القدس تترقب نتائج زيارة عباس الأوروبية وجولة بنس في المنطقة

الحدث الثلاثاء ٢٣/يناير/٢٠١٨ ٠٣:٥٥ ص

عواصم - - وكالات

في أجواء التوتر مع الولايات المتحدة، زار الرئيس الفلسطيني محمود عباس بروكسل، أمس الاثنين، للحصول على دعم الاتحاد الأوروبي لسعيه إلى دولة مستقلة، لكن أبعد من تبادل وجهات النظر لن يقدّم الأوروبيون المنقسمون على الأرجح أي إجراء ملموس حاليا.

والتقى عباس ظهر أمس الاثنين وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي، فيديريكا موجيريني، ووزراء خارجية الدول الـ28 الأعضاء في الاتحاد على هامش اجتماعهم الشهري، كما حدث خلال زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في 11 ديسمبر الفائت.
وقال وزير الخارجية الفلسطيني، رياض المالكي، لوكالة فرانس برس، الأحد، إن محمود عباس سيطلب من الاتحاد الأوروبي «الاعتراف بدولة فلسطين» ردا على قرار الرئيس الأمريكي الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل.
وتتزامن محادثات عباس في بروكسل مع جولة يقوم بها نائب الرئيس الأمريكي، مايك بنس، في الشرق الأوسط تشمل مصر والأردن وإسرائيل، ويقاطعها القادة الفلسطينيون.
وقال الخبير السياسي الفلسطيني، جهاد حرب، إن «لهذا التزامن (بين زيارة عباس وجولة بنس) مغزى. فهو سيعطي صورة لتوازن بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة في المنطقة: أبو مازن مع الأوروبيين وبنس مع الإسرائيليين»، وأضاف أنه «أمر مهم لصورة» عباس (82 عاما) المهدد بالعزلة بعد مسيرته الطويلة.
وردا على القرار الأحادي الذي أعلنه ترامب بشأن القدس، باتت القيادة الفلسطينية ترفض «الاحتكار الأمريكي» في عملية السلام، وإن كان محمود عباس «يريد أن يكرر التزامه بعملية السلام، وسيقول لن أنسحب من عملية السلام، وسأبقى ملتزما»، حسب المالكي.
وقال هيو لوفات، المحلل في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، إن «الفلسطينيين يسعون إلى الخروج من عملية تقودها الولايات المتحدة من أجل عملية متعددة الأطراف، ويبدو أن هناك إرادة أكبر من جانب الاتحاد الأوروبي في التفكير في مثل هذه العملية».
ويريد الاتحاد الأوروبي المساهمة في إعادة إطلاق عملية السلام المتوقفة منذ 2014 لإنقاذ «حل الدولتين»، لكن من الواضح أن الاعتراف بدولة فلسطينية، المرهون بموقف كل دولة على حدة، ليس مطروحا اليوم.
وقالت مصادر دبلوماسية إن أقصى ما يمكن أن يقدّمه الأوروبيون هو اقتراح إمكانية إبرام «اتفاق شراكة» بين الاتحاد والسلطة الفلسطينية مثل ذاك الموقع مع إسرائيل أو كوسوفو. لكن اتفاقا كهذا يجب أن توقعه دولة تتمتع بالسيادة.
وتبدو فرنسا خصوصا منفتحة على هذه الفكرة، وقالت مصادر أوروبية «يجب إعطــــــــاء شيء ما إلى الفلسطينيين» لتجنب قيام عباس «بإغـــــــلاق الباب في وجه الأمريكيين».