«الصحة» تختتم دورة تدريبية في طب السمنة والتغذية

بلادنا الأحد ١١/فبراير/٢٠١٨ ٠٣:٢٧ ص
«الصحة» تختتم دورة تدريبية في طب السمنة والتغذية

مسقط –
اختتمت مؤخراً الدورة التدريبية في مجال طب السمنة والتغذية للعاملين الصحيين في مؤسسات الرعاية الصحية» التي نظمها المركز الوطني لعلاج أمراض السكري والغدد الصماء بالمستشفى السلطاني في فندق هرمز جراند واستمرت لمدة أربعة أيام.

شارك في الدورة 86 مشاركا من الأطباء وباقي التخصصات، وثمانية متحدثين من كلية هارفارد الطبية والعديد من المؤسسات الأكاديمية من بوسطن ماساتشوستس بالولايات المتحدة الأمريكية، وأسكتلندا، والهند، والسعودية، والأردن، ودولة الإمارات العربية المتحدة. واستهدفت أطباء صحة الأسرة والمجتمع والأطباء المتدربين في مجال السكري وجراحي السمنة بمستشفيات المحافظات والمستشفيات المرجعية. كما استهدف البرنامج أخصائيات التغذية وعدد من مثقفات السكري والسمنة.

وكشفت رئيسة المركز الوطني لعلاج أمراض السكري والغدد الصماء ورئيسة الجمعية العمانية لمرض السكري د. نور البوسعيدية عن مبادرة لوزارة الصحة نحو افتتاح عيادات إدارة السمنة في مختلف محافظات السلطنة، وقالت: إن هذه المبادرة تتكون من أربع مراحل تبدأ بتدريب الأطباء في هذه الدورة المكثفة، ثم البدء في التدريب التخصصي لكامل أعضاء رعاية مريض السمنة من أخصائيي التغذية ومثقفي السكري والسمنة والمعالج السلوكي وأخصائيي النشاط البدني من خلال حلقات عمل متخصصة، ثم تأتي المرحلة الثالثة بافتتاح عيادات السمنة بالمجمعات الصحية التي تكون جاهزة من حيث الموارد المطلوبة المتمثلة في جاهزية الفريق الطبي وتوافر المعدات والأدوية اللازمة، وفي المرحلة الرابعة سيتم تقييم المبادرة والعمل على التوسع فيها في باقي المجمعات الصحية والمراكز الصحية القادرة على القيام بدور مماثل.
وناقشت الدورة في أيامها الأربعة: أساليب التعامل مع السمنة وطرق علاجها باستخدام التدخلات في السلوكيات الحياتية وباستخدام العقارات الطبية من خلال مناقشة العديد من سيناريوهات الحالات الطبية لمريض السمنة، واشتمل اليوم الثاني على فرع تعليمي مخصص لأخصائيات التغذية تم فيه مناقشة جوانب التقييم الغذائي للمريض وكيفية التعامل مع مريض السمنة قبل وبعد جراحات تخفيض الوزن. بينما ركز اليوم الثالث على مريض السمنة الذي يحتاج للتدخل الجراحي؛ من خلال مناقشة خيارات الجراحة وآليات اختيار المرضى المناسبين للجراحة ورعاية المريض قبل وأثناء وبعد الجراحة، والاهتمامات الغذائية لمريض السمنة بعد الجراحة. كما خصصت جلسة لمناقشة آليات إدارة عيادات السمنة والبحوث وطرق تقييم مؤشرات الإنتاجية والكفاءة. وخصص اليوم الرابع والختامي لمناقشة الجوانب النفسية والسلوكية المرتبطة بالتعامل مع مرضى السمنة.
جدير بالذكر أن الدورة أقيمت بدعم من الجمعية العمانية لمرض السكري ومجموعة شركات جونسون آند جونسون الطبية.
وقالت استشارية غدة وسكري وطب السمنة في مدينة الملك فهد الطبية بالمملكة العربية السعودية د. نسرين الفارس إنها قدمت محاضرتين في الندوة: الأولى عن معدلات السمنة في العالم مع التركيز على السلطنة ودول الخليج، والثانية عن اختيار المرضى لعمليات السمنة الجراحية. كما قدمت حلقتي عمل الأولى عن تغيير نمط الحياة والأدوية المسببة لزيادة الوزن، والثانية عن أدوية السمنة واختبارها في علاج السمنة.
وأوضحت الفارس أن من أهم أسباب ارتفاع معدلات السمنة البيئة، وتغيير نمط الحياة، مشيرة إلى أن العالم شهد منذ عام 1980 ارتفاعاً في معدلات السمنة إلى الضعف، وتعتبر دول الخليج هي الأعلى ارتفاعاً في العالم.
وأكدت الفارس أن السمنة ليست مشكلة صحية فقط؛ وإنما مسببة لأمراض أخرى، مثل: الضغط والسكري والقلب وبعض السرطانات.
وأشارت الفارس إلى أن من طرق مجابهة السمنة تغيير نمط الحياة التي تتمثل في الأكل الصحي والانتظام في النوم والحركة، معتبرة أن الريجيم لا يساعد على التخلص من السمنة وكذلك الحركة فإنها تجعل الإنسان صحيا ولكنها لا تساعد على نقصان الوزن. وأما الطرق العلاجية فمنها: علاجات حياتية مثل تغيير نمط الحياة، وعلاجات جراحة، وعلاجات ما بعد الجراحة.
وقالت: إن من أسباب زيادة الوزن الضغط النفسي الذي يسبب زيادة في الوزن، مثل ضغوط العمل والأسرة.
وكذلك حذرت الفارس من بعض الأدوية التي تسبب زيادة في الوزن وطالبت باستبدالها بأخرى بديلة.
وقالت أخصائية التغذية من الأردن جمانة البشيتي: إن الندوة تضمنت تقديم تدريب لأخصائيي التغذية في مجال السمنة، وشمل التدريب كيفية إجراء تقييم شامل لمرضى السمنة وعلاج تغذية لمرضى جراحة السمنة.
وقالت أخصائية التغذية الأولى بالمديرية العامة للخدمات الصحية بمحافظة البريمي ليلى بنت راشد اليحيائية: إن السمنة ترتبط مع العديد من الأمراض والمشكلات الصحية، كالسكري وأمراض القلب وغيرها من الأمراض غير المعدية، وتعتبر السمنة رأس الأمراض المزمنة المرتبطة بالغذاء ومن أهم أسباب الوفيات في كثير من دول العالم.
وأشارت اليحيائية إلى أن من أهم العوامل لمواجهة السمنة هي الاعتراف بمشكلة السمنة كمرض يستوجب العلاج من قبل العاملين الصحيين والمعنيين بالموضوع. والانتظام بالخطة العلاجية لفترة طويلة، والتغيير في أسلوب ونمط الحياة، والتحكم في العوامل الخارجية التي قد تلعب دورا في المشكلة.
وقال د. جاسم بن محمد بن عبيد العبري من طب الأسرة بشمال الباطنة: إن الخيارات المتاحة في طرق التعامل مع مرض السمنة هي طرق الحياة الصحية كالنشاط البدني والأكل الصحي والنوم الصحي والتخلص من الضغوط النفسية كضغوط العمل والأسرة وغيرها.