الخليجيون يؤمون المهرجان ويشيدون بالفعاليات

بلادنا الأربعاء ٣١/يناير/٢٠١٨ ٠٤:٣٥ ص
الخليجيون يؤمون المهرجان ويشيدون بالفعاليات

العامرات - عبدالله بن خلفان الرحبي

يتمتع مهرجان مسقط بثراء ثقافي سياحي ذاع صيته في الوطن الخليجي والعربي؛ الأمر الذي شجّع العديد لشد الرحال إليه للاستمتاع بفعالياته عن قرب خاصة أن المهرجان يحمل طابعا ثقافيا وفكريا وتراثيا فريدا، كما اتسم المهرجان بتعدد فئات زواره وكانت لمواطني مجلس التعاون السمة البارزة حيث شكّلوا علامة فارقة في الحضور، فمنهم من أتى خصيصا لزيارة المهرجان ومنهم من استغل مهمات العمل ليستقطع جزءا من وقته للتجوّل في أروقة الفعاليات.

لاستطلاع آراء الزوّار الخليجيين التقينا بالأخوين مطلق وشاكر نصار اللذين أتيا من دولة الكويت الشقيقة. يقول مطلق نصار وهو إعلامي كويتي: تعدّ هذه الزيارة الأولى لي لمهرجان مسقط فأنا من متابعيه عبر وسائل الإعلام المختلفة، ونحن في الكويت من المعجبين بالفنون العُمانية وبالتراث العُماني الذي يفوح منه عبق الماضي، كما أن التراث العُماني الجاذب لأي زائر يعطي انطباعا كبيرا بأن عُمان تظل بلد التاريخ والحضارة. أما المواطن البحريني صلاح حمد الشاعر الذي كان يتجوّل بالقرية البدوية فيقول: جئت لمتنزه العامرات لمشاهدة فعاليات مهرجان مسقط الرائع فأنا موجود بالسلطنة لمشاركتي في بطولة رياضية وقد أتى معي بعض الزملاء للقيام بجولة قصيرة لمسقط العامرة، ففضلنا التوجه إلى المهرجان لأننا من محبي التراث وعُمان من الدول التي تعطي هذا التراث جلّ الاهتمام وتفعّله في كثير من المناسبات.
ويضيف: أثلجت صدورنا روعة الاستقبال والترحيب وكأنك ما زلت في موطنك الأصلي وهذا ليس بغريب عن أهل عُمان، وبطبيعة الحال فإن المهرجان يحمل رسالة مهمة لإيصال الثقافة والفكر والسياحة لجميع الدول وأيضا هو رئة أخرى يتنفس بها الزائر لثقافة عُمان ويستمتع من خلالها بروعة الفعاليات المتعددة.
عبدالله الرويعي أيضا قادم من البحرين يقول: أُعجبنا بروعة ودقة التنظيم ويبدو واضحا أنه قد تم الإعداد له بحرفية كبيرة؛ فكل زاوية من زوايا المهرجان شملها التنظيم والتوزيع المتناسب فهناك سوق الحِرفيين وأيضا تتعدد البيئيات، وفي كل بيئة حرفيون ما يزالوا يمارسون حِرفتهم بطريقة حية أمام مرأى الجميع وبعفوية مطلقة.
ويضيف الرويعي: أيضا استمتعنا بأجمل الأكلات العُمانية حينما مررنا أمام المطبخ العُماني وإن كان هناك تقارب بين بعض الأكلات البحرينية إلا أن النكهة العُمانية لها ما يميّزها، بعدها انتقلنا لأخذ استراحة بسيطة بالمجلس المصغر بالقرية البدوية التي تحاكي نمط الحياة بالبادية.
ووصف سعيد بن أحمد النقبي، من إمارة الشارقة بدولة الإمارات العربية المتحدة، المهرجان بأنه متنوّع تناسب فعالياته كل الأعمار وتنسجم مع ذائقة جميع الزوار.
يقول: خلال تجوالي بين أروقة الفعاليات لاحظت إقبالا كبيرة عليه فمعظم الأماكن مزدحمة مثل ركن المطبخ العُماني حيث تنتظر وقتا حتى تأخذ ما تطلبه، وكذلك الحال في المعرض الاستهلاكي وغيره من الأركان التي تلاقي إقبالا كبيرا وتعطيك مؤشرا قويا على نجاح المهرجان وعلى أنه يُلبي رغبات الجميع.
وفي المعرض الاستهلاكي التقينا بالأخوين سلطان الشمري ومحمد الشمري وتحدّثا عن دقة التنظيم وجمال توزع الفعاليات وعن الإقبال الكبير خاصة يوم الجمعة.
ويقولا: من أكثر الأركان التي استمتعنا بها السوق الحِرفي والقرية التراثية التي تمثّل مكانا مهما وقبلة للمرتادين ولأنه مكان يختزل الماضي العريق للسلطنة في قرية مصغرة تجد واقع الإنسان العُماني الذي اعتمد على نفسه في العمل بالمهن المختلفة لكسب قوت يومه وما يزال العُماني يمارس تلك الحِرفة مهما تقدم به العمر، واللافت للنظر أن الجيل الحالي تعلّم تلك المهنة ويزاولها مع أبيه أو مع من هو أكبر منه.
ويختما: في الحقيقة المهرجان مكتمل العناصر ونشكر تلك الجهود القائمة على إقامته فقلما تجد مثله في الوطن العربي.