أجواء متقلبة في أسواق الأسهم الخليجية

مؤشر الأربعاء ٠٢/مارس/٢٠١٦ ٢٢:٠٥ م

المنامة -
أكد تقرير جديد حول استراتيجية الاستثمار في الأسهم الخليجية أصدرته شركة الأوراق المالية والاستثمار سيكو ومقرها البحرين أن أسواق الأسهم الخليجية استهلت العام 2016 بأجواء متقلبة، مع تراجع مؤشر ستاندرد آند بورز لدول مجلس التعاون الخليجي بنسبة 10.8 % منذ بداية العام حتى تاريخ التقرير (21 فبراير 2016). حيت سجلت هذه الأسواق تراجعات متفاوتة خلال التعاملات فتراجع مؤشر المملكة العربية السعودية بنسبة -14.9 %، والكويت بنسبة -8.4 %، وقطر بنسبة -4.4 %. وجاءت هذه التراجعات كمحصلة لعمليات البيع التي شهدتها أسواق الأسهم والتي جاءت نتيجة لحالة عدم اليقين فيما يتعلق باستقرار أسعار النفط الخام، ورفع الدعم الحكومي عن المواد الخام في المملكة العربية السعودية والذي أدى إلى ارتفاع تكاليف الإنتاج في شركات البتروكيماويات؛ بالإضافة إلى المغالاة في القيم السوقية، واشتداد حدة التوترات الجيوسياسية في أجزاء من منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. ولكن وفقًا لما ورد في التقرير، فقد أدى التصحيح في الأسواق إلى ارتفاع العوائد، وإيجاد قيمة أكبر لأسهم شركات معينة بفعل العوائد المجزية على المدى الطويل. وقد حددت سيكو أسهم 14 شركة تمتاز بإمكانيات جيدة لنمو الأرباح على الرغم من التغيرات التي تؤثر على الاقتصاد الكلي، وقدرتها على تحقيق وتوزيع عوائد نقدية. ويحتوي التقرير على دراسة تحليلية مفصلة لهذه الشركات العاملة في قطاعات النقل والمواصلات، والمصارف، والعقار، والرعاية الصحية، والبتروكيماويات، والاتصالات، والسلع الاستهلاكية.

انسحاب المستثمرين الأجانب

إلى جانب ذلك، يشير تقرير سيكو أيضًا إلى انسحاب المستثمرين الأجانب من معظم أسواق الأسهم في دول مجلس التعاون الخليجي باستثناء سوق أبوظبي، ويعود السبب الرئيسي في ذلك إلى إدراج سهم مجموعة الإمارات للاتصالات «اتصالات» في مؤشر مورغان ستانلي كابيتال إنترناشونال للأسواق الناشئة في نوفمبر 2015. وكانت تدفقات الاستثمارات الأجنبية الصافية الواردة إلى سوق أبوظبي للأوراق المالية الأعلى مقارنةً بأسواق دول مجلس التعاون الخليجي الأخرى، حيث ارتفعت إلى 1.58 بليون دولار أمريكي من 0.97 بليون دولار أمريكي في العام 2014. وأدى الشعور السلبي السائد في الأسواق واستمرار انخفاض أسعار النفط الخام إلى ابتعاد المستثمرين الأجانب عن السوق المالية السعودية (تداول)، وذلك على الرغم من فتح سوق تداول في يونيو 2015 أمام مؤسسات الاستثمار الأجنبية المؤهلة.

تباطؤ نشاط الإصدارات الأولية

من جهة أخرى، شهد العام 2015 تباطؤ نشاط الإصدارات الأولية للاكتتاب، حيث تم إدراج خمس شركات فقط، مقارنةً بما مجموعه 14 شركة في السنة السابقة؛ وانخفض متوسط فائض الاكتتاب إلى 10.6 ضعف من 18.5 ضعف في السنة السابقة. وكانت سوق تداول السعودية الأكثر نشاطًا حيث شهد السوق أربعة إصدارات أولية للاكتتاب العام (مقارنةً بستة إصدارات في العام 2014)؛ بينما لم تشهد الإمارات أية إصدارات، مقارنةً بأربعة إصدارات في السنة السابقة.

استمرار انخفاض أسعار النفط

وتتوقع سيكو استمرار انخفاض أسعار النفط الخام في 2016، بعد تراجعها بنسبة 48 % في العام 2014، وبنسبة 35 % في العام 2015، و14 % منذ بداية العام حتى تاريخ التقرير (21 فبراير 2016)، متأثرةً بفائض العرض النفطي وغياب الإجماع بين الدول الأعضاء في منظمة أوبك على خفض الإنتاج. لذلك فإن سيكو تتوقع بلوغ أسعار النفط 35 دولارا في الربع الأول، و40 دولارا للربع الثاني والثالث، و45 دولارا أمريكيا للبرميل في الربع الرابع، مستفيدةً من نمو حجم الطلب (1.2 مليون برميل في اليوم في العام 2016، مقارنةً بما مجموعه 1.6 مليون برميل في اليوم في العام 2015)، ومن شأن ذلك أن يؤدي إلى تقليص فائض العرض النفطي الحالي وتحقيق التوازن في الأسواق بحلول العام 2017.

استمرار تراجع هذه الأسواق

ووفقًا لما أورده مدير دائرة البحوث الاستثمارية نيشيت لاكهوتيا: «على الرغم من تأثر أسواق الأسهم في المنطقة بعمليات بيع مكثفة إلا أنه ما زال هناك احتمال لاستمرار تراجع هذه الأسواق. وفي إطار المنهجية التي نعتمدها في انتقاء الأسهم في هذا المناخ الصعب، فإننا نوصي بشراء أسهم الشركات التي تتمتع بنمو أرباح واضح وقدرة عالية على تحقيق التدفقات النقدية على الرغم من عوامل الاقتصاد الكلي المتغيرة. وتشمل قائمة توصياتنا 14 شركة إماراتية وسعودية وكويتية من المتوقع أن تحقق عوائد إجمالية من أرباحها الموزعة وارتفاع في أسعار أسهمها على مدى السنة المقبلة تقدر بما يتراوح بين 24 % و53 %، كما أن معظم الشركات التي اخترناها توزع عوائد جارية قوية ومستدامة تزيد عن 6 %، وقد شكل هذا عاملاً مهما وحاسمًا في توصياتنا».

منهجية تحليل العناصر الجزئية

التقرير الجديد الذي أصدرته شركة الأوراق المالية والاستثمار سيكو ومقرها البحرين حول استراتيجية الاستثمار في الأسهم الخليجية اعتمد التقرير على منهجية تحليل العناصر الجزئية للاقتصاد بدلاً من التركيز على عوامل الاقتصاد الكلي في تحليل الأسهم في أسواق دول مجلس التعاون الخليجي. حيث تشهد دول الخليج اليوم ظروفا صعبة بسبب انخفاض أسعار النفط، تتطلب من حكومات دول مجلس التعاون الخليجي اتخاذ التدابير المناسبة لتنفيذ حزمة من الإصلاحات الاقتصادية. ويتناول التقرير تحليل التأثير المباشر لهذه التدابير على أرباح الشركات في القطاعات المختلفة، مع التركيز على الشركات التي تأثرت بشكل كبير بموجة التصحيح التي ضربت الأسواق، والتي تتداول أسهمها حاليا بأسعار جذابة.

توسع على المستويين

الإقليمي والدولي

تُعد شركة الأوراق المالية والاستثمار (سيكو) وهي شركة مرخصة من قبل مصرف البحرين المركزي كبنك جملة تقليدي وتتخذ من مملكة البحرين مقراً لها والآخذة بالتوسع على المستويين الإقليمي والدولي، من أهم بنوك الجملة في منطقة مجلس التعاون الخليجي. وتقدم الشركة مجموعة منتقاة من الخدمات المصرفية الاستثمارية التي تشمل الوساطة وصناعة السوق وخدمات الخزينة وإدارة الأصول وتمويل المؤسسات وحفظ الأوراق المالية وإدارة الصناديق الاستثمارية التي تستند إلى الأبحاث الاستثمارية ذات القيمة المضافة.
بدأت سيكو مزاولة أعمالها عام 1995 وتم إدراج أسهمها في سوق البحرين للأوراق المالية في العام 2003 كشركة مُقفلة. ولسيكو شركتين تابعتين ومملوكتين لها بالكامل, هي شركة سيكو لخدمات الصناديق الاستثمارية التي تُعد شركة متخصصة في أعمال حفظ الأوراق المالية وخدمات إدارة الصناديق الاستثمارية على المستوى الإقليمي.