مسقط- خالد عرابي
يزخر تراثنا الفني العماني بالعديد من الفرق الشعبية التي حرصت على الاحتفاظ بثراء الآلات العمانية فرقص على أنغامها الرجال والنساء، حيث غنت كلمات تتغنى بالوطن وحبه وبالكثير من المعاني الجميلة.. لذلك يحرص القائمون على إدارة وتنظيم مهرجان مسقط كل عام على إبراز هذه الفرق والفنون.. ومن تلك الفرق التي تقدم الفنون وتسعد الحضور بمتنزه النسيم العام هي فرقة "الدان" من ولاية مرباط بمحافظة ظفار فدعونا نتعرف عليها أكثر من خلال فنان الفرقة طلال خيرالله العزيزة. يقول العزيزة: الدان، واحدة من فرق الفنون الشعبية بولاية مرباط بمحافظة ظفار وقد نشأت في العام 1995، وهي تقدم العديد من الفنون التي تشتهر بها السلطنة -وخاصة محافظة ظفار- مثل: البرعة والربوبة والمزمار والشرح والوقيع والزنوج والمدار وطبل النساء وغيرها.
ويضيف العزيزة: تضم الفرقة 25 شخصا ما بين إيقاعيين وعازفين وفنانين (مغنين)، فمنهم: 8 راقصين (4 شباب و4 بنات) و 8 إيقاعيين، وعازفين، أحدهما على الأورج والآخر عازف قربة و5 كورال و3 لإدارة الفرقة، ومن أشهر الآَلات التي نستخدمها كفرقة "الكاسر" وهو الطبل الصغير، و"الرحماني" وهو الطبل الكبير، و"الدرنجة" وهي عبارة عن آلة من الفخار ويطلق عليها البعض أيضا "البرقاشة"، و"القربة" وهي عبارة عن آلة موسيقية معتمدة على النفخ وهي منتشرة في السلطنة منذ زمن بعيد. فنون وأداء وعن الفنون التي يؤدونها وطريقة تأديتها قال فنان الفرقة: في الحفلات أو عند تقديم الفرقة لفنونها نكون بين خيارات ثلاثة وهي: مجموعة يؤديها الرجال دون النساء مثل فن البرعة والشرح، وعند تأدية البرعة لابد أن يحمل الرجال "النصلة" والتي هي عبارة عن نصل الخنجر العماني ويتم الأداء مع مصاحبة القفز سويا وفي نفس اللحظة..
وهناك مجموعة فنون لابد أن يؤديها الرجال والنساء سويا مثل فن الربوبة والمدار وفن المزمار. فعند أداء الربوبة مثلا لابد أن يؤدي بمشاركة بين الرجال والنساء وأن يكون كل رجل تقابله امرأة حيث لا يمكن تأديته بعدد لأيهما أقل من الآخر لأنه أثناء الرقص يكون هناك طريقة انسجامية وحركات بحيث يتبع كل منهما الآخر في الحركة ذهابا وإيابا، أما فن المزمار فأيضا لابد من مشاركة الرجال والنساء وأن يكون مقابل كل رجل امرأة، ولكن لابد للرجالأن يحملوا السيف ويرفعوه في الهواء ويحركوه بطريقة اهتزازية بسرعة وأن يتحركوا اثناء الرقص للخلف ويتبعهم النساء، ثم يعودوا بالحركة للاتجاه الآخر، أما عند اداء فن المدار فيتم عمل صفين أحدهما من الرجال والآخر نسائي ويكونان مقابلين لبعضهما، ويكون معهم إيقاعيين اثنين احدهما يحمل الكاسر والآخر الرحماني ويقفان في الوسط بين الصفين.. وهناك فنون تؤديها النساء دون الرجال مثل: فن الوقيع وطبل النساء.
أما عن مشاركات الفرقة محليا وإقليميا فقال جوهر بن رجب بيت جوهر: تمكنت الفرقة -خلال الفترة الفائتة- من أن يكون لها حضور ونجاح في العديد من المهرجانات الدولية المحلية والأقليمية، حيث شاركت الفرقة في مهرجاني مسقط وصلالة السياحي، أما خارجيا فقد شاركنا في مهرجان دبي للتسوق بدولة الإمارات العربية المتحدة، وفي مهرجان سوق واقف بدولة قطر، ومهرجان هلا فبراير بدولة الكويت. أما عن الأنشطة التي تقدمها الفرقة بشكل عام على مدار العام فقال جوهر: إننا نقوم بإحياء العديد من المناسبات الاجتماعية والوطنية في المجتمع مثل مناسبات الأفراح واحتفالات المدارس والكليات والجامعات بتخرج الطلاب والاحتفال بالعيد الوطني وفي الأعياد الدينية وغيرها، بمعنى أننا فرقة تحضر دائما في مناسبات الفرح ومن ثم يمكن أن نقول إننا ننشر الفرحة والبسمة على وجوه الآخرين، ونوجد جوا من المرح في المناسبات وبالتالي في المجتمع.
وعن مدى تفرغ أعضاء الفرقة لها قال جوهر: بالطبع -وكما هو الحال في أي فرقة- هناك من هو متفرغ وهناك من لديه عمله ولكن دخل معنا من قبيل حبه للفنون أو من قبيل الهواية، ولذلك يوجد هذا وذاك ولكن في النهاية هناك فريق إداري للفرقة مكون من ثلاثة زملاء يتولون مهمة ترتيب أمور الفرقة حيث إنه يتم الترتيب المسبق على حسب المناسبة ومواعيدها وكم عدد الأفراد المطلوبين وبناء على ذلك يكون الترتيب بيننا كأعضاء، ولكن -وبصفة عامة- هناك هناك أعضاء وأعداد متوفرة لأي مناسبة نطلب فيها، وحتى لو كان هناك أكثر من مناسبة في يوم واحد فنحن نلبي ونوفر ذلك حيث دائما ما نجد عروض من هواة راغبين للدخول معنا ونحن ندربهم ونشركهم معنا ونجعلهم جاهزين ومستعدين دائما، ولكن كمتعاونين نستفيد منهم وقت الحاجة خاصة في وقت كثرة الطلب في مناسبات معينة مثل العيد الوطني والعيدين.