عواصم – ش – وكالات
نفت قوات سوريا الديمقراطية، أمس الأربعاء، "مزاعم" الجيش التركي بشأن معركة عفرين شمالي سوريا، خاصة تلك المتعلقة بمقاتلي داعش وأعداد القتلى.
ونقلت وكالة "رويترز" عن مسؤول بارز في هذه القوات قوله: "إنه لا وجود لتنظيم داعش الإرهابي كما روج الجيش التركي، معتبراً الأمر "أكذوبة" من أجل تضليل الرأي العام العالمي".
وأشار إلى أن الجيش التركي يبالغ في عدد القتلى بوحدات حماية الشعب الكردي، وقوات سوريا الديمقراطية.
وتشكل وحدات حماية الشعب الكردي عماد قوات سوريا الديمقراطية، التي دعمتها واشنطن في إطار الحرب على داعش.
وفي المقابل، قال المسؤول العسكري إن قواته تمكنت من قتل عشرات الجنود الأتراك خلافاً لما أعلنته أنقرة عن سقوط قتيلين في صفوفها.
وتحدثت وسائل إعلام تركية عن قتل الجيش 8 من المسلحين الأكراد خلال محاولتهم التسلل إلى عفرين.
وقال الجيش التركي إن عمليته العسكرية التي سماها "غصن الزيتون" تستهدف تنظيمي وحدات حماية الشعب الكردي وداعش اللذين تعتبرهما أنقرة إرهابيين.
وأضاف أن القصف الجوي والبري لا يستهدف سوى المسلحين، إلا أن أكراداً في المنطقة أكدوا سقوط قتلى مدنيين من جراء القصف التركي.
وتخشى تركيا من أن تشكل عفرين ومناطق أخرى في سوريا نواة لدولة كردية، قد يمتد تأثيرها إلى الداخل التركي حيث خاض الأكراد معارك للانفصال.
وأعلنت أنقرة لاحقاً أهدافاً أخرى لعملية "غصن الزيتون"، مثل عودة نحو 3.5 مليون لاجئ سوري إلى ديارهم، فضلاً عن التلميح إلى توسيع نطاق العملية.
وتقع عفرين على ضفتي نهر يحمل الاسم نفسه، وتبلغ مساحة المنطقة هذه 3850 كيلومترا مربعا، وهي خاضعة للإدارة الذاتية الكردية وتسيطر عليها عسكرياً الوحدات الكردية.
"فرقة" أجانب
من جهة أخرى اتجهت مجموعة من المقاتلين الغربيين إلى منطقة عفرين السورية لدعم وحدات حماية الشعب الكردي في التصدي للهجوم التركي.
وأفادت صحيفة "التايمز" البريطانية، أمس الأربعاء، بأن بريطانيا من أصل صيني يدعى هوانج لي وهو خريج جامعة مانشستر يقود المجموعة المكونة من 6 مقاتلين.
ورغم أن عدد المقاتلين قليل، إلا أن وجودهم سيضيف بعداً جديداً في الصراع المحتدم أصلاً في عفرين التي تبلغ مساحتها نحو 3850 كيلومتراً.
وأشارت الصحيفة البريطانية إلى أن المجموعة انطلقت الثلاثاء وكان متوقعاً أن تعبر مناطق تسيطر عليها الحكومة السورية في سبيل الوصول إلى عفرين.
وقالت "التايمز": "إن هناك اتفاقاً ضمنياً بين القوات الكردية والحكومة السورية تتيح بموجبها الأخيرة للمقاتلين الأكراد عبور مناطقها باتجاه عفرين.
وبدا لي في نشر صور له على حساباته على شبكات التواصل منذ 2015 أثناء قتاله إلى جانب الأكراد ضد تنظيم داعش الإرهابي.
وقال متحدث باسم مجموعة المقاتلين الأجانب قبيل انطلاقهم: "نحن جاهزون للذهاب صوب عفرين والقتال هناك".
وأضاف في فيديو نشر على شبكة الإنترنت: "لقد تدربنا لفترة طويلة على تكتيكات القتال ضد أي قوة كانت. سنقاتل الإرهابيين الأتراك".
وكان المتحدث غير المعروف يسرد كلامه بلكنة أمريكية، وهو جالس بجانب لي الذي التزم الصمت.
وحاولت بريطانيا ودول غربية أخرى ثني مواطنيها عن الالتحاق بالقوات الكردية خلال القتال ضد داعش، لكن المئات منهم شاركوا بالفعل إلى جانب الأكراد في طرد التنظيم الإرهابي في مناطق عدة في سوريا.
ولا تعتبر بريطانيا وحدات حماية الشعب الكردي منظمة إرهابية مثل داعش، لذلك عندما عاد بعض المقاتلين في هذا الوحدات إلى لندن جرى توقيفهم، لكن لم توجه لهم اتهامات وأطلق سراحهم لاحقاً.
وكان الجيش التركي ومسلحون من الجيش السوري الحر أطلقوا السبت عملية "غصن الزيتون" الرامية إلى طرد الوحدات الكردية من عفرين، لكونها تعتبرهم تنظيماً إرهابياً يشكل امتداداً لحزب العمال الكردستاني الانفصالي داخل تركيا.
وأعربت دول بحلف شمال الأطلسي، الذي تنضوي تحته أنقرة، عن قلقها إزاء الهجوم التركي، وخاصة الولايات المتحدة التي تقدم السلاح والتدريب للمسلحين الأكراد.
"أمريكا تتحمل المسؤولية"
فيما حملت ممثلة منطقة الإدارة الذاتية الكردية السورية في واشنطن سينم محمد، الولايات المتحدة ما وصفته بـ"المسؤولية الأخلاقية" بشأن الهجوم التركي على مدنية عفرين السورية، مشددة على ضرورة أن تمارس واشنطن ضغوطاً على أنقرة لوقف هجومها العسكري.
ونقلت قناة سكاي نيوز بالعربية أمس الأربعاء، عن سينم قولها: "بالنسبة لنا نعتبر أن لدى الولايات المتحدة واجباً أخلاقياً لحماية الديمقراطية والنظام الديمقراطي في هذه المنطقة".
وأكدت أن وحدات حماية الشعب الكردية لم تطلق رصاصة واحدة باتجاه تركيا من منطقة عفرين، وقالت: "إن مشكلة أنقرة مع حزب العمال الكردستاني مشكلة داخلية تخص تركيا وحدها".
وتأتي تصريحات المسؤولة الكردية قبل ساعات من اتصال هاتفي أجري بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره التركي رجب طيب أردوجان بشأن تداعيات الهجوم على شمال سوريا بحسب مسؤولين أمريكيين.
وكانت تركيا قد شنت هجوماً برياً وجوياً على منطقة عفرين الحدودية شمالي سوريا مستهدفة وحدات حماية الشعب الكردية التي تعتبرها أنقرة منظمة إرهابية.
قتلى أتراك
من جانبها أعلنت قوات سوريا الديمقراطية مقتل 8 جنود من الجيش التركي في عملية نوعية نفذتها في محيط دير سمعان جنوب شرقي بلدة عفرين السورية.
وقالت القوات في بيان، أوردته قناة روسيا اليوم: "إن العملية بدأت بعد منتصف ليلة الـ 24 من يناير الجاري حيث باغتت مجموعتنا القتالية الجنود الأتراك وإرهابيي جبهة النصرة وقتلت ثمانية أفراد منهم لم نتأكد إن كانوا جنوداً للجيش التركي أم من أفراد إرهابيي النصرة". ولفتت إلى أنه بعد أن نفذت المجموعة مهمتها انسحبت من محيط القلعة وعادت لمكان تمركزها دون خسائر فيما بدأت مدفعية الجيش التركي قصفاً عشوائياً.
وكانت مصادر كردية أكدت أمس الأول أن كافة المناطق الحدودية في عفرين شهدت اشتباكات عنيفة وخصوصا في ناحيتي بلبلة وراجو شمالي وغربي عفرين وسط قصف عنيف بالمدفعية والدبابات التركية أسفرت عن مقتل 19 عنصراً من الفصائل السورية المشاركة في الهجوم التركي مقابل 29 قتيلاً من جانب الوحدات الكردية بالإضافة إلى العثور على جثث لتسعة مسلحين مجهولي الهوية.