واشنطن تدعو أنقرة لـ «ضبط النفس» الأسد: «غصن الزيتون» التركي عدوان

الحدث الثلاثاء ٢٣/يناير/٢٠١٨ ٠٣:٥٥ ص
واشنطن تدعو أنقرة لـ «ضبط النفس» 

الأسد: «غصن الزيتون» التركي عدوان

عواصم - - وكالات

أدان الرئيس السوري بشار الأسد، العملية العسكرية التركية شمالي سوريا، واصفا إياها بـ«العدوان الغاشم» على مدينة عفرين.

وقال بشار الأسد: «إن العدوان التركي الغاشم على مدينة عفرين السورية لا يمكن فصله عن السياسة التي انتهجها النظام التركي منذ اليوم الأول للأزمة في سوريا، والتي بنيت أساسا على دعم الإرهاب والتنظيمات الإرهابية على اختلاف تسمياتها».
وجاءت تصريحات الأسد، خلال لقائه رئيس المجلس الاستراتيجي للعلاقات الخارجية الإيرانية كمال خرازي، الأحد.
وكان نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد، قد هدد قبل بدء العملية العسكرية التركية التي انطلقت السبت، بالرد العسكري على أي هجوم تركي وتوعّد بإسقاط المقاتلات التركية.

مقاومة شرسة

قال فصيل كردي سوري إنه تصدّى للقوات التركية وحلفائها في قرى استولوا عليها خلال هجوم على منطقة عفرين شمالي سوريا.
وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان يوم أمس الاثنين أن القوات الكردية المدعومة أمريكيا خاضت معركة مقاومة شرسة، وتصدّت للقوات التركية ومقاتلين متحالفين معها في قريتين كانت تلك القوات قد استولت عليهما لبرهة قصيرة.
وأضاف المرصد أن فصائل من «الجيش السوري الحر» فتحت جبهتين جديدتين في اليوم الثالث من الهجوم، وحاولت مرة أخرى دخول عفرين في شمال غرب سوريا. وتقول وحدات حماية الشعب الكردية إنها اشتبكت مع القوات التركية إلى الشمال الغربي من عفرين.
وتعتبر تركيا وحدات حماية الشعب «منظمة إرهابية»، فيما توعّد الرئيس التركي رجب طيب أردوجان بتوسيع نطاق العملية.

دعوات أمريكية لضبط النفس

من جانبها دعت الولايات المتحدة، الأحد، تركيا إلى «ممارسة ضبط النفس» وتجنب سقوط ضحايا مدنيين في العملية التي تنفّذها أنقرة عبر الحدود ضد مقاتلين أكراد في سوريا.
وقالت الناطقة باسم الخارجية الأمريكية، هيذر ناورت: «نحض تركيا على ممارسة ضبط النفس وضمان أن تبقى عملياتها محدودة في نطاقها ومدتها، ودقيقة (في أهدافها) لتجنب سقوط ضحايا مدنيين».
وحثّت ناورت جميع الأطراف على مواصلة التركيز على الهدف الرئيسي «المتمثل بهزيمة تنظيم داعش»، وفق الحرة.وكانت تركيا قد استبعدت في وقت سابق، احتمال حصول اشتباك مع قوات أمريكية خلال العملية العسكرية التي يشنّها الجيش التركي في سوريا، مؤكدة أن منطقة العمليات خالية من هذه القوات.يأتي هذا بعد أن أطلقت أنقرة، السبت، عملية «غصن الزيتون» التي تهدف إلى طرد وحدات حماية الشعب الكردية من منطقة عفرين في شمال سوريا، وهي قوات تعتبرها أنقرة «إرهابية».
إلا أن الحملة العسكرية التركية من شأنها زيادة التوتر بين تركيا والولايات المتحدة المنضويتين في حلف شمال الأطلسي، لا سيما أن واشنطن تدعم الوحدات الكردية بصفتها رأس حربة في المعارك ضد تنظيم داعش في شمال سوريا. ومن إسطنبول قال نائب رئيس الحكومة التركية، بكر بوزداغ، في مؤتمر صحفي إن «مسؤولين أمريكيين أعلنوا أنه ليس هناك جنود أمريكيون ولا قوات أمريكية في المنطقة».
وتابع بوزداغ: «من غير الوارد حصول اشتباك بين تركيا والولايات المتحدة في المنطقة». وتسيطر وحدات حماية الشعب الكردية على منطقة عفرين في شمال سوريا.

داعش

وقال نائب رئيس الوزراء التركي، بكر بوزداغ، إن بلاده تلقّت معلومات بشأن تخفي بعض مسلحي داعش وسط المدنيين في مدينة عفرين شمالي سوريا وإن بعضهم يسعى للعبور إلى تركيا أو إلى أوروبا عبر البحر المتوسط.
وقال بوزداغ في لقاء مع الصحفيين الأجانب في إسطنبول حول تطورات العملية التي أطلقها الجيش التركي في عفرين «وردتنا معلومات بأن قسما من عناصر (داعش) انتقلوا إلى عفرين وقام بعضهم بحلق لحاهم وتغيير طريقة هندامهم واختلطوا في صفوف القوات السورية الكردية ولدينا معلومات جدية حول أن بعضهم يحاول العبور من عفرين إلى تركيا وبعضهم يرغب في الانتقال إلى أوروبا والغرب عبر البحر المتوسط».
واتهم تنظيم وحدات حماية الشعب الكردي بـ«تحويل منطقة عفرين إلى مركز للإرهاب»، معتبرا أنه «أصبح يهدد أمن وسلامة سكان المنطقة والمواطنين الأتراك».
وأضاف: «إن مسلحي وحدات حماية الشعب الكردي يستخدمون كل السبل لإخضاع المدنيين السوريين ولا يفعلون ذلك مع العرب والتركمان فقط وإنما كذلك مع الأكراد السوريين الذين يرفضون الخضوع لهم».

ضحايا مدنيون

ميدانيا ارتفعت أعداد ضحايا المدنيين أمس الاثنين، جراء القصف التركي على منطقة «عفرين» بشمال سوريا إلى 32 شخصا، خلال الـ24 ساعة قبل الفائتة.
وقالت مصادر سورية -وفقا لقناة (روسيا اليوم)- «إن عدد القتلى المدنيين جراء القصف التركي على عفرين أمس الأول، ارتفع إلى ما لا يقل عن 21 شخصا بينهم 6 أطفال، فضلا عن مقتل 11 شخصا في ضربة جوية أصابت مدجنة قرية جلبرة في ريف عفرين الجنوبي الشرقي».
وكانت تركيا قد أعلنت أمس الأول بدء الهجوم البري في عفرين، في حين عبّر الرئيس التركي رجب طيب أردوجان عن ثقته بأن عملية «غصن الزيتون» ستنتهي في أقرب وقت بتطهير المنطقة من «الإرهابيين».
على الصعيد نفسه أفاد ناشطون سوريون أمس الاثنين، بمقتل 8 عناصر من الفصائل السورية الموالية لتركيا والفصائل الكردية، في اشتباكات بينهما بمنطقة «عفرين» شمال سوريا.
وأضاف الناشطون -وفقا لقناة (روسيا اليوم)- أن 6 عناصر من الفصائل السورية الموالية لتركيا، وعنصرين من المجاميع الكردية قتلوا في الاشتباكات التي تركزت في «شنكال وادماني وشادية وسوركة وحمام وكردو ومحاور أخرى ممتدة على حدود عفرين الغربية والشمالية»، وسط الغارات الجوية التركية والقصف المدفعي والصاروخي على ريف عفرين.
وأشاروا إلى أن الفصائل الكردية شنّت هجوما مضادا على القوات التركية وحلفائها من الفصائل السورية التي دخلت منطقة عفرين شمالي سوريا في إطار عملية «غصن الزيتون».
ولفت الناشطون إلى أن المقاتلين الأكراد تمكّنوا من التقدم في مواقع ونقاط خسرتها القوات التركية أمس الأول، في مسعى لإجبار القوات التركية على العودة إلى الجانب الآخر من الحدود.