"فيفا" .."فيلم اميركي طويل" !

مقالات رأي و تحليلات الخميس ٠٣/مارس/٢٠١٦ ٠٠:٠٠ ص
"فيفا" .."فيلم اميركي طويل" !

باسم الرواس

"انها المرة الاولى التي نتعامل فيها مع الاميركيين في الانتخابات"..
قالها رئيس المجلس الاولمبي الاسيوي الشيخ احمد الفهد الصباح في ساعة متأخرة من ليل الخميس - الجمعة وقبل ساعات فقط من انطلاق عملية الاقتراع لاختيار رئيس جديد للاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" .
كانت نظرات "بو فهد" تحمل القلق والشك رغم قوله مساء الليلة عينها باللهجة الخليجية : "الامور قاعدة تحمى ..ايجابيا". كان القلق يساور الشيخ احمد في "المعركة القاسية" التي يخوضها حليفه الشيخ سلمان بن ابراهيم آل خليفة بمواجهة 4 مرشحين ظاهريا .. ومرشح وحيد فعليا هو "الصهر" السويسري جياني انفانتينو !
ما ان اطل الصباح، حتى بدت الامور تنكشف جليا. الامير علي بن الحسين يدخل الى القاعة "واثقا" برفقة الاميرة هيا بن الحسين، على وقع ما تناولته صحيفة "نيويورك تايمز" من صفقة بدأت تظهر ملامحها بين "الامير" و"الامين" .. مع كم كبير من الشائعات التي تتحدث عن مفاجأة من العيار الثقيل ستحدث بين لحظة واخرى .
حملت نتائج الجولة الاولى من الانتخابات ما لم يكن متوقعا . الشيخ سلمان بدا "مصدوما" على الشاشة من الرقم الذي حصل عليه (85 صوتا) ، في وقت كان معسكره يتحدث ليلة الانتخابات عن (104) في الجولة الاولى، لكن المفاجأة الاكبر تمثلت بحصول الامير علي على 27 صوتا .
ما بين الجولتين دارت مناقشات بين سونيل جولاتي رئيس الاتحاد الامريكي والأمير علي .. ثم ابتعدا عن الأنظار وخرجا من القاعة التي تعقد فيها الجمعية العمومية لعدة دقائق . كانت معالم الصفقة تكتمل :" الخطة كانت دائما تقتضي بنقل الدعم إلى انفانتينو في الوقت المناسب ".
جولاتي قال ايضا : "أخبرنا جياني ليلة الانتخابات أننا سنساند الأمير علي لكن اعطيناه تأكيدا بمساندته عندما يحل الوقت المناسب".
ما كشفه رئيس الاتحاد الاميركي يُظهر بوضوح ان الامير علي بن الحسين واصل مشواره في الانتخابات ، رغم يقينه بضعف حظوظه، سعيا لتحقيق هدف واحد يتمثل بابعاد رئيس الاتحاد الاسيوي عن الكرسي العالمي الوثير.
كثيرون استغربوا، حتى في عمّان نفسها، عن سبب اصرار الامير في المُضي قدما في خوض الانتخابات .. لكن ما كشفته ساعات يوم الجمعة يؤكد ان سيناريو نُسج بدقة بين انفانتينو والامير علي والاميركيين سعيا لتشتيت الكتلة القوية التي انطلق منها الشيخ سلمان ووضعته في مقدمة المرشحين للفوز .. حتى في الصحف الانكليزية نفسها .
لم يكن الامر يحتاج الى ذكاء حتى ندرك ان الامير علي كان يرد على عدم الوقوف الى جانبه في انتخابات الصيف الماضي التي خاضها بمواجهة بلاتر .
غدا يوم آخر، و"فيفا" يحتاج الى الكثير من العمل، وهذا ما يدركه الرئيس العتيد جياني انفانتينو جيدا الذي سارع الشيخ سلمان الى تهنئته والتأكيد على العمل الى جانبه في الولاية الجديد .. لكن : ثمة اسئلة عديدة نضعها على الطاولة في البحث عن تداعيات هذه الانتخابات :
هل من وعود قدمها انفانتينو للامير علي بن الحسين عند ابرام اتفاقهما ؟
ما هو مصير اتحاد غرب آسيا، وهل سيبقى في الاردن على مستوى المقر والرئاسة ؟
هل سيقف الشيخ احمد الفهد "المؤثر" اولمبيا ضد استضافة لوس انجلوس لدورة الالعاب الاولمبية 2024 التي تتنافس فيها مع باريس وروما وبودابست ؟
الاجابة : العام المقبل في العاصمة البيروفية ليما .
حسن الختام
ولاية الشيخ سلمان (2015-2019) على رأس الاتحاد الآسيوي مضى عليها اقل من عام .. وآسيا تنتظر الكثير من العمل ، اما "الفيفا" فيبدو ان مجرياتها ليست سوى سيناريو ل"فيلم اميركي طويل" . بالاذن من زياد الرحباني .