النجاح للجميع.. إلا إذا

مقالات رأي و تحليلات الأحد ٠٤/فبراير/٢٠١٨ ٠٣:٣٧ ص
النجاح للجميع.. إلا إذا

خميس البلوشي

تمر كرة القدم العمانية منذ سنة وأكثر بقليل بمرحلة تصحيح كبيرة بوجود مجلس إدارة منتخب وضعت فيه الجمعية العمومية ثقتها المطلقة ووقفت معه ودعمته من أجل المضي نحو الأمام وتحقيق الأهداف المرسومة، والتي تشمل كافة أركان الكرة العمانية..

وفي هذا العمر الزمني القصير لم يخيب هذا الاتحاد ظن جمعيته العمومية وثقتها الداعمة فسار معها في طريق واحد وأثبت لها وفي وقت قياسي بأنه جدير بهذه الثقة، وأنه على قدر المسؤولية فحقق ما لم نحققه منذ تسع سنوات وهذه المرة بدون (موازنة مليونية لإعداد الفريق للبطولة) كما حدث في السابق واستطاع الأحمر العماني الظفر وبكل جدارة بلقب خليجي23 خارج الديار بفريق جميل من حيث العناصر والأداء والنتائج لتعيش السلطنة بمختلف محافظاتها أياماً مليئة بالفرح والسعادة..

هذا الفوز الخليجي كان خير شاهد على عمل الاتحاد من الجانب الفني والظهور المميز في المحافل الرياضية وهو الجانب الأهم بالنسبة للجماهير التي تريد أن تتابع وتشجع منتخبها، وهو في أحسن حالاته ليحقق لها النتائج الطيبة والمراكز المتقدمة وتضع فيه ثقتها وتذهب لمساندته في أي مكان..
هذا النجاح الكبير للكرة العمانية في عهد المجلس الحالي من حيث النتائج واكبه في الحقيقة نجاح آخر في جوانب إدارية ومالية حيث نجح الاتحاد في التعامل مع تركة المديونية الثقيلة التي ورثها كُرهاً ونجح في الإيفاء بمستحقات أغلب -إن لم يكن- جميع الشركاء في المنظومة من أندية وحكام ولاعبين وشركات..
حريٌ بي القول إن اتحاد الكرة تعامل وبكل هدوء مع قضية المديونية المليونية التي اتضح لاحقاً بأنها أكثر عن المعُلَن واستطاع أن يجدولها بكل احترافية ويقلصها إلى درجة كبيرة جداً..
اتحاد الكرة وعلى لسان أمينه العام في تصريح صحفي تم نشره مؤخراً أشار إلى أنه -الاتحاد- سلم الأندية في الأيام الفائتة ثلاثة أرباع مستحقاتها المالية من المديونية السابقة (الاتحاد السابق) وأنه سدد كامل المستحقات المالية للأندية للموسم الكروي الحالي، وكذلك سدد كامل مستحقات الحكام حتى اللحظة كما وأنه سدد حقوق لاعبي المنتخبات في جميع الفئات والتي كانت متأخرة منذ سنوات بالإضافة إلى تسليم اللجان القانونية بالاتحاد جميع مستحقاتها المالية..
كل ما سبق وبلا شك يمثل نجاحاً كبيراً وواضحاً في العمل الإداري والفني باتحاد الكرة حيث الشواهد حاضرة ولا تقبل الجدال، ولا تحتاج إلى المديح فقد تمت العودة إلى منصات التتويج من جهة وأغلقت الكثير من الملفات من جهة أخرى وتم التعامل في جهة ثالثة مع أمور كثيرة غاية في الصعوبة لا يتسع المجال لذكرها..
بعد كل هذا يقول المنطق: يجب علينا مواصلة دعم عمل الاتحاد لكي يستمر في نجاحاته، ويحقق أهدافه داخل الملعب وخارجه لأننا جميعاً نبحث عن النجاح الذي يسجل بِسْم الوطن وأبنائه، غير أن النجاح ثمنه في بعض الأحيان كبير، فنجد هناك من يريد إفساد هذا التوهج وتعكير صفو هذا المشهد الجميل باختلاق مشاكل وهمية وافتعال مواضيع لا ناتج منها ومحاولة تسجيل مواقف لا ترقى لأي نقاش مع الاستمرار في البكاء على الأطلال التي لم تعد شاهدة على أي نجاح.