«رعاية الطفولة»يحتفي بإنجازاته

مسقط -
احتفل أطفال مركز رعاية الطفولة التابع لوزارة التنمية الاجتماعية مساء أمس الأول الاثنين بمنظومة البرامج والأنشطة التي نفذت لهم طوال العام 2017 الفائت، وذلك من خلال إقامة معرض في مقر المركز بالخوض، جسد مختلف الجهود التي بذلها العاملون في مركز رعاية الطفولة بالتعاون مع مختلف المؤسسات الحكومية والخاصة والتطوعية لتنمية مهارات وقدرات وملكات هؤلاء الأطفال في مختلف المجالات الدينية والثقافية والرياضية والاجتماعية.

رعى الحفل الذي أقيم بمقر المركز بالخوض وزير التنمية الاجتماعية معالي الشيخ محمد بن سعيّد الكلباني بحضور لفيف من المسؤولين والموظفين العاملين في الوزارة والجهات الأخرى الحكومية والخاصة، حيث استهل راعي الحفل والحضور المنـــــــاسبة بالتجول في المعرض الذي يعد نتاج مختلف الأعمال والبرامج التي نفذها أطفال المركز في العام 2017.
وأكد راعي الحفل وزير التنمية الاجتماعية بأن هذا الاحتفال السنوي الذي جرت العادة على تنظيمه من قبل المنتمين لمركز رعاية الطفولة هو بمثابة تجسيد لمختلف الجهود المبذولة تجاه الأطفال والشباب المنتمين لهذا المركز في مجال الرسم والتصوير الضوئي، ومشاركاتهم في مختلف الأنشطة الرياضية والثقافية والحرفية على المستوى المحلي والخارجي، ومجمل هذه الجهود تعبير عن الجهود الكبيرة التي توليها إدارة المركز وجميع العاملين فيه لرعــاية الأطفال، والشكر موصول لهم لكافة العاملين وجميع الجهات المتعاونة في تنفيذ برامج المسؤولية الاجتماعية إزاء مركز رعاية الطفولـــــة كمؤسسة سعود بهوان للأعمال الخيرية.

الرعاية الكاملة

وفي الحفل الذي أقيم على هامش المعرض أكد مدير مركز رعاية الطفولة سليمان بن حميد الجهضمي في الكلمة التي ألقاها على أن السلطنة تولي اهتماماً بالغاً بالطفل والأسرة بما يضمن الرعاية الكاملة والفضلى لهم، حيث سنت القوانين وأطرت اللوائح التشريعية التي تنظم العمل لأجل رعايتهم وتهيئة البيئة المناسبة ليكونوا جيلاً صالحاً يساهم في بناء الوطن العزيز، وإن مركز رعاية الطفولة يعد إحدى لبنات النهضة المباركة الذي يعمل على تنشئة الأطفال التنشئة السليمة في جميع مناحي الحياة، وهناك نهج يتبعه العاملون في هذا المركز في التطوير والإصلاح والتنمية الفكرية، وإن النتائج والمعطيات الإيجابية تشير إلى ذاتها من خلال المخرجات التي يبرزها المعرض المصاحب، كما ننتهز الفرصة للإشارة إلى بعض الثمار التي حققها أطفال المركز خلال العام 2017 الفائت، ففي الجانب التعليمي يبذل الأطفال جهداً في الدراسة والتحصيل، ونجم عن ذلك إلحاق 8 منهم في مؤسسات التعليم العالي، كما ألحق عدد منهم للتدريب على رأس العمل بالتنسيق مع المعاهد التدريبية المتخصصة في هذا المجال، وفي جانب الإبداع الفني توّجت جماعة صوّارة التابعة للمركز بالمركز الأول على مستوى السلطنة في المسابقة التي نفذتها اللجنة الوطنية للشباب، كما حصل عدد من الأطفال على جوائز ذهبية وبرونزية في مجالات الرسم وسباق الدراجات ورمي الرمح، ومن الإنجازات التي تحققت للشباب بالتنسيق مع الجهات المعنية بناء وحدات سكنية حديثة لهم بما يحقق الاستقرار النفسي وتهيئتهم لتكوين أسر حاضنة وقد تم تسليم عدد 9 وحدات سكنية مؤخراً.

برامج تدريبية

وأشار الجهضمي في كلمته إلى أن تدريب الموظفين له أهمية كبيرة في تحسين أدائهم للعمل وتوسيع مداركهم للتطورات المتسارعة في المجالات التي يشغلونها، وانطلاقا من مبدأ التحسين والتجويد فقد أولى المركز جانب التدريب أهمية عند رسم الخطط السنوية لأنشطته، لذا فقد تم تنفيذ برامج تدريبية ومحاضرات توعوية في مختلف المجالات للأمهات والخالات من أهمها كيفية التعامل مع الأطفال والمراهقين حيث بلغ عدد المحاضرات والدورات التدريبية خلال العام الفائت 40 محاضرة ودورة تدريبية، واختتم الجهضمي كلمته بعبارات الشكر والتقدير لشركة شل نظير دعمها مشروع تجديد مكتبة المركز فظهرت بمظهر حديث يشجع الأطفال على القراءة والاطلاع، وبنك الإسكان العماني الذي ساهم في إنجاح هذا الحفل.
كما شهد الحفل تقديم أطفال المركز فن العازي، وتكريم راعي الحفل للأطفال والعاملين في مركز رعاية الطفولة نظير جهودهم، وتكريم مختلف الجهات المتعاونة والداعمة للمركز.
وبمناسبة هذا الاحتفال قال رئيس قسم الرعاية الصحية بمركز رعاية الطفولة صلاح بن مصبح الديهني إن فكرة هذا المعرض جاءت لأجل إبراز الجهود والأعمال التي بذلت خلال العام 2017، فيما قالت الأخصائية الاجتماعية الأولى بالمركز ماجدة أنور شلبي إن هذا الاحتفال يعد حصيلة مختلف البرامج والأنشطة التي أقيمت على مدى عام كامل على مستوى جميع أطفال المركز الذين قسموا على فئات عمرية مختلفة بحيث أقيمت لكل فئة أنشطة تناسبها، ويكون هذا الاحتفال فرصة لإبراز تلك الأنشطة وهي أنشطة متنوعة ما بين رياضية وثقافية وأعمال وحرف يدوية، وذلك بهدف إبراز قدرات وإمكانيات هؤلاء الأطفال بطريقة تجعلهم فرصة لاكتساب السلوكيات والعادات الإيجابية، كما يعد هذا المعرض فرصة للقاء جميع المنتمين لوزارة التنمية الاجتماعية.

شهر ونصف

وتحدث الطفل علي بن سليم العلوي البالغ من العمر 12 عاما عن مشروعه الذي يشرح كيفية أداء مناسك الحج والعمرة، ويستهل بالشرح لمرتادي المعرض هذه النسك كالخروج من البيت أو الوطن بنية الحج، والذهاب إلى الميقات، والطواف حول الكعبة 7 أشواط، والصلاة خلف مقام إبراهيم، والسعي بين الصفا والمروة، والذهاب إلى مقر المخيم، ويضيف في حديثه أن هذا المشروع الذي استغرق إنجازه قرابة شهر ونصف تتجلى فكرته في غرس المعلومات الصحيحة في أذهان أطفال المركز ليكونوا على وعي وإدراك عند ذهابهم لأداء مناسك الحج والعمرة.
أما الطفلة هديل بنت حمود العامرية فقد عرضت في أحد أركان المعرض لوحة تشرح الأعمال التي تجلب حب الله لعبادة كالمواظبة على إقامة الصلاة في أوقاتها. كما يتضمن هذا الركن العديد من الأجهزة كالمصحف القارئ وبرامج الأجهزة الحديثة المعينة على حفظ القرآن وسرد قصص الأنبياء والأجهزة المعينة على إجراء المسابقات الدينية والثقافية، ومختلف هذه الأجهزة يتم الاستعانة بها في عمل الدورات وحلقات العمل النافعة لأطفال المركز.
الطفل عزيز بن أحمد الحكماني يبلغ من العمر 13 عاماً ذكر بأن اسم مجموعتهم «نقطة تحول» حيث يعرض الركن الذي يشرف عليه تلخيص مختلف المحاضرات التي حضرها أطفال المركز في المجالات الدينية والثقافية والرياضية والاجتماعية، وقد عملت هذه المحاضرات على تحقيق الفائدة والأهداف المرجوة من عملها كزرع القيم والأفكار الإيجابية كاحترام المواعيد وأداء وضوء الصلاة بطريقة صحيحة واكتساب الإيجابيات وتجنب الأفكار الخاطئة أو السلبية.
الطفل المعتصم بن يونس الرقادي يشرف على ركن الأعمال الخشبية والمعدنية، حيث تبرز في ركنه العديد من الأعمال التي أنتجها في هذا المجال كالطاولات والكراسي الخشبية والأعمال التراثية بأحجام وأشكال مختلفة، وعبر المعتصم عن ميوله لهذا المجال ويأمل بفتح مشروع يحقق فيه آماله وطموحاته.