القرية البدويَّة.. نافذة على حياة البادية بكل تفاصيلها

مزاج الاثنين ٠٥/فبراير/٢٠١٨ ١٧:٤٤ م
القرية البدويَّة.. نافذة على حياة البادية بكل تفاصيلها

العامرات - عبدالله بن خلفان الرحبي
تصوير: طالب الوهيبي / يوسف العويسي

تحظى القرية البدوية في متنزه العامرات بإعجاب الزوار، لمهرجان مسقط 2018 حيث اعتبروها من أهم ملامح المهرجان؛ فهي تمنح الزوار فرصة الاستمتاع بتراث البادية كما أنها نافذة أخرى يطل منها الزائرة للتعرف على الحقب التاريخية المتعاقبة في الزمن الماضي، وتختزل ذلك الزمن ليشاهد تفاصيل الحياة البدوية عن قرب.
وحول ذلك يكشف لنا سعيد بن حمدان السالمي المسؤول عن القرية البدوية في مهرجان مسقط عن تفاصيل ما تتضمنه القرية حيث قال: "البيئة البدوية نموذج مصغر للبادية بكل تفاصيلها مع ممارسة الإنسان البدوي اليومية فهي تنقل الواقع البدوي، وتعكسه لزوار المهرجان بمختلف فئاتهم، فالقرية عبارة عن مجلس لاستقبال الضيوف الزوار على مدار اليوم، وهناك المجلس الذي يتلقون فيه الضيافة، وهو واجهة القرية فالقهوة حاضرة فهي مصدر الضيافة. وأكد أنَّ كلَّ ما يُقدم في القرية البدوية محاولة عكس أصالة البدو وتفاصيل حياتهم المميزة من خلال الجلسات البدوية وركوب الإبل.

**media[819515]**

وأضاف السالمي: بأنَّ القرية البدوية تضم بعض الفنون، منها فن الربابة والونة حيث يستمتع الزائر للقرية بأجمل الألحان على صوت الربابة ولبعض الآلات الموسيقية، إلى جانب بعض المنسوجات اليدوية وغيرها من الصناعات اليدوية التي تجذب الزوار، حيث يسعون للاستفسار عن مكوناتها وطريقة صنعها، مشيراً إلى أنَّ القرية تضم في محتوياتها أشياء بسيطة لكن لها معاني ومدلولات كثيرة. وأضاف السالمي: "يوجد بالقرية البدوية خيام كل خيمة مقسمة لفئة معينة فهناك خيمة النساء الحرفيات يعرضن بعض المشغولات اليدوية الصوفية والتي تجعل من المرأة البدوية منتجة للكثير من المشغولات اليدوية. فمعظم احتياجات الحياة في الملبس والتزيين والحفظ وما يضع على الإبل هو من إنتاج المرأة البدوية، فتنتج المرأة الاحتياجات بجودة عالية وبمواد طبيعية حسب نوع الاحتياج. وللمرأة البدوية رونق خاص يميزها عن باقي النساء ولها طبيعتها الخاصة المتلائمة مع الحياة البدوية والتي تستمد احتياجاتها من الملبس والتجميل ومن استغلال المواد الطبيعية، وتساهم المرأة البدوية في ازدهار الحياة الاجتماعية والاقتصادية فهي شريك في الإنتاج ولها دور مهم في إنتاج العديد من المشغولات اليدوية النسيجية الصوفية والقطنية والحريرية بالإضافة إلى المشغولات الخشبية والمواد التجميلية.

**media[819516]**

وتعرض المشغولات اليدوية بمختلف أنواعها في القرية التراثية كمفرش الطاولة ومفرش الإبل والحقائب بمختلف أنواعها والتي تنسج من الصوف كحقيبة المكحلة وحقيبة اليد، والميداليات بمختلف الأحجام لتعليق المفاتيح، والبرقع الذي تلبسه جميع نساء البدو وهو يأتي بثلاثة أنوع حسب توسع فتحة العين. كما تتوفر بجناح المعروضات البدوية أدوات زينة النساء كالكحل العماني.
وللإبل نصيب من المنسوجات اليدوية حيث يتم نسج خطام الإبل والقيد وغيرها من المنتوجات المتعلقة بالإبل على يد النساء الماهرات في إنتاج المنسوجات. وللرجل أيضا دور في مشهد الحياة البدوية فهناك توضيح لاعتناء ذلك الرجل بالإبل وتجهيزها وكيفية توفير لها كل الرعاية ونشاطه اليومي الذي يقوم به ويجسده في القرية.

**media[819517]**

**media[819518]**

**media[819519]**

**media[819520]**

**media[819521]**

وعن الجديد هذا العام قال السالمي: "هذا العام حرصنا على التوسع بالبيئة البدوية نتيجة ما يشهده هذا المكان من إقبال كبير، وهي ملتقى لجميع الفئات ومن أهم الإضافات ضفنا خيمة خاصة للحكيم الذي يقوم بمعالجة الناس قديماً بالطرق التقليدية أيضا ضفنا عزبة أو حظيرة الأغنام وكيفية يتم تربية الماشية في البداية أيضا نستضيف كل يوم جمعة أحد الفنون من البادية سواء فن رجالي أو نسائي، واستضافة بعض شعراء البادية ليشكلوا إضافة للمكان، كما جلبنا هذا العام ما يسمى بالبائع المتجول في الماضي والذي عادة ما يستخدم "الحمير" في التجوال وبيع ما لديه من مستلزمات استهلاكية واختتم السالمي حديثه بتوجيه كل الشكر على القائمين على إدارة المهرجان في توفير المناخ المناسب كل ما تتطلبه البيئة البدوية، والمتابعة اليومية من أجل المساهمة في إيجاد حراك ثقافي وتفعل ليالي المهرجان".