ابن علوي: السلطنة ومصر تنطلقان من فكـر وفهـم مشتـرك

بلادنا الاثنين ٠٥/فبراير/٢٠١٨ ٠٣:٣٧ ص
ابن علوي:

السلطنة ومصر تنطلقان من فكـر وفهـم مشتـرك

مسقط - العمانية

أكد معالي يوسف بن علوي بن عبدالله الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية ترحيب السلطنة بفخامة عبدالفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية الذي يبدأ اليوم زيارة رسمية للسلطنة كرئيس عربي لدولة عربية شقيقة لها من المسؤوليات العظام.

وقال معاليه في حديث مشترك لوكالة الأنباء العمانية ووكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية بمناسبة زيارة فخامة الرئيس المصري: إن السلطنة حرصت منذ فترة طويلة وذلك منذ تولي حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم- حفظه الله ورعاه- مقاليد الحكم في البلاد على التواصل مع الشقيقة مصر في مختلف المراحل التي مرت بها الأمة العربية منذ أكثر من أربعين سنة.
وأضاف معاليه، أن السلطنة تنظر إلى مصر على أنها «عكاز الأمة العربية وهي اليوم كذلك المنصة التي تجمع الأمة العربية ودورها مشهود وأن دورها يتعاظم»، مشيرا إلى أنها الزيارة الأولى لفخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي منذ توليه زمام السلطة في مصر، وهي مناسبة جدا سعيدة سيتم خلالها تبادل وجهات النظر مع حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم- حفظه الله ورعاه- فيما يدعم التضامن العربي ويوسع التعاون في كل المجالات بين السلطنة ومصر.
وأكد معالي الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية أن علاقات البلدين في تطور مستمر ويسعيان إلى المزيد، مشيرا إلى أن السلطنة ومصر تشتركان في فكر وفهم مشترك وهو دعم الاستقرار وتحقيق السلام أولا في منطقة الشرق الأوسط والعالم، مؤكدا أن مصر تؤدي دورا أساسيا خاصة فيما يتعلق بمسار القضية الفلسطينية وغيرها من القضايا، وبالتالي فإن السلطنة مسرورة بهذا اللقاء التاريخي الذي يجمع بين جلالة السلطان المعظم وفخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي.
وأوضح معاليه أن السلطنة ومصر على اتصال وتنسيق مستمرين لما يستجد في الأطر المختلفة مشيرا إلى أنه يتم البحث في منصة جديدة للتعامل مع بقايا المشكلات القائمة في المنطقة، موضحا معاليه أن لمصر ثقلا دوليا كبيرا وأن مستقبل التضامن العربي يقوم على أساس مبادئ جديدة تتعامل مع المسارات العالمية المختلفة، وهي النظرة التي ينبغي أن ننظر فيها ونرى فوائدها وإمكانيات ربط مسار التضامن العربي بمسار التضامن والمصالح المشتركة مع دول العالم المختلفة.
وحول أهم المرتكزات للسياسة الخارجية للسلطنة أكد الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية معالي يوسف بن علوي بن عبدالله أن المبادئ هي المبادئ المعروفة وأن قضايا العرب هي قضايانا.
ورؤيتنا هي رؤية العرب ونحن نسعى إلى تحقيق الأمن والسلم والاستقرار، وهذه المبادئ هي في السياسة العمانية، مضيفا معاليه أننا نعتقد أن العالم العربي والدول العربية على مسار واحد وهو مواجهة النمو المكثف للسكان.
وفيما يتعلق برؤية السلطنة في مواجهة خطر الإرهاب والتطرف الذي يهدد ليس فقط العالم العربي وإنما العالم أجمع وضح معاليه أن العنف والتطرف أصبح مسيطرا عليه وما نسمعه ونراه هو بقايا وفي انحسار، ولكن بقايا العنف ستظل في المنطقة لأسباب تتعلق بالنمو الاقتصادي والانفجار السكاني، وبالتالي علينا جميعا أن نبحث عن الوسائل التي تساعد وتهيئ الجيل الشاب الجديد للعمل من أجل التطور وبناء مجتمعات ذات تنوع إيجابي.
كما تحدث معالي الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية عن التعاون الاقتصادي بين السلطنة ومصر، مؤكدا أن التعاون الاقتصادي وتبادل الخبرات بين الجانبين قائم، وسيتم بحث هذه المسائل بين الوزراء المتخصصين سواء كان بين الوزراء المرافقين لفخامة الرئيس المصري أو من الجانب العماني، مشيرا إلى أن اللجنة المشتركة قائمة وسوف تعقد اجتماعاتها بصفة مستمرة، وأنه كلما أتيحت الفرصة للعمانيين سواء كانوا من القطاع الخاص أو المؤسسات الاستثمارية سوف يكونون السباقين للعمل المشترك مع الأشقاء في مصر. وبشأن انعقاد القمة العربية المرتقبة في المملكة العربية السعودية في مارس المقبل والآمال المرجوة من هذه القمة، أكد معاليه أنه لا شك أن الأشقاء في المملكة العربية السعودية يبذلون جهودهم وسوف يقومون بجهد لا شك أنه سيوفر المناخ المناسب والبيئة الطيبة للقاء القادة العرب ومستقبل التضامن العربي المشترك وكيفية التخلص من آثار ما يعرف بالربيع العربي.. معربا معاليه في هذا الصدد أن السلطنة ستكون دائما مساندة على وجه الخصوص لأشقائنا في المملكة العربية السعودية.
كما أن العنف بدأ بالانحسار لكن ماذا بعد العنف؟ وهي المهمة الكبرى التي ستواجه الدول والشعوب العربية من خلال إعادة البناء وإعادة الثقافة، ثقافة الشرق الأوسط التي تستند إلى الثقافة العربية الإسلامية.
وقال معاليه في هذا الصدد: ينبغي التحلي بشيء من الصبر وأن لا نكون في شيء من السرعة، وذلك بهدف القدرة على ضبط المسائل بصورة توافقية بين جميع الدول العربية وأن ما دمر يبنى، ونأمل كذلك أن تكون هذه مسؤولية مشتركة ليس فقط بين الدول العربية وإنما بين سائر دول العالم، لأن ما حصل في هذه المنطقة شيء لم يذكره التاريخ فيما سبق من القرون، وبالتالي ينبغي أن تكون النظرة إلى المستقبل هي النظرة الغالبة.
وفيما يتعلق بالوسائل للتصدي للقرار الأمريكي بخصوص الوضع بشأن القدس أكد معالي يوسف بن علوي بن عبدالله أن هذه التحركات تأتي في إطار القضية الفلسطينية، وهي ليست منفصلة عنها القضية الفلسطينية، وعن قيام الدولة الفلسطينية وقرار الولايات المتحدة قرار أحادي والقدس ما زالت ضمن اتفاقيات أوسلو، وينبغي أن تحل في نهاية المفاوضات وفي نهاية الاتفاق بين إسرائيل وأشقائنا الفلسطينيين، وهي جزء من الدولة الفلسطينية ولا شك في ذلك.