفق محسوب على عُمان، وكل كلمة في غير مكانها تغدو خصما على سمعة هذا الوطن أيضا، وهنا تكمن الخطورة التي قد لا يتنبه إليها البعض بحسن نية في أغلب الأحيان.
نعم هناك بعض المشاركات الإيجابية التي يجب أن تستثنى من هذا التنظيم كالمعارض والفعاليات التي ينظمها طلبة السلطنة في الجامعات والكليات في الخارج والتي تأتي في سياق الأنشطة الطلابية بين الجامعات والهادفة للتعريف بثقافات الشعوب والتبادل المعرفي بين الطلبة والطالبات وتلك أنشطة لها مردود عالي المستوى في الأوساط العلمية.
كذلك الفعاليات الدبلوماسية التي تشارك فيها سفارات السلطنة بدول العالم، وما عدا ذلك فيجب أن تخضع كل المشاركات للموافقات التي أشرنا إليها وللتيقن من تحقيق الأهداف المرتبطة حكما بسمعة السلطنة إقليميا وعالميا.
نأمل من بعد ذلك أن تنظم المشاركات الخارجية بشكل واضح ومحدد وصريح، وأن تكون هناك لائحة منشورة ومعروفة للجميع لتحكم تلك المشاركات ‏وصولا للحفاظ على اسم بلادنا ناصعا كما كان أبدا في كل الفعاليات الخارجية وعلى اختلاف مسمياتها وأهدافها.