«الشبيبة» و«T أف أم» تجديد لإرث عريق

مقالات رأي و تحليلات الخميس ٢٥/يناير/٢٠١٨ ٠٣:٢١ ص

شهدنا بالفخر كله ميلاد منظومة إعلامية جديدة سطعت كشهاب في سماوات العاصمة العُمانية مسقط، فكان أن خطفت الأبصار إذ فاق التوهج حدود احتمال المقل، تلك كانت ما قدمته شركة (فضاء مسقط للإعلام) إحدى أذرع مجموعة مسقط للإعلام، وتلكم كانت إذاعتاها المرئيتان (الشبيبة أف أم) و (T أف أم) وباللغتين العربية والإنجليزية، لتضافا إلى منظومة الإعلام العُماني الذي يشهد زخما وتطورا متواكبا مع التطورات الإعلامية في العالم، ومصطحبا بمعيته أحدث التقنيات الحديثة في هذا المجال المتجدد، وكانت النقلة الجديدة وهي التي سيؤرخ لها الإعلام العُماني بأن شركة فضاء مسقط كانت الرائدة في تبنيها البث المرئي الحي المباشر لجميع برامج الإذاعتين، وسيتمكن المستمعون للمرة الأولى من (مشاهدة) وهذه كلمة جديدة تدخل خاصرة العمل الإذاعي سيتمكنون من مشاهدة البث الإذاعي على الهواء عبر الموقع الإلكتروني للشبيبة radio.shabiba.com.

هذه الخطوة الكبيرة في الانتقال من الإعلام الجماهيري العام إلى فضاءات الإعلام الإلكتروني ‏ليست بغريبة على مجموعة مسقط التي تولي كل الاهتمام للتطورات الحديثة في الإعلام وتعمل جاهدة على الحفاظ على هذا المبدأ العصري.

إذن ليس غريبا هذا الخط الإعلامي الإلكتروني المتفرد على هذه المؤسسة العريقة التي انطلقت شعلتها منذ السبعينيات عبر صحيفة التايمز التي تعد من أهم الصحف اليومية الصادرة باللغة الإنجليزية وتؤدي دورا متميزا في نقل الأحداث ومتابعة مسيرة النهضة العُمانية منذ بواكير انطلاقتها وعكس رؤى السلطنة للمتابعين باللغة الإنجليزية.

فاليوم فضاءات مسقط تجدد ثوبها الإلكتروني بإذاعة مرئية (Tf m) اختصارا لصحيفة تايمز أف عُمان، التي سوف تبث برامجها باللغة الأجنبية لمواصلة ربط قرائها عبر الأثير، بعد إضافة ميزة المشاهدة، كما أن الشبيبة الصحيفة تجدد شبابها وترتدي كامل زينتها من بديع الثياب عبر الشبيبة أف أم، وهي التي انطلقت في عام الشبيبة تخليدا لذكرى تخصيص حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم- حفظه الله ورعاه- عام 1983 كعام للشبيبة، وقد كانت يومها مجلة ثم إلى صحيفة يومية في تأكيد على مبدأ التطور المتواصل الذي لا تحده حدود في الأساس، ومن هذه المنطلقات الإلكترونية الباهرة كسبت السباق المشروع عبر مواقع التواصل الاجتماعي الهادف للوصول لأكبر شريحة من القراء لا على مستوى السلطنة فحسب بل على مستوى قارات العالم.

إن الإعلام صناعة قائمة بذاتها وتشهد كل يوم تطورا لابد من مواكبته والتفاعل معه، بل لابد من أن نكون جزءا من منظومته وهو ما تعيه وتدركه جيدا مجموعة مسقط للإعلام وتعمل على ترسيخه على أرض الواقع عبر منصات إعلامية متطورة تأخذ بأساليب التطور التقني وتسخر الإمكانيات المادية والبشرية التي يمكن أن تلبي احتياجاته.

هذه المنظومة الأثيرية الجديدة التي تشكل إضافة متميزة للإعلام العُماني تستند إلى إرث تاريخي في الإعلام العُماني رسخ أركانها المرحوم الشيخ عيسى بن محمد الزدجالي ‏في مؤسسة ولدت لكي تتطور لخدمة عُمان أولا والإعلام العُماني ثانيا، وبقيت الراية عالية خفاقة بيد أبنائه سائرين على خطى الوالد عليه رحمة الله، مؤمنين بأن الإعلام هو في الواقع مرآة المجتمع يرى فيها نفسه، ويحسن عندها من هندامه، استعدادا لانطلاقات جديدة عبر فضاءات الكون الإعلامية.. كل ذلك من أجل عيون عُمان الوطن.