مسقط - ش
انطلقت أمس الأربعاء بنادي الشفق فعاليات الحلقة الوطنية لرعاية المرأة والطفل وحفل تكريم الفائزين في مسابقة تعزيز برنامج المباعدة بين الولادات لعام 2015 التي أعلن عن تدشينها مسبقاً في الحفل الرسمي الذي عقد في ديسمبر من العام 2014، بتنظيم وزارة الصحة ممثلة بدائرة صحة المرأة والطفل، وذلك برعاية معالي وزير الصحة د. أحمد بن محمد السعيدي، وبحضور أصحاب السعادة الوكلاء وممثلي المنظمات الدولية في السلطنة وعدد من المسؤولين بالوزارة.
شارك بالحلقة ما يقارب (160) مشاركاً من مختلف الاختصاصات ذات العلاقة من جميع محافظات السلطنة.
وأشار معالي السعيدي في كلمة له إلى أن برنامج صحة المرأة والطفل من البرامج المهمة جداً في القطاع الصحي على المستوى المحلي والعالمي، وقد بدأ العمل بهذا البرنامج في السلطنة منذ بداية التسعينيات. ويرتكز هذا البرنامج على محورين مهمين هما المباعدة بين الولادات والرضاعة الطبيعية؛ حيث يهتم بتنظيم النسل للأسرة لما فيه من استقرار لصحة الأم أولاً وللطفل ثانياً وللمجتمع ثالثاً وليس المقصود به تحديد للنسل. ونسعى لرفع الوعي حول هذا الجانب في المجتمع والمؤسسات الصحية لتجنب حدوث أي تراخ قد يؤثر بشكل سلبي على صحة المواليد والأمهات والمجتمع بشكل عام.
وأضاف معاليه: ما أثبتته الدراسات العالمية أن الأطفال الذين يولدون تباعاً دون استخدام المباعدة غالباً ما يتأثرون من الناحية النفسية والجسدية والذهنية، علاوة على صحة الأم التي تتأثر من الولادات تباعاً دون منح جسدها الراحة والعافية بعد الحمل. أما فيما يتعلق بالرضاعة الطبيعية فأوضح معاليه أن هناك عوامل عدة ساهمت في تراجع مستوى الرضاعة الطبيعية منها أسباب صحية واجتماعية، فمن الناحية الصحية لا يمكن تعويض حليب الأم لما فيه من فوائد صحية جمة. ومن الأسباب التي ساهمت أيضا في انخفاض مستوى الرضاعة الطبيعية اتجاه الأم إلى قطاع العمل، ما يقلل فرصة حصول الطفل على الحليب الكافي من الأم، فنأمل تكثيف الحملات والتوعية ومنح الوسائل والتسهيلات لمواصلة الأمهات بالرضاعة الصحية ودور المؤسسات الصحية في توعية أفراد المجتمع عن أهمية المباعدة بين الولادات والرضاعة الطبيعية مع دور المؤسسات الإعلامية والجهات الأخرى نحو التوعية في هذا المجال.
إنجازات
وتضمن برنامج الحلقة كلمة للدكتور سعيد بن حارب اللمكي مدير عام الرعاية الصحية الأولية أوضح فيها أهم الإنجازات التي تم تحقيقها في مجال رعاية المرأة والطفل، في حين قدمت الدكتورة فاطمة بنت إبراهيم الهنائية مديرة دائرة صحة المرأة والطفل عرضاً لنتائج الدراسة النوعية الخاصة بمعارف واتجاهات وممارسات المجتمع العماني حول استخدام وسائل المباعدة بين الولادات، فيما قدمت د.سلوى جبار الشهابي طبيبة اختصاصية طب المجتمع في دائرة صحة المرأة والطفل عرضاً حول أسس وآليات المسابقة وطرق التقييم حيث تمت الإشارة إلى أن التقييم تم من قبل فريق المركزي المكون من نخبة من المختصين في الدوائر ذات العلاقة في المديرية العامة للرعاية الصحية الألولية وبإشراف مباشر من قبل دائرة صحة المرأة والطفل بالتنسيق مع أعضاء فرق التقييم في جميع المحافظات لاختيار المؤسسات الصحية والحملات التثقيفية المتميزة في المحافظات وتحديد افضل مبادرة مجتمعية واحسن اللوحات الفنية التي تم إعدادها من قبل مجموعة من الطلبة المتميزين في المدارس.
تكريم
وقام معالي الوزير بتكريم الفائزين في مسابقة تعزيز برنامج المباعدة بين الولادات لعام 2015 حيث حصل مركز صحي الوافي في محافظة جنوب الشرقية على جائزة أفضل مؤسسة صحية في تقديم خدمات المباعدة بين الولادات أما المركز الثاني فقد حصل عليه مركز العذيبة الصحي في محافظة مسقط وحاز على المركز الثالث مركز المصنعة الصحي في محافظة جنوب الباطنة.
وفيما يخص الحملات التثقيفية، حصلت ولاية القابل في محافظة شمال الشرقية على المركز الأول وكان عنوان الحملة (امنحوهم فرصـــة ليكبروا)، والمركز الثاني لولاية الكامل والوافي تحت عنوان (تعزيز المباعدة بين الولادات) في محافظة جنوب الشرقية واحتلت ولاية نزوى المركز الثالث في محافظة الداخلية في حملة (أسرتي أمانة). كما تم تكريم أفضل مبادرة مجتمعية لفريق البواسل التطوعي في محافظة جنوب الشرقية والذي قدم المبادرة بالتنسيق مع مركز صحي الوافي في المحافظة. وفيما يختص باللوحات الفنية التي قام بإعدادها طلاب المدارس فقد حازت لوحة الطالبة شريفة بنت قاسم البلوشية من مدرسة الأمل للبنات في محافظة جنوب الباطنة على المركز الاول وجاءت الفائزة الثانية لوحة للطالبة مريم بنت سالم المالخية من مدرسة بلاد بني بوحسن من محافظة جنوب الشرقية وفي المركز الثالث فازت لوحة الطالب منذر خميس ناصر الغزالي من جنوب الشرقية.
وتم تكريم الفريق المركزي الذي قام بجهود مجيدة ومثمرة طوال العام الماضي للوصول الى النتائج المرجوة وأعضاء ورؤساء فرق التقييم في المحافظات ممن ساهموا وبشكل فاعل في تقييم النشاطات الخاصة بالمسابقة في جميع محاورها.
كما تم تكريم اعضاء لجنة وفيات الامهات للجهود المثمرة التي بذلوها على مدى سنوات لدراسة أسباب هذه الوفيات والتي لها الأثر الكبير في تطوير الخدمات الصحية لتجنب حدوث مثل هذه الوقائع التي لها الأثر الكبير على العائلة بشكل خاص والمجتمع بشكل عام.
وكذلك تم تكريم الباحثين في الدراسة النوعية التي تم عرضها في بداية الحفل تثمينا لجهودهم المجيدة في تنفيذ هذه الدراسة في خمس محافظات من السلطنة.
وتضمن برنامج الحلقة جلسات علمية تنوعت ما بين المحاضرات والعروض التقديمية حول الخدمات الصحية للام. وشمل الحفل معرضاً توعوياً تم افتتاحه من قبل معالي الوزير واحتوى على نماذج مختلفة مما تم استخدامه في النشاطات التثقيفية في المؤسسات الصحية المتميزة بخدمة المباعدة بين الولادات.