الحذر يسيطر على حوار «سوتشي» انطلاق المؤتمر رغم الغياب عن «مستقبل سوريا»

الحدث الثلاثاء ٣٠/يناير/٢٠١٨ ٠٤:٠١ ص
الحذر يسيطر على حوار «سوتشي»

انطلاق المؤتمر رغم الغياب عن «مستقبل سوريا»

موسكو – – وكالات

قالت وكالة إنترفاكس الروسية أمس الاثنين نقلاً عن وثائق رسمية إن ستافان دي ميستورا مبعوث الأمم المتحدة الخاص بسوريا سيرأس لجنة دستورية جديدة ستتشكل خلال مؤتمر للسلام في روسيا هذا الأسبوع.

وتستضيف روسيا مؤتمر الحوار الوطني السوري في منتجع سوتشي المطل على البحر الأسود الذي بدأ أمس الاثنين وسيستمر حتى اليوم الثلاثاء وتأمل أن يتمخض عن انطلاق محادثات لوضع مسودة دستور جديد لسوريا.
وكان دي ميستورا قد وصل في وقت سابق أمس الاثنين، إلى سوتشي في روسيا للمشاركة في مؤتمر الحوار الوطني السوري.
وذكرت وكالة أنباء «سبوتنيك» الروسية أن عدداً من المشاركين في المؤتمر من دمشق وصلوا بالفعل مساء أمس الأول الأحد، وأن بقية المشاركين وصلوا على مدار اليوم في المؤتمر.وتستضيف مدينة سوتشي الساحلية الروسية، على مدار يومين، مؤتمر الحوار الوطني لسوريا، تحت شعار «السلام للشعب السوري»، ومن المتوقع أن يحضر المؤتمر أكثر من 1600 مشارك.

تقرير المصير

وكانت وكالة الإعلام الروسية، قد ذكرت في وقت سابق أن المؤتمر الذي يعقد في منتجع سوتشي الروسي على البحر الأسود سيدعو الشعب السوري لتقرير مستقبله في تصويت شعبي دون أي ضغوط خارجية.وبدأ المؤتمر أعماله أمس بهدف محاولة إنهاء الحرب السورية وتم تأجيل عقد المؤتمر في نوفمبر بسبب خلافات بين المشاركين المحتملين فيه تضمنت خلافاً حول مشاركة الأكراد وهي نقطة شائكة بالنسبة لتركيا.ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن مسودة بيان المؤتمر قولها إنها ستدعو إلى بقاء سوريا دولة موحدة وإجراء تصويت على مستقبل البلاد، ونقلت الوكالة عن الوثيقة قولها «يحدد الشعب السوري مستقبل بلاده ديمقراطيا من خلال التصويت».
ولم تحقق تسع جولات من محادثات السلام برعاية الأمم المتحدة تقدما يذكر لإنهاء الحرب الأهلية التي قتل فيها مئات الآلاف فيما اضطر نحو 11 مليون شخص إلى النزوح من منازلهم، وتعرضت خطط عقد المؤتمر في سوتشي لانتكاسة يوم الجمعة عندما أعلنت المعارضة السورية إنها لن تحضر.وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك في بيان إن مبعوث المنظمة الدولية الخاص لسوريا ستافان دي ميستورا سيحضر المؤتمر.

تسريبات

ونشرت وكالة آكي الإيطالية، نقلاً عن مصادر روسية، ما قالت إنه مسودة البيان الختامي لمؤتمر الحوار السوري المنعقد في مدينة سوتشي، والتي لم تشر إلى تغيير بالنظام السياسي، أو إعادة هيكلة الأجهزة الأمنية والجيش، ولا تتطرق إلى المحاسبة ووفقاً للمصادر سيدعو البيان الشعب السوري لتقرير مصيره عبر تصويت شعبي، إلى جانب الالتزام بسيادة سوريا ووحدتها أرضاً وشعباً.
ويدعو البيان إلى عدم قبول أي تدخل خارجي في الشؤون السورية، وضرورة أن يختار السوريون نظامهم السياسي والاقتصادي دون تدخل.
ويشدد على أهمية أن تكون سوريا دولة غير طائفية، قائمة على المواطنة والتعددية السياسية وسيادة القانون والفصل بين السلطات.
أما اللافت في التسريبات، فكان في تأكيد البيان ضرورة استمرار مؤسسات الدولة وتحسين أدائها دون إشارة إلى إعادة هيكلة الأجهزة العسكرية والأمنية.
وأوضح البيان أن مهمة الجيش المقبلة هي حماية الشعب وحدود الدولة من التهديدات الخارجية والإرهاب.
وتحدث عن تشكيل لجنة دستورية بمشاركة الحكومة ووفد يمثل طيفا واسعا من المعارضة للتحضير لتعديل الدستور، دون أي إشارة إلى تغيير النظام السياسي أو محاسبة مرتكبي جرائم الحرب.

«المقاطعون»

يذكر أنه حتى وقت قريب وقبل ساعات من انطلاق المؤتمر بدا أن عقد القوى المشاركة في هذا الحدث لن يكتمل كما تريده موسكو.
فقد قررت فصائل كردية عدم المشاركة، ويأتي ذلك عقب تحذيرات روسية عسكرية من تداعيات قرار الهيئة العليا للمفاوضات مقاطعة المؤتمر الذي تستضيفه روسيا.
واصطدمت المساعي الروسية إلى ضمان مشاركة أكبر عدد من الفصائل السورية في المؤتمر، بمواقف بعض تلك الفصائل التي أعلنت رفضها للمؤتمر، وعلى رأسها الهيئة العليا للمفاوضات السورية.وأثار قرار مقاطعة الهيئة للمؤتمر غضب موسكو، وبعد فشل الضغوط الدبلوماسية التي مارستها من أجل «جر» الهيئة إلى سوتشي، انتقل الأمر إلى التهديد العسكري.
وقالت صفحة قاعدة حميميم الروسية في سوريا على «فيسبوك»: إن إعلان المعارضة الامتناع عن حضور مؤتمر سوتشي «ستكون له تبعات كثيرة على الأرض»، فيما حاول مسؤولون روس التقليل من شأن قرار مقاطعة الهيئة وتداعياته على أعمال المؤتمر.
وليست الهيئة وحدها الجهة المعارضة التي أعلنت مقاطعتها لمؤتمر سوتشي، فغالبية الفصائل الكردية فعلت الشيء ذاته، وعلى رأسها الإدارة الذاتية للمناطق الكردية.
وأرجع الأكراد قرارهم ذلك إلى الوضع في شمال سوريا بسبب الهجوم التركي، لكن مصادر كردية أخرى قالت إن قرار المقاطعة جاء بسبب ما اعتبروا أنه «تواطؤ روسي مع أنقرة» في هجومها على عفرين.
كما أعلنت عشرات الفصائل المعارضة، ومنها تلك التي تقاتل على الأرض، عدم مشاركتها.وحسب مصادر إعلامية فإن دمشق قدمت قائمة بألف ومائتين شخصية ستشارك في المؤتمر، فضلا عن أحزاب وفصائل محسوبة على النظام.
ورغم أن أطرافا عدة ترى في سوتشي مساراً يناقض الجهود التي تقودها الأمم المتحدة في جنيف، فقد قررت المنظمة الدولية إيفاد مبعوثها الدولي إلى سوريا ستافان دي ميستورا لحضور المؤتمر.