إغلاق أكبر مواقع الطمر التقليـدي فـي السلطنـة

بلادنا الأربعاء ٣١/يناير/٢٠١٨ ٠٣:٣٠ ص
إغلاق أكبر مواقع الطمر التقليـدي فـي السلطنـة

خاص - ش
أنهت الشركة العُمانية القابضة لخدمات البيئة «بيئة» أعمال وإجراءات إغلاق واحد من أكبر مواقع طمر النفايات التقليدي في السلطنة بمساحة مليون متر مربع والذي يقع في محافظة البريمي. وجاء إغلاقه لأسباب يتمثل أبرزها في الممارسات غير السليمة، إذ يجري رمي النفايات في مطامر تقليدية مفتوحة تسبب اندلاع حرائق مستمرة وقد تضر بالبيئة وتؤثر على صحة الإنسان ولذلك، فإن من أهم أولويات الشركة الحد من هذا الضرر. ويتضمن الحد من الضرر إنشاء البنية الأساسية المطلوبة لعمليات التخلص من النفايات الصلبة مثل المرادم الهندسية الحديثة والمحطات التحويلية فضلاً عن البنية الأساسية المطلوبة للنفايات الخطرة والنفايات الصحية. وبدأت الشركة أعمال إغلاق مردم البريمي التقليدي في بداية يوليو 2017 بالتعاون مع وزارة البلديات الإقليمية وموارد المياه كخطوة نحو تحقيق إستراتيجيتها للتقليل من المخاطر البيئية الناجمة عن الممارسات السابقة.

موقع الطمر التقليدي بالبريمي

بلغت مساحة موقع الطمر التقليدي بالبريمي حوالي مليون متر مربع. واستُخدمت هذه المساحة خلال العقدين المنصرمين في أعمال الطمر التقليدي مما تسبب في مخاطر صحية وأضرار جسيمة بالبيئة. وأوضح مدير دائرة الرقابة الصحية والصرف الصحي بالمديرية العامة للبلديات الإقليمية وموارد المياه بمحافظة البريمي ومدير بلدية ولاية محضة سابقاً الشيخ ناصر بن راشد الزيدي أن مردم البريمي التقليدي يقع في سيح القطار.
وقال مدير إعادة تأهيل المرادم التقليدية بشركة «بيئة» د.سعيد الطوقي: «إن إغلاق موقع الطمر التقليدي في البريمي يأتي على ثلاث مراحل رئيسية تتمثل في احتواء كمية النفايات داخل الموقع والتركيز على التقليل من المساحات التي تغطيها ثم نقلها إلى مساحات أصغر، وبعد ذلك تسويتها وضغطها وتغطيتها بطبقة سميكة من التربة». وأردف قائلاً: «تندرج تحت عملية التقييم البيئي التي تقوم بها شركة «بيئة» عدة عوامل تشمل إغلاق المواقع القريبة جدًا من الأماكن السكنية وذلك لتأثيرها المباشر على القاطنين في تلك المناطق».
كما قال مدير بلدية البريمي م.مروان بن عبدالله الفارسي: «إن قيام شركة «بيئة» بإعادة تأهيل موقع طمر النفايات التقليدي بالبريمي واستبدالــه بمردم هندسي حديث قلل من معاناة البلديات في المحافظة، وأزاح عبئًا كبيرًا كان على عاتقها لسنوات طويلة، فقد عانينا من تكدس النفايات وكثرة المخالفات بالإضافة إلى انزعاج الأهالي من الروائح والغازات الصادرة من الموقع».
وعلّق المدير العام للخدمات الصحية في محافظة البريمي سيف بن حمد بن راشد المقبالي بالقول: «يوجد فرق إيجابي بين وضع التخلص من النفايات الحالي والوضع سابقًا. ويعد مردم البريمي الهندسي نقلة نوعية في المحافظة، إذ سيضمن بيئة أكثر أمانًا من ناحية انعدام الحرائق العشوائية والروائح المزعجة للأهالي وانتشار الحشرات والقوارض».

إغلاق 200 موقع طمر نفايات

إن واحدًا من أهم استراتيجيات الشركة العُمانية القابضة لخدمات البيئة «بيئة» تأسيس بنية أساسية تتناسب مع نقل القطاع، وتتمثل البنية الأساسية في المرادم الهندسية والمحطات التحويلية.
جدير بالذكر أن المرادم الهندسية التي أنشأتها الشركة صممت حسب أفضل المواصفات والمعايير العالمية التي تهدف إلى حماية البيئة المحيطة. ويحتوي المردم الهندسي على طبقات عازلة يبطن بها قاع الخلية وذلك لمنع تسرب العصارة السائلة الناتجة من النفايات إلى المياه الجوفية. كما يجري إنشاء نظام تجميع ومعالجة هذه العصارة ومن ثم استخدام المياه المعالجة لأغراض الري. أما بالنسبة للتحكم بالغازات والروائح المنبعثة من النفايات فإن الشركة المشغلة للمردم تقوم بتغطية النفايات بطبقة من التربة بشكل يومي. وبعد امتلاء خلية المردم الهندسي يتم تجميع الغازات الناتجة من تحلل النفايات العضوية بالمردم الهندسي عن طريق شبكة من الأنابيب مصممة خصيصًا لهذا الغرض، ومن أهم هذه الغازات غاز الميثان القابل للاشتعال والذي يعدّ مصدرًا للطاقة ويشكل نسبة 50-60 % من مجموع الغازات الناتجة. أما عن السعة الاستيعابية للمرادم الهندسية الجديدة التي أنشأتها شركة «بيئة»، فتختلف في كل محافظة باختلاف عدة عوامل أهمها المساحة السطحية المتوفرة لإنشاء المردم الجديد وعدد السكان بالمحافظة وبالتالي كميات النفايات الناتجة منها ففي مردم بركاء الهندسي مثلًا تبلغ سعة المردم 1.5 مليون متر مكعب وقد صمّم ليستقبل كميات النفايات الناتجة من محافظة جنوب الباطنة على مدى 4 - 5 سنوات وكذلك الحال في باقي المحافظات الأخرى فقبل امتلاء الخلية الأولى بعام واحد تقوم الشركة بالبدء بإنشاء الخلية الثانية وهكذا.
وفور انتقال قطاع إدارة النفايات إلى الشركة بكل محافظة، تقوم الشركة بتحويل مسار النفايات البلدية إلى المردم الهندسي أو المحطات التحويلية، على حسب القرب الجغرافي، وبالتالي يجري إيقاف عمليات طمر النفايات بجميع مواقع الطمر التقليدية بالمحافظة كما هو الحال بمحافظات الداخلية وجنوب الشرقية وجنوب الباطنة والبريمي والظاهرة وظفار وأجزاء من محافظة شمال الباطنة، وقد جرى وفقًا لذلك وقف أعمال الطمر التقليدية في أكثر من 200 موقع بهذه المحافظات. ويبلغ العدد الإجمالي للمرادم الهندسية في السلطنة عشرة مرادم، تسعة منها جاهزة وواحد قيد الإنشاء.

مواقع طمر النفايات

التقليدية التي أُغلقت

خلال الفترة من 2015م حتى 2017م أغلقت الشركة أكثر من 200 موقع طمر تقليدي رئيسي في السلطنة، تبلغ مساحتها الكلية أكثر من 3.2 مليون متر.