النسيم - سعيد الهنداسي
صناعة «المناديس» والسعفيات من الصناعات التقليدية التي تشتهر بها السلطنة بشكل عام، ويبقى عشق مثل هذه المهنة غاليا في قلوب من عمل بها واستمر بها لسنوات طويلة، ومن هؤلاء خميس البلوشي الذي كان حاضرا في متنزه النسيم بمنتجاته السعفية ومناديسه الجميلة، وبعد أن هدأ زحام المعجبين أجرينا معه هذا اللقاء.
هواية الصغر
يبدأ خميس البلوشي اللقاء بالحديث عن هوايته في صناعة المناديس والسعفيات بشكل عام فيقول: أحببت هذه المهنة التي بدأت كهواية منذ الصغر واستمررت في مزاولتها إلى الآن، وفي كل يوم يمرّ أتعلّم منها شيئا جديدا واكتشف أنني ما زلت في بدايتي مع حِرفة المناديس وصناعة الأخشاب والمناجير والسعفيات.
ويتطرّق خميس البلوشي في حديثه إلى نوع الخشب الذي يستخدمه في صناعته فيقول: أستخدم أنواعا مختلفة من الأخشاب منها أخشاب السد والقرط والأخشاب المستوردة المرندي و(ام دي أف). ويضيف: هناك فوارق بين الخشب التقليدي المحلي والأخشاب المستوردة، وفيما البعض يفضّل استخدام الأخشاب المستوردة إلا أنني شخصيا أفضّل استخدام المحلية لندرتها ومتانتها وأصالتها إضافة إلى أنها متوفرة في البيئة المحلية المحيطة بنا.
أول مرة
وحول مشاركته في مهرجان مسقط ووجوده في متنزه النسيم يقول البلوشي: كانت لي مشاركات سابقة في متنزه العامرات ولكن هذه هي مشاركتي الأولى في متنزه النسيم، والإقبال كان أكثر من رائع على المنتوجات وخاصة من قِبل النساء اللاتي يسألن بكثرة عن المناديس وأنواعها وكيفية استخدامها وغيرها من التفاصيل الخاصة بها. وحول أسعار هكذا منتجات تراثية أشار خميس البلوشي إلى أن الأسعار جيّدة وتتفاوت من قطعة لأخرى. ويقول: رغم أن البعض قد يجد الأسعار مرتفعة قليلا إلا أن الكثيرين يقدّرون قيمة أنها مصنوعة من أخشاب محلية وبأيد عُمانية وبطريقة يدوية، بعكس المنتجات المصنوعة من الأخشاب المستوردة والتي تكون أقل كلفة وأقل جودة، ويبقى الخيار عند المستهلك فيما يُريد.
فترة العمل
وحول الفترة الزمنية التي يقضيها في إنتاج المناديس على سبيل المثال، أوضح خميس البلوشي أن فترة العمل تختلف باختلاف المنتج نفسه؛ فهناك مناديس تُزيَّن بالنقوش وهذه النوعية تأخذ وقتا أطول يتراوح بين 3 أسابيع إلى شهر تقريبا؛ لأنها بحاجة إلى نحت ونقوش. بينما المناديس الخالية من النقوش يتراوح العمل بها من أسبوع إلى 10 أيام بالكثير.وعن الأدوات التي يستخدمها في صناعة المناديس يذكر لنا البلوشي مجموعة من تلك الأدوات منها (الجدوم، والمناجر وقرطاس السنفرة، والمسامير، الكلندر، وغيرها من الأدوات).
طموح مستقبلي
وينهي الحِرفي خميس البلوشي حديثه بأمنية ويقول: أتمنى أن أقيم معرضا خاصا بي أقدّم فيه العديد من المنتوجات الخاصة بالمناديس وغيرها من المشغولات اليدوية، كما أتمنى أن يكون لي حضور في معارض خارج السلطنة للتعريف بهذه الحِرفة في دول الخليج والعالم بشكل عام؛ لأنها مهنة الأجداد والمحافظة عليها واجب وطني على الجميع.