الحواليس.. لعبة الذكاء التي تتناقلها الأجيال

مسقط - حارث الوهيبي
تعدّ الحواليس من الألعاب التقليدية التي تناقلتها الأجيال عن الأجداد في عُمان، والتي يمارسها الكبار والشباب للتسلية والترفيه عن النفس في أوقات الفراغ حتى يومنا هذا، وتُمارس اللعبة وقت العصر بشكل خاص على الشواطئ وتعدّ من الألعاب التي تدمنها ببساطة وتصبح عادة يومية لا يمكنك النوم من دون ممارستها.
تتكوّن لعبة الحواليس من 65 خرزة ويكون فيها 28 بيتا وتُلعب الحواليس بواسطة القواقع البحرية في المهرجان، والزائر للمهرجان يشاهد عشاق هذه اللعبة وهم يمارسونها في القرية البحرية، وتحتدم اللعبة بين شخصين فيما يشتد الحماس مع تجمهر الناس ومتابعتهم للمنافسة.
وتعتمد لعبة الحواليس على الذكاء والفطنة والعمليات الحسابية الدقيقة، ويعدّ كبار السن أبرز لاعبيها اليوم، وتوصف بأنها لعبة ساحلية تنتشر عند سكان المناطق البحرية بشكل خاص، حيث ما زال البعض هناك يعتمدون على الرمال لرسم حفرها ويجمعون القواقع البحرية أو الحصى لممارستها.

طريقة اللعب
لممارسة اللعبة تُجهّز 7 حفر في الرمال على صفين بحيث يكون لكل لاعب ما مجموعه 14 حفرة ومثلها للخصم المقابل، وتوضع في كل حفرة قوقعتان أي أن لكل لاعب 28 قوقعة أو حجراً. وتتحرك خطوات اللعب دائما باتجاه اليمين من كلا الطرفين، ويحمل اللاعب في كل خطوة معه أصدافاً ويضع منها واحدة في كل حفرة وإذا ما كانت الحفرة خالية وضعت فيها آخر صدفة وقف عندها. أما إذا ما كانت آخر حفرة تحتوي على أصداف يحملها إلى أن ينتهي إلى بيت أو حفرة خالية وهكذا مع حسابات دقيقة لكل خطوة ولآخر مكان تقع فيه الصدفة، فإذا وقعت الصدفة في بيت خال استولى اللاعب على ما يقابله من أصداف الخصم في الحفرتين المقابلتين له وتنتهي اللعبة بخسارة أحد اللاعبين لجميع أصدافه.
ولعبة الحواليس تحتاج للذكاء والتفكير الدقيق كونها لعبة حسابية مثلها مثل الشطرنج، وللفوز في هذه اللعبة فأنت بحاجة لحساب خطواتك وخطوات خصمك بدقة ومن دون ذلك ستشهد خسارتك لأصدافك بسرعة كبيرة ما يقلل من متعة المشاهدة ومن الحماس الذي يرتفع كلما احتدم مستوى اللعبة بين الخصمين.