باريس -
شاركت السلطنة ممثلة في المندوبية الدائمة لها بمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة -اليونسكو- في ندوة «طريق الحرير البحرية: العلاقة بين الصين والشرق الأوسط» التي عقدت مؤخراً بمقر المنظمة في العاصمة الفرنسية باريس، بدعوة من الوفد الدائم لجمهورية الصين الشعبية والمجموعة العربية لدى اليونسكو، بحضور عدد من الشخصيات والخبراء وممثلين عن الدول الأعضاء في المنظمة.
وألقت المندوبة الدائمة للسلطنة لدى اليونسكو سعادة السفيرة د. سميرة بنت محمد الموسى خلال الندوة كلمة سلطت الضوء خلالها على العلاقات التجارية والدبلوماسية بين السلطنة والدول الممتدة على طول طريق الحرير، وعلى الدور التاريخي والريادي للسلطنة في تبادل التجارة بين الدول العربية والمحيط الهندي والصين نظراً للكفاءات التي يتمتع بها البحارة العمانيون.
وأشارت سعادة المندوبة في كلمتها إلى اهتمام السلطنة بإنعاش طريق الحرير ودعمها لهذا المشروع من خلال تقديم عدد من المبادرات أهمها إبحار السفينة «جوهرة مسقط» في العام 2010م إلى سنغافورة والتي أعيد بناؤها طبقا للمعايير العمانية التقليدية في القرن التاسع الميلادي، واقتفت أثر الطريق الذي سلكه البحارة العمانيون على طول امتداد طريق الحرير، وهي معروضة حاليا في سنغافورة. كما أشارت إلى أن مدينة صحار كانت في القرن العاشر بوابة المنطقة إلى الصين، وفي العام 2010م تم الاحتفال بالذكرى الـ35 لإبحار السفينة صحار والتي أعيد بناؤها في العام 1980م بأوامر سلطانية سامية، وأبحرت من ولاية صور إلى مدينة كانتون الصينية وهي الطريق التي سلكتها قبل عدة قرون، بمشاركة نخبة من الباحثين والمتخصصين من السلطنة والصين وأيرلندا واستراليا، وذلك في إطار سعي السلطنة إلى تعزيز العلاقات التاريخية مع جمهورية الصين الشعبية.
ولفتت سعادتها في كلمتها إلى المبادرات التي قدمتها السلطنة إلى اليونسكو، وأهمها المبادرة السامية لجلالة السلطان قابوس المعظم -حفظه الله ورعاه- بتبني إطلاق سفينة فلك السلامة في العام 1990م بالتعاون مع منظمة اليونسكو برحلة دامت ستة أشهر لمسح شامل لطريق الحرير، وكذلك مساهمة مركز السلطان قابوس العالي للثقافة والعلوم في تعريب موقع طريق الحرير لليونسكو على شبكة الإنترنت.
كما نوهت بالأثر الملاحظ في السلطنة من تمازج الثقافات من خلال الطريقة المعمارية المتأثرة بشكل غير مباشر بالعمارات الهندية والأفريقية والصينية والفارسية، وكذلك البعد الثقافي والدبلوماسي الذي توفره طريق الحرير مما جعل من السلطنة بلد التسامح وتقبل الآخر.
واختتمت سعادة الدكتورة كلمتها بالمثل الصيني «الانسجام هو التعايش مع الاختلاف»، وقالت إننا بحاجة اليوم لأن نذكر أنفسنا بتراثنا العريق والتعايش مع الآخر يشكل نوعا آخر من الغنى، وأن شعوب العالم اليوم أكثر من أي وقت مضى ينبغي أن تكون أكثر انفتاحا وتقبلا للآخر لكي يعم السلام.
كما ألقى المشاركون في الندوة كلمات بلدانهم وركزوا خلالها على العلاقات التاريخية بين الصين والدول العربية وإيران، وعلى الفوائد الناجمة عن الاهتمام بطريق الحرير ودورها الفعال في الروابط والتعاون الدولي.