لهذه الأسباب.. إغلاق أحد أكبر مواقع طمر النفايات التقليدي في السلطنة

بلادنا الثلاثاء ٣٠/يناير/٢٠١٨ ٢٠:٢٤ م
لهذه الأسباب.. إغلاق أحد أكبر مواقع طمر النفايات التقليدي في السلطنة

مسقط - ش -
تلقت "الشبيبة" بياناً صحفيا من الشركة العُمانية القابضة لخدمات البيئة "بيئة" تذكر فيه أنها "أنهت أعمال وإجراءات إغلاق واحد من أكبر مواقع طمر النفايات التقليدي في السلطنة بمساحة مليون متر مربع والذي يقع في محافظة البريمي".

**media[816334]**

وجاء إغلاقه لأسباب أبرزها تتمثل في الممارسات غير السليمة حيث يتم رمي النفايات في مطامر تقليدية مفتوحة تسبب اندلاع حرائق مستمرة وقد تضر بالبيئة وتؤثر على صحة الانسان ولذلك، فإن من أهم أولويات الشركة الحد من هذا الضرر.
ويتضمن الحد من الضرر إنشاء البنية الأساسية المطلوبة لعمليات التخلص من النفايات الصلبة مثل المرادم الهندسية الحديثة والمحطات التحويلية فضلًا عن البنية الأساسية المطلوبة للنفايات الخطرة والنفايات الصحية. وبدأت الشركة أعمال إغلاق مردم البريمي التقليدي في بداية يوليو 2017 بالتعاون مع وزارة البلديات الإقليمية وموارد المياه كخطوة نحو تحقيق استراتيجيتها للتقليل من المخاطر البيئية الناجمة عن الممارسات السابقة.

**media[816335]**

بلغت مساحة موقع الطمر التقليدي بالبريمي حوالي مليون متر مربع. واستُخدمت هذه المساحة خلال العقدين المنصرمين في أعمال الطمر التقليدي مما تسبب في مخاطر صحية وأضرار جسيمة بالبيئة. وقال الشيخ ناصر بن راشد بن عامر الزيدي، مدير دائرة الرقابة الصحية والصرف الصحي بالمديرية العامة للبلديات الإقليمية وموارد المياه بمحافظة البريمي ومدير بلدية ولاية محضة سابقًا: "يقع مردم البريمي التقليدي في سيح القطار وقد استقبل أول دفعة من النفايات في 1 يناير 1998م. واستُخدم الموقع كمردم تقليدي لجميع أنواع النفايات، البلدية منها والخطرة، مما أدى إلى مشاكل بدأت بالظهور في سنة 2000م، حيث شبَت الحرائق العشوائية وازدادت أعداد الحيوانات والحشرات الضارة مما تسبب في استياء الأهالي."
وقال الدكتور سعيد الطوقي، مدير إعادة تأهيل المرادم التقليدية بشركة "بيئة" : "يأتي إغلاق موقع الطمر التقليدي في البريمي على ثلاث مراحل رئيسية تتمثل في احتواء كمية النفايات داخل الموقع والتركيز على التقليل من المساحات التي تغطيها ثم نقلها إلى مساحات أصغر وبعد ذلك تسويتها وضغطها وتغطيتها بطبقة سميكة من التربة." وأردف قائلًا: "تندرج تحت عملية التقييم البيئي التي تقوم بها شركة "بيئة" عدة عوامل تشمل إغلاق المواقع القريبة جدًا من الأماكن السكنية وذلك لتأثيرها المباشر على القاطنين في تلك المناطق. بالإضافة إلى مدى انتشار الحرائق والأدخنة الناتجة عنها حيث تحدث هذه الحرائق أحيانًا بشكل عشوائي لوجود غاز الميثان وارتفاع درجات الحرارة أو بفعل فاعل من قبل العمالة الوافدة المنتشرة في هذه المواقع نظرًا لمعرفتهم المحدودة بالأضرار والمخاطر التي من حولهم حيث يقومون بجمع المواد القابلة لإعادة التدوير كالمواد المعدنية والبلاستيكية والورقية."
كما قال المهندس مروان بن عبدالله بن سعيد الفارسي، مدير بلدية البريمي: "إن قيام شركة "بيئة" بإعادة تأهيل موقع طمر النفايات التقليدي بالبريمي و استبداله بمردم هندسي حديث قلل من معاناة البلديات في المحافظة، وأزاح عبئًا كبيرًا كان على عاتقها لسنوات طويلة، فقد عانينا من تكدس النفايات و كثرة المخالفات بالإضافة إلى انزعاج الأهالي من الروائح والغازات الصادرة من الموقع. إذ أن معظم تلك المشكلات قد حُلّت بمجرد تفعيل خدمات المردم الهندسي الحديث في البريمي ." وأضاف:" كما أن قرار إنشاء المردم الهندسي وفق الاشتراطات والمواصفات البيئية السليمة سينهي فرص نشوب الحرائق في مواقع الطمر التقليدي بالمحافظة. كما أن قيام الشركة بالإجراءات التي اتخذتها خفضت من العشوائية و نظمت خط سير الخدمات في قطاع إدارة النفايات."
وعلق الفاضل سيف بن حمد بن راشد المقبالي، المدير العام للخدمات الصحية في محافظة البريمي: "يوجد فرق إيجابي بين وضع التخلص من النفايات الحالي والوضع سابقًا. ويعتبر مردم البريمي الهندسي نقلة نوعية في المحافظة حيث سيضمن بيئة أكثر أمانًا من ناحية انعدام الحرائق العشوائية والروائح المزعجة للأهالي وانتشار الحشرات والقوارض."

إغلاق أكثر من 200 موقع طمر نفايات تقليدي في السلطنة
إن واحدًا من أهم استراتيجيات الشركة العُمانية القابضة لخدمات البيئة "بيئة" تأسيس بنية تحتية تتناسب مع نقل القطاع وتتمثل البنية التحتية في المرادم الهندسية والمحطات التحويلية. والجدير بالذكر أن المرادم الهندسية التي أنشأتها الشركة صممت حسب أفضل المواصفات والمعايير العالمية التي تهدف إلى حماية البيئة المحيطة. ويحتوي المردم الهندسي على طبقات عازلة يبطن بها قاع الخلية وذلك لمنع تسرب العصارة السائلة الناتجة من النفايات إلى المياه الجوفية. كما يتم إنشاء نظام تجميع ومعالجة هذه العصارة ومن ثم استخدام المياه المعالجة لأغراض الري. أما بالنسبة للتحكم بالغازات والروائح المنبعثة من النفايات فإن الشركة المشغلة للمردم تقوم بتغطية النفايات بطبقة من التربة بشكل يومي. وبعد امتلاء خلية المردم الهندسي يتم تجميع الغازات الناتجة من تحلل النفايات العضوية بالمردم الهندسي عن طريق شبكة من الأنابيب مصممة خصيصًا لهذا الغرض، ومن أهم هذه الغازات غاز الميثان القابل للاشتعال والذي يعتبر مصدرًا للطاقة ويشكل نسبة 50-60% من مجموع الغازات الناتجة. أما عن السعة الاستيعابية للمرادم الهندسية الجديدة التي أنشأتها شركة "بيئة"، فتختلف في كل محافظة باختلاف عدة عومل أهمها المساحة السطحية المتوفرة لإنشاء المردم الجديد وعدد السكان بالمحافظة وبالتالي كميات النفايات الناتجة منها ففي مردم بركاء الهندسي مثلًا تبلغ سعة المردم 1.5 مليون متر مكعب وقد صمّم ليستقبل كميات النفايات الناتجة من محافظة جنوب الباطنة على مدى 4 - 5 سنوات وكذلك الحال في باقي المحافظات الأخرى فقبل امتلاء الخلية الأولى بعام واحد تقوم الشركة بالبدء بإنشاء الخلية الثانية وهكذا.
وفور انتقال قطاع إدارة النفايات إلى الشركة بكل محافظة، تقوم الشركة بتحويل مسار النفايات البلدية إلى المردم الهندسي أو المحطات التحويلية، على حسب القرب الجغرافي، التي تخدم المحافظة وبالتالي يتم إيقاف عمليات طمر النفايات بجميع مواقع الطمر التقليدية بالمحافظة كما هو الحال بمحافظات الداخلية وجنوب الشرقية وجنوب الباطنة والبريمي والظاهرة وظفار وأجزاء من محافظة شمال الباطنة،
وخلال الفترة من 2015م وحتى 2017م قامت الشركة بإغلاق أكثر من 200 موقع طمر تقليدي رئيسي في السلطنة تبلغ مساحتها الكلية أكثر من 3.2 مليون متر مربع وقامت بإعادة تأهيل المطامر التقليدية بحسب الجدول الموضح أدناه.