7 مواقع في السلطنة تصلح لمحاكاة العيش على المريخ

بلادنا الأحد ٠٤/فبراير/٢٠١٨ ٠٢:١٦ ص
7 مواقع في السلطنة تصلح لمحاكاة العيش على المريخ

مسقط - خالد عرابي

بدأ واحد من أكبر وأهم المشاريع العالمية، وهو مشروع محاكاة العيش على كوكب المريخ «أمادي- 18»، والذي يجريه مركز الفضاء النمساوي بالتعاون مع السلطنة على صحراء مرمول بمحافظة ظفار، وقد جرى تنظيم ندوة حول اختيار السلطنة لهذه المهمة مساء الثلاثاء الفائت بمركز التدريب بالهيئة العامة للطيران المدني، وذلك بحضور نائب رئيس مجلس الدولة، المكرم الشيخ الخطاب بن علي الهنائي، ورئيس اللجنة التوجيهية المشرفة على هذه المهمة، ورئيس مجلس إدارة الجمعية الفلكية العمانية د.صالح الشيذاني، ورئيس منتدى الفضاء النمساوي، جيرونوت جرومر، الذي أجرت معه «الشبيبة» هذه المقابلة ليشرح لنا ما يحدث في هذه المهمة على أرض السلطنة.

في البداية أكد جرومر قائلاً: «لقد جرى اختيار السلطنة بعد عرض العديد من الدول لاستضافة المهمة، وبعد زيارة عشرة مواقع طبيعية مختلفة بها، وقد خضنا أكثر من 3500 كلم في الصحراء، وجدنا أن 7 أماكن بالسلطنة تتشابه في تكوينها مع المريخ، وجرى اختيار ما رأيناه الأنسب والأفضل وهي صحراء مرمول، وإذا قارنا صحراء عمان سنجدها متشابهة تماماً مع المريخ باستثناء لون السماء، كما وجدنا أن الأرض ونوعية المعادن والسمات الطبوغرافية في السلطنة جيدة جداً لعملنا وما نود أن نقوم به من تجارب تمهد للذهاب إلى كوكب المريخ».
وعند سؤاله عن توقعاته لرحلة أول إنسان يمكن أن يصل إلى المريخ أجاب جرومر قائلاً: «نحن نعتقد أن أول رحلة حقيقية لإنسان يمكن أن تصل إلى المريخ خلال 20 إلى 30 سنة، وهذا يعني أن أول إنسان سيهبط على سطح المريخ هو مولود وبيننا بالفعل وهذه مغامرة نقوم بها سوياً، وتجارب المحاكاة هذه نجريها وكأننا على كوكبي الأرض والمريخ، وهناك محطة بنيت وموجودة فعلياً في صحراء مرمول ويجري التواصل خلالها مع الكوكبين، وهناك فريق ضخم موجود على أرض السلطنة يضم الكثير من الباحثين والمهندسين والمختصين الطبيين وفريق التخطيط، وكل ذلك مع دعم من الفريق العلمي في النمسا لتعظيم النتائج العلمية للمهمة». وأشار جرومر قائلاً: «من خلال الرصد وما نقوم به فإن هناك سمات تدل على وجود حياة على سطح كوكب المريخ قبل نحو 3.5 بليون سنة حينما كانت هناك مياه على الكوكب».
أما عن التعاون مع السلطنة في هذا المهمة فقال: «نحن سعداء بهذا التعاون الكبير، ونشعر بوافر الامتنان على هذا الدعم الرائع والمنظم وبطريقة احترافية للغاية وبمعرفة عميقة لم نشهدها في أي مهمة من مهامنا السابقة، والشيء الوحيد هو فرق التوقيت بين عمان والنمسا ما يعني أنهم يبدؤون قبلنا بثلاث ساعات، وقد خططنا لذلك قبل عام من الآن والمكان في مرمول الآن مزدحم بالمراقبين الذين يعملون بصفة يومية وهناك خطة للرحلة وأجرينا بعض البروفات وأحضرنا باحثين من عدة دول من أوروبا، وأحضرنا معنا العديد من الأجهزة وبعض رواد الفضاء وسنقوم بتجارب أخرى للذين سيعملون في أجهزة المحاكاة وسيعملون مع الفريق الميداني، وأجرينا نحو 16 تجربة وسنجري العديد من التجارب في العديد من المواقع، وأجرينا اختبارات للأجهزة التي سنستخدمها في الصحراء ووضعنا أشخاصاً في درجات حرارة منخفضة، كما وضعنا زميلاً لنا من إسبانيا في بدلة الفضاء بدرجة حرارة منخفضة جداً لكي يجرب الوضع على ما هو عليه، ونستكمل هذه التجارب، وسيقضي الطاقم 3 أسابيع تستمر حتى الأول من مارس في عزلة شبه كاملة، وسيخضعون لمراقبة من قبل فريق عمل يتكون من 16 شخصاً من عدة دول منها: فرنسا وألمانيا وبريطانيا والنمسا وإسبانيا وهولندا والبرتغال والسلطنة ممثلة في أسامة البوسعيدي».
وأشار إلى أن طاقم البعثة سيقوم بإجراء 19 تجربة للمحاكاة من جميع الجوانب، من بينها إجراء اختبارات لعجلات المركبة الفضائية والروبوتات لجمع العينات وحركاتها على السطح المشابه وقدرتها على أخذ العينات والمعلومات وإرسالها إلى مركز المعلومات في النمسا.
وبسؤاله عما إذا كانت هناك أسباب أخرى للمهمة قال جرومر: «هناك أسباب مختلفة أولها «العلم»، فهنالك فريق دعم علمي يعمل عن بعد ويدعم الفريق في أنحاء أوروبا كافة، ونجري التجارب بشأن البحث عن الحياة على المريخ ونحن لا نعرف كيف هو الحال هناك، ولكن سيعرف من يذهب إلى هناك. ونجري تحليلاً للبيانات الميدانية وسنقوم بتحليلها في الأشهر المقبلة، وتأتينا ملاحظات من فريق الدعم العلمي لنتأكد من أن المعلومات تأتي في الوقت المناسب ويجري العمل بها، وهذا عمل دولي وهناك الكثير من التجارب الجارية حالياً والسابقة وحتى اللاحقة وتتراوح من الجيولوجيا إلى العلوم الفلكية والعوامل البشرية، وهناك مشاركة معنا من هيئة الفضاء الإيطالية في روما. فالمهمة كبيرة ولها إمكانية كبيرة للنجاح وتنبع من العلم والتكنولوجيا والتعليم، وهذه واحدة من الفوائد الكبيرة للبعثة وهي بناء القدرات والوحي والإلهام لمجتمع الفضاء العماني».