ضمان المستقبل يتحقق بقبول العمل

مقالات رأي و تحليلات الخميس ٢٥/يناير/٢٠١٨ ٠٣:٤٣ ص

د. محمد رياض حمزة

في إطار مبادرات وزارة القوى العاملة لتشغيل الباحثين عن عمل، تعرض فرص العمل التي تقدّمها منشآت القطاع الخاص على الباحثين بما يتناسب مع تأهيلهم العلمي وتخصصاتهم وخبراتهم.
وتعتبر المقابلات التي تجرى للباحثين المحطة الأولى لضمان مستقبل المواطن الباحث عن عمل. فبمجرد قبوله/ قبولها فرصة العمل وتنسيبه/ تنسيبها للمنشأة التي يعمل فيها يكون فصل جديد من حياته/ حياتها قد بدأ. وهنا وجب التذكير بأن العمل، أي عمل، يؤديه الإنسان يبدأ لبسيطا. وبتقادم الزمن تتراكم الخبرات فيتطور العامل/ العاملة في الموقع الوظيفي وفي الأجر. فالعمل يطوّر الإنسان سواء أكان "شغيلا" أو صاحب عمل حر.
فالعمل غاية الإنسان لضمان المستقبل، حيث يسعى جاهدا للحصول على فرصة عمل تمنحه صفة المواطنة الصالحة، فضلا عن كون العمل ضروريا لمتطلبات الحياة، فبدون العمل لن يستطيع الإنسان أن يحيا حياة طيبة، أو أن يُعيل نفسه أو أسرته. ومن هذا المنطلق برزت الحاجة الضرورية للعمل وليس إلى العمل الذي سيطوّر شخصيته ويمنحه الأهمية الاجتماعية. فإن تفانى الإنسان العامل أمكنه من توفير دخل جيّد مقرونا بالادخار الأمر الذي يبعده مستقبلا عن المشاكل المالية كالديون والقروض والرهونات. كما أن التطوّر والاستقرار في العمل يوفر دخلا جيدا قادرا على إعالة الأسرة وتأمين مستقبل الأبناء عن طريق الادخار ويعينهم على مواجهة الصعاب، أو مساعدتهم على الانطلاق في الحياة وتوفير الحياة الهانئة لهم. لهذا كان لزاماً على كل إنسان أن يقبل بفرص العمل في بدء حياته ويسعى دائما على تطوير عمله
لذا وجب على العامل التفاني في الأداء على مما سيسبب له النجاح يجعله راضيا عن نفسه غير نادم على فرص أضاعها. فمن هذه الأمور الواجب فعلها والاهتمام بها من قِبل الباحثين أولا أن يقبل بفرصة العمل ويتوجب عليه أن يسعى دائماً إلى تطوير نفسه والارتقاء بها وإلى زيادة معلوماته عن طبيعة العمل وتقوية شخصيته وزيادة ثقته بنفسه؛ فهذه الأمور الشخصية كفيلة بأن تعطي انطباعاً إيجابياً جداً عن هذا الشخص. يتوجب أن يعتمد الإنسان على نفسه في تحفيز نفسه لا أن تؤدي عادة إلى نيل ثقة المسؤولين في العمل مما ينال الترقية، وأن ذلك يعني دخلا أعلى ومكانة معنوية أرفع وقيمة اجتماعية ومواطنة مخلصة.