مسقط -
تعدّ القرية التراثية بمتنزه النسيم المكان الأكثر ارتيادا من قِبل زوّار المهرجان؛ نظرا لما تمثّله هذه القرية من بيئات مختلفة تجسّد واقع وحياة الإنسان العُماني قديما، والمهن التي عمل بها وأتقنها وأصبحت مصدر رزقه وعيشه.
وأثناء التجوّل في القرية التراثية شدّ الانتباه رجل في الأربعينات من عمره، يجلس في زاوية، منهمك في صناعة الخشبيات بكل إتقان ودقة، اقتربنا منه أكثر وعرَّفنا عن نفسه وحِرفته من خلال ما سيأتي تاليا.يقول: أنا خميس بن عبدالله بن محمد البلوشي من ولاية السويق بمحافظة شمال الباطنة، بدأت العمل بهذه الحِرفــــــة منذ كان عمري سبعة عشر عاما، وكانت البداية كهوايـــة أحببتها فقمت بنحت الأخشاب لأصنع منها أشياءً نستخدمها في منزلنا، وبعد ذلك تطوّرت لديّ هذه الهواية وبدأت أصقل مهاراتي وأطوّرها بشراء الأدوات والأخشاب اللازمة في هذه الحِرفة.
وأضاف: مهنتي سر صنعتي ونجاحي وهي مصدر دخلي، وهي من كفتني عن الوظيفة في أحد القطاعين الحكومي أو الخاص، حيث أبدأ عملي في الصباح الباكر بصناعة (المناديس) و(المناجير)، و(المرافع) التي تُستخدم لقراءة القرآن الكريم، وحتى فترة الظهيرة لأعود في فترة المساء لإكمال عملي.
وعن الصعوبات التي واجهها البلوشي قال: إن هذه المهنة تحتاج جهدا وصبرا وسعة بال، حيث إن صناعة (المناديس) من الخشب المحلي من أشجار السدر والقرط قد يستغرق 20 يوما إلى 30 يوما تقريبا، أما من الأخشاب المستوردة ذات الجودة والصلابة الأقل فيأخذ صناعة (المندوس) قرابة خمسة أيام، ويختلف سعر (المندوس) العُماني من الخشب المحلي عن غيره المصنوع من الخشب المستورد، حيث يتراوح سعر الأول من 100 ريال إلى 300 ريال ويعتمد في ذلك على حجمه والزخارف الموجودة فيه، أما النوع الثاني فتتراوح أسعاره ما بين 30 إلى 100 ريال.
وأشار خميس إلى أنه شارك في مهرجان مسقط بالعامرات في دوراته الثلاث الفائتة وهذه مشاركته الأولى في متنزه النسيم العام، كما شارك أيضا في مهرجان صحار الترفيهي، وفي بعض المعارض التي أقامتها المراكز التجارية في محافظة شمال الباطنة.
ووجّه خميس شكره إلى إدارة المهرجان والقائمين عليه لإتاحة الفرصة له للمشاركة في هذا المحفل الكبير الذي يعطيه دافعا لبذل المزيد من الجهد والعطاء ومواصلة العمل في حِرفة صناعة الخشبيات، وحتى يتعرّف الجمهور الزائر للمهرجان على عادات وتقاليد وحِرف أجدانا وآبائنا والتي من الواجب علينا المحافظة عليها وتعليمها لأبنائنا لتبقى خالدة مدى الأزمان.