النسيم - سعيد الهنداسي
تعدّ حِرفة النسيج من الحِرف الأصيلة التي تزاولها النساء ومنهن الوالدة شيخة القرينية التي تعرض منسوجاتها اليدوية في متنزه النسيم.. هناك جذبنا حضورها الجميل وطلبنا منها أن تروي لنا قصة نصف قرن قضتها مع النسيج.
حديث البدايات
تبدأ الوالدة شيخة القرينية حديثها عن بداياتها مع النسيج ودور الأسرة في تشجيعها فتقول: حِرفة النسيج ورثناها من الآباء عن الأجداد وكانت بدايتي متواضعة فيها من خلال وجودي بالقرب من أسرتي ومحاولات تقليد ما يقومون به إلا أنني وجدت نفسي محبة لها ومع مرور الوقت استطعت أن أتميّز فيها. وعن مشاركاتها في المهرجان هذا العام في متنزه النسيم تضيف القرينية: جاءت المشاركة بدعوة من المنظمين لمهرجان مسقط لتقديم بعض المشغولات اليدوية لحِرفة النسيج، وبدأنا منذ اليوم الأول تقديم مجموعة من الأعمال التي تم إنتاجها في السابق كما نقوم بعمل بعض المشغولات اليدوية للحضور لمشاهدتها على أرض الواقع.
تقبل الجمهور
وعن مدى تقبل الجمهور الزائر لمهرجان مسقط في متنزه النسيم للأعمال الحِرفية التي تقدّمها؟ تقول الوالدة شيخة: هناك إقبال كبير جدا خاصة من الزوار العرب والأجانب الذين يسألون عن بعض التفاصيل الخاصة بهذه المهنة الأصيلة وأُخبرهم بدوري بالمعلومات المتعلقة بالنسيج وطريقة تشكيله وكيف تتم وغيرها من الأسئلة التي تدور في ذهن السائل في تلك اللحظة، وهذا الإقبال يُسعدني كثيرا وأشعر بتقبل الآخرين واشتياقهم لمعرفة ماذا نقدّم وكيف نعمل.
مشغولات متنوّعة
وتذكر لنا الوالدة شيخة القرينية عن تلك النماذج فتقول: هناك مجموعة كبيرة من المشغولات اليدوية التي نقوم بعملها من النسيج مثل الإكسسوارات الخاصة بالمرأة من حقائب وساعات وأخرى تتعلق بالإبل وتزيينه من لوازم متعلقة فيه من (خروج، محكوه، الخطام، محوي) وغيرها من الإكسسوارات. وعن حكايتها مع النسيج والسنوات التي قضتها تواصل القرينية سردها فتقول: بدأت حكايتي مع النسيج وأنا في سن 12 وإلى الآن ولن أبالغ إذا قلت إنها لأكثر من 50 عاما -أي نصف قرن- وأنا أعمل بهذه الحرفة الأصيلة، ويبقى وجودنا في المهرجان إضافة لنا من خلال تعريف الآخرين بهذه الحِرفة وإتاحة بيعها مما يعود بالفائدة علينا جميعا.
مشاركات مجتمعية
وحول مشاركاتها في المجتمع المحيط بها تؤكد القرينية على أهمية مثل هكذا مشاركات فتقول: هناك مجموعة من المشاركات التي أحضر فيها على سبيل المثال في جمعيات المرأة العُمانية والمدارس والجامعات حيث أشرح لهم عن حِرفة النسيج وكيفية إنتاج بعض المشغولات، وما لمسته هناك هو تقبل بناتنا ولكنهن بحاجة فقط إلى تشجيع لممارسة مهن تقليدية ومع مرور الوقت أنا على يقين بأنهن سيبدعن فيها، وما نتمنّاه هو الاستمرارية وألا تندثر مثل هذه المهن التقليدية التراثية والتي تحمل صبغة عُمانية خالصة.
وتُنهي الوالدة شيخة القرينية حديثها معنا بتوجيه رسالة للبنات اللواتي يجهلن هذه الحِرفة فتقول لهن: أتمنى أن يجرّبن العمل من باب المعرفة بالشيء أولا وأنا على يقين أنهن سيقبلن على تعلمها لما لها من فائدة كبيرة، وبإمكانهن استخدام العديد من منتوجات النسيج وتطويرها بطريقة تتقبلها النساء في مختلف الأعمار فهناك السعفيات الجميلة وكذلك يستطعن تزيين بعض لوازمها مثل المناديس وغيرها وتضع المرأة عليها لمساتها الفنية الخاصة.