خاص – ش
مع سطوة تكنولوجيا الاتصالات يزداد الخطر على الأطفال خاصة حينما يقضون الكثير من الوقت في التعامل مع عالمها الافتراضي على حساب تعاملاتهم مع الواقع.
هل تشكل الهواتف الذكية خطرًا على الأطفال؟
هذا التساؤل أصبح مثار بحث من الباحثين في مجالات الطب النفسي، خاصة في ظل التحذيرات المتكررة من خطرها على الصحة النفسية للأطفال خاصة في سنوات حياتهم المبكرة.
بداية، أكد استشاري الطب النفسي د.إبراهيم مجدى حسين - خلال لقائه في برنامج "صباح دريم" المذاع على فضائية دريم المصرية اليوم الأربعاء- على عدم سماح الوالدين لأطفالهم بالجلوس أمام التليفونات الذكية أكثر من 3 ساعات يومياً، تجنباً لمرض التوحد وعدم رغبتهم في الجلوس بجو عائلي لمدة طويلة، قائلاً: "لابد من إطلاق العنان للطفل أثناء الشخبطة على الجدران وعدم معاقبته".
من جهة أخرى، نشرت الصحفية والكاتبة الفرنسية أنييه لوكلير مقالاً على موقع نون بوست في أكتوبر الفائت بعنوان "كيف ساهم أولياء في علاج أبنائهم من إدمان الشاشات؟".
شرحت الكاتبة خلال مقالها تجربة بعض أولياء الأمور وتخلصهم من هذه الأجهزة بعد ملاحظة معاناة أطفالهم من اضطرابات ناتجة عن إدمانهم على اللوحيات الإلكترونية والهواتف الذكية، وذلك استجابة لصيحة فزع أطلقتها دكتورة تحذر من خطورة تعرض الأطفال المفرط للشاشات.
وأكدت الكاتبة أنه رغم أن الوصية التي تدعو إلى "إبعاد الشاشات عن متناول الأطفال قبل بلوغهم ثلاث سنوات" يبدو أنها قد ألغيت تماماً أمام موجة انتشار الهواتف الذكية واللوحيات الإلكترونية. إلا أن الدكتورة المختصة في هذا الموضوع، آن- لويز دوكاندا، لا زالت تدافع عن هذه الوصية مشددة على أن الاضطرابات المتنوعة، التي يعاني منها الأطفال، تعود لإدمانهم على الشاشات الإلكترونية. وقد وجدت صيحة الدكتورة صدى في صفوف بعض الأولياء.
في المقابل، أثار مصطلح "التوحد"، الذي استعملته الدكتورة آن- لويز دوكاندا، غضب البعض. وفعلاً، تحدثت هذه الدكتورة عن علامات "شبيهة بأعراض مرض التوحد"، تظهر على الأطفال المدمنين على الشاشات، على غرار اضطرابات في اللغة، والنمطية، وسلوكيات متكررة مثل ضرب اليدين.
من جهة ثالثة، وحسب تحقيق نشر في مايو 2015 في صحيفة الإندبندنت البريطانية قال مدرس الأدب السابق في جامعة أوكسفورد، والذي حصل على تدريب للعمل طبيبًا، إن الأطفال في عمر الخامسة أصبحوا غير قادرين بشكل متزايد على قراءة تعبيرات الوجه أو إظهار التعاطف، مقارنة بالأطفال من الأجيال السابقة.
وقال إنه سمع عن عدد متزايد من المعلمين الذين أخبروا تلاميذهم ما الذي تعنيه تعبيرات الوجه المختلفة.
وأضاف أنه تحدَّث إلى بعض المعلمين الذين وجدوا أن حوالي ثلث طلابهم لديهم مشاكل في الحفاظ على التركيز أو فهم عواطف الآخرين أو تعبيرات وجوههم، وهي مشكلة يعزوها إلى الحضور المستمر للتكنولوجيا في حياة الأطفال.
صرح الطبيب قائلاً: "يقضي الأطفال الكثير من الوقت في التعامل مع الأجهزة والواقع الافتراضي أكثر مما اعتادوا من قبل، إذ لا يضطرون لمواجهة مشاكل الحياة الحقيقية".
قال ماك جلكريست: "إن قضاء الكثير من الوقت في النظر إلى الشاشات عوضًا عن لعب الأطفال مع بعضهم البعض تسبب في ضعف مهاراتهم الاجتماعية. "في البيئات الافتراضية ليس عليهم تفسير الإيحاءات الخفية الخاصة بالبيئات الواقعية، كما يفعلون عندما يذهبون للهو مع الأطفال في الغابات".