تقييم محطات الوقود إلكترونيا

مقالات رأي و تحليلات الأربعاء ٠٧/فبراير/٢٠١٨ ٠٣:٠١ ص
تقييم محطات الوقود إلكترونيا

علي بن راشد المطاعني

ali.matani2@gmail.com

تقييم محطات الوقود العاملة في السلطنة عبر تطبيق «وقود» بهدف استطلاع آراء مستخدمي المحطات من المواطنين والمقيمين والسياح يعد خطوة مهمة للارتقاء بهذا الجانب المهم باعتبار أن هذه المحطات يجب أن تكون فعلا «محطات» بناء على المعنى الحرفي للكلمة، وليست نقاطا لتعبئة الوقود فقط، كما في الكثير من المحطات التي تحمل الاسم مجازيا ليس إلا، وبالتالي تفتقر للمبرر المــــــوضوعي بشأن إطلاق اسم «محطة» علــــــيها لعدم توافر الأسباب والمسببات المفضية للوصول لهذا الاسم الكبير، فهي تفتقر لأدنى الخدمات التي ينبغي أن تتوفر بها قبل الوصول للمبتغى، ومن أجل الوصول لحواف هذا الاسم الكبير أو لأطرافه فإن ذلك يستلزم الكثير من العمل والكثير من الجهود قبل الإيذان بإطلاق الاسم عليها، ومادون ذلك فـــــإنها ستبقى «نقطة» توزيع لا غير، الأمر الذي يتطلب أن يكون هذا التقييم عبر التطبيق الإلكتروني منطلقا وحافزا لفرض إجراءات على بعضها الذي استعصى عليه استيعاب النصح وتحسين الخدمات بها وتطويرها، وعدم تجديد الترخيص نحسبه إجراء سيحفز أولئك للمضي قدما في الاتجاه الصحيح.

لاشك أن محطات تعبئة الوقود في كل دول العالم تشتمل على الكثير من الخدمات الضرورية التي يحتاجها أي مستخدم للطريق كدورات المياه وهي من الأهمية بمكان كما نعلم بل هي تتصدر قائمة الأولويات إذ بدونها لا يمكنها المضي في طريق الوصول للغاية، ثم يأتي المظهر العام في المرتبة الثانية، تليه بعد ذلك بقية الخدمات الضرورية كمحل تصليح الإطارات، وأجهزة الصرف الآلي ومضخات الهواء، إضافة لأماكن مهيأة للصلاة، ومتجر مـــــناسب لبيع المستلزمات التي يحتاجها المسافر وعابر السبيل، فهي وإن أوفت ووفت بهذه الاشتراطات عندها فقط يمكنها نيل شرف الانتماء للكلمة، فهي يجب أن تكون محطة بما تعنيه الكلمة من دلالات، فيها ينيخ المسافر مطاياه، ويلتقط أنفاسه ويستجم قليلا من ضنى ووعثاء الهجير عبر الطريق.

ولعل هذا التطبيق وعبر الاستطلاع المفتوح سوف يكشف عن الكثير من الخلل والكثير من بواطن الضعف في هذه الأمكنة التي يجب أن تكون بمستوى مشرف عبر خدمات راقية تبهج النفس وتدخل البهجة في نفوس مرتادي الطريق، كما إنها ومن ناحية عامة ستساهم وبنحو ملموس في تقديم سمعة حسنة للزوار والسائحين، وهذا من شأنه أن يضيف قيمة مضافة للحركة السياحية التي تعمل الدولة على تنميتها كصناعة هامة ترفد اقتصادنا الوطني وتؤكد على مبدأ تنويع مصادر الدخل.
نأمل أن يستطيع هذا التطبيق تحقيق الأهداف المرتجــــــاة منه، ولنرى بعدها كل نقاط التـــوزيع وقد تحولت بحق وحقيقة لـ(محطات) تــــــوزيع وفـــــــقا للمعنى الدقيق والأمين لهذه الكلمة الكبيرة معنى ومحتوى.