خاص - ش
يُوصف مرض السكري بأنه الطاعون الحديث والسبب الشنيع للوفاة في وقت مبكر. ولكن في كثير من الحالات، يمكن تخفيف مرض السكري، بل والانتصار عليه، من خلال التغيير في النظام الغذائي. حيث أثبتت الدراسات أنه عن طريق التحول إلى اتباع نظام غذائي صحي، يمكنك البدء في تحسين صحتك في غضون ساعات.
هناك نوعان من مرض السكري، وكلاهما يتميز بمستويات مرتفعة ومزمنة من السكر في الدم. ويحدث النوع الأول إذا توقف البنكرياس عن إنتاج الإنسولين (الهرمون الذي يحافظ على نسبة السكر في دمك)، والنوع 2 إذا أصبح جسمك مقاوما لتأثيرات الأنسولين.
والنوع الثاني، وهو الشكل الأكثر شيوعا من مرض السكري، يرجع في المقام الأول إلى تراكم الدهون حول خلايا العضلات والكبد، و90 في المئة من الناس الذين يصابون به يعانون من زيادة الوزن.
وعلى الرغم من أنه يمكن السيطرة على كل أنواع السكري من خلال الأدوية، فإنه لا يزال يعد هذا المرض مسئولا عن الوفاة المبكرة للكثير من المرضى حول العالم. كما أنه يمكن أن يؤدي في النهاية إلى العمى والفشل الكلوي والنوبات القلبية والسكتة الدماغية.
وتظهر إحصاءات المملكة المتحدة أن الأشخاص المصابين بمرض السكري هم أكثر عرضة للوفاة في وقت مبكر من أقرانهم بنسبة 37.5 في المائة، مما يعني أن أكثر من 20 ألف شخص مصابين بمرض السكري يموتون في سن صغيرة كل عام. ولكن حتى لو كنت مصابا بمرض السكري، وجميع المضاعفات المرتبطة به، فلا يزال هناك أمل.
فقد أشارت دراسة بريطانية حديثة إلى أن اتباع نظام غذائي قائم على النباتات أو الخضروات يمكن أن يساهم في التخفيف من أعراض السكري من النمط الثاني. وتظهر الدراسات أن التغيرات الغذائية يمكن أن تمكن المصابين بمرض السكري من النوع 2 من التوقف عن تعاطي إبر الإنسولين يوميا.
وأشارت الدراسات إلى أنه يمكنك أن تأكل أساسا بقدر ما تريد دون الحاجة إلى القلق حول عدد السعرات الحرارية، وذلك لأن معظم الأطعمة النباتية تتضمن عناصر غذائية كثيفة للغاية ومنخفضة في السعرات الحرارية. هذا إلى جانب دورها في فقدان الوزن الزائد، وهناك بوضوح فوائد وقائية أخرى للنظام الغذائي القائم على النبات.
وفي الواقع، وجدت دراسة حديثة أن عشرات الآلاف من البالغين في الولايات المتحدة وكندا ممن يعتمدون بشكل أساسي على المنتجات الحيوانية في طعامهم، بما في ذلك الأسماك ومنتجات الألبان والبيض، يتعرضون بنسبة 78 في المئة لخطر الإصابة بمرض السكري. حيث أن أحد الأسباب الرئيسية للإصابة بالمرض هي الدهون الحيوانية، أما الدهون النباتية فهي أفضل بكثير للجسم وأقل ضررا من الدهون الحيوانية.
ذلك أن الدهون الحيوانية المشبعة تسبب أضرارا بالغة بالخلايا العضلية وتراكم المواد السامة بها.
ووجدت الدراسة أيضا أن إضافة نوعين مختلفين من الفاكهة والخضراوات في الأسبوع، على سبيل المثال، قد ارتبط بانخفاض بنسبة 8 في المائة في الإصابة بداء السكري من النمط الثاني.
وخلصت هذه الدراسة إلى أن النباتيين أقل عرضة للإصابة بالسكري، ودعت لخفض معدلات استهلاك اللحوم والدهون بشكل عام.