عواصم – ش – وكالات
نقلت قناة خبر ترك التلفزيونية التركية عن رئيس الوزراء بن علي يلدريم قوله إن قوات الجيش التركي دخلت عفرين السورية.
ودخل الجيش عفرين بعد يوم من إطلاقه ضربات جوية في المنطقة مستهدفاً وحدات حماية الشعب الكردية المدعومة من الولايات المتحدة.
في الوقت نفسه قالت وحدات حماية الشعب الكردية السورية إن القوات التركية حاولت عبور الحدود إلى منطقة عفرين السورية أمس الأحد ولكن تم صدها وإرغامها على التراجع.
وقال بروسك حسكة المتحدث باسم الوحدات في عفرين إنه تم صد القوات التركية بعد اشتباكات ضارية مع فصائل المعارضة السورية.
وقال نوري محمودي وهو مسؤول آخر من وحدات حماية الشعب الكردية إنه تم صد جميع الهجمات البرية للجيش التركي ضد عفرين حتى الآن وإجبارها على التراجع.
وكانت أنقرة ذكرت في وقت سابق أن الجيش التركي دخل عفرين.
"غصن الزيتون" يقصف عفرين
وكانت تركيا قد فتحت جبهة جديدة في الحرب السورية وشنت ضربات جوية على وحدات حماية الشعب الكردية المدعومة من الولايات المتحدة في منطقة عفرين مما أثار احتمال زيادة حدة التوتر بين أنقرة وواشنطن الحليفتين في حلف شمال الأطلسي.
وأطلق الأتراك على العملية الجديدة اسم "عملية غصن الزيتون" وتواجه فيها أنقرة مقاتلين أكراد متحالفين مع الولايات المتحدة في وقت تقترب فيه العلاقات بين تركيا وواشنطن، العضوين في التحالف ضد تنظيم داعش، إلى نقطة الانهيار فيما يبدو.
وقال الجيش التركي إن الضربات أصابت نحو 108 أهداف لوحدات حماية الشعب الكردية السورية. وأشار مسؤول تركي كبير إلى أن الجيش السوري الحر، وهو جماعة مسلحة سورية معارضة مدعومة من تركيا، يقدم الدعم أيضا لعملية الجيش التركي في عفرين.
وقال رئيس وزراء تركيا بن علي يلدريم: "يجري إضعاف المنطقة بالمدفعية. المرحلة الأولى نفذتها القوات الجوية وتم تدمير كل الأهداف تقريبا".
وأضاف أن القوات البرية بدأت من يوم أمس الأحد تنفيذ "الأنشطة الضرورية" اعتماداً على التطورات في المنطقة.
وقال متحدث باسم وحدات حماية الشعب الكردية في منطقة عفرين إن الضربات الجوية التركية قتلت ستة مدنيين وثلاثة مقاتلين.
وأضاف المتحدث بروسك حسكة لرويترز أن أحد القتلى ينتمي للوحدات في حين ينتمي الآخران لفصيل تابع للوحدات جميع أفراده من النساء مشيراً إلى أن الغارات أدت أيضا لإصابة 13 مدنياً.
وقالت الوحدات في بيان "سندحر هذا العدوان كما دحرنا غيره من الاعتداءات على قرانا ومدننا".
"غصن الزيتون"
في السياق نفسه أعلن الجيش التركي، أمس الأحد، أن مجموع الأهداف التي تم تدميرها للأكراد في مدينة عفرين في سوريا وصل حتى الآن إلى 153 هدفا.
وقال إن الأهداف هي معاقل ومخابئ وترسانات أسلحة يستخدمها المقاتلون مضيفا أن نيران المدفعية استمرت من الأرض.
وكان الجيش التركي قد دفع بتعزيزات عسكرية إضافية إلى وحداته المنتشرة على الحدود مع سوريا، بولاية هاتاي جنوبي البلاد.
ووصلت التعزيزات إلى بلدة ريحانلي، في هطاي، وتضمنت دبابات وثلاث حافلات تحمل وحدات خاصة. وتأتي تلك التعزيزات عقب بدء عملية غصن الزيتون.
من جانب آخر، ذكرت وكالة أنباء الأناضول أن أنقرة استدعت ممثلي البعثات الدبلوماسية للكويت والسعودية وقطر والأردن والعراق ولبنان لتطلعهم على آخر التطورات حول عملية عفرين التي انطلقت أمس الأول السبت، وأطلق عليها اسم "عملية غصن الزيتون".
وكانت تركيا، أنقرة استدعت مساء السبت، ممثلي البعثات الدبلوماسية للدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي وإيران، وأطلعتهم على التطورات في مدينة عفرين، شمالي سوريا.
وحسب مصادر دبلوماسية، لـ"وكالة الأناضول"، فإن الخارجية التركية استدعت سفراء بريطانيا وفرنسا والصين في العاصمة أنقرة، إلى مقرها، وأطلعتهم على معلومات بشأن عملية "غصن الزيتون".
كما استدعت الخارجية التركية ممثلي البعثات الدبلوماسية الأمريكية والإيرانية والروسية لديها، وأطلعتهم على التطورات في عفرين.
وكان رئيس الوزراء التركي علي يلدريم أكد أن قوات بلاده ستنفذ ما وصفها بالأنشطة الضرورية في عفرين يوم الأحد بناء على التطورات.
في الوقت نفسه ذكرت وكالة الأناضول للأنباء أن أربعة صواريخ أطلقت من سوريا على بلدة كلس الحدودية جنوب تركيا في وقت مبكر من صباح أمس الأحد مما ألحق أضرارا بمنازل.
وقالت إن ثلاثة صواريخ ألحقت أضرارا بمنزلين في حين سقط الرابع على أرض فضاء في وسط المدينة مضيفة أنه لم يسقط ضحايا.
وتابعت أن القوات الأمنية التركية ردت.
"منطقة آمنة"
ونقلت قناة خبر ترك أمس الأحد عن رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم قوله إن أنقرة تستهدف إقامة "منطقة آمنة" عمقها 30 كيلومتراً في إطار عمليتها في منطقة عفرين بشمال سوريا.
كما نقلت القناة عن يلدريم قوله أيضا إنه لم يصب أي من الجنود الأتراك في العملية حتى الآن.
وفي إطار منفصل، أكد الجيش التركي بداية عملية برية في المنطقة.
زيادة التوتر
وزادت الخلافات حول الأزمة في سوريا من توتر العلاقات المضطربة أصلا بين تركيا والولايات المتحدة الحليفتين في حلف شمال الأطلسي. ودعمت واشنطن وحدات حماية الشعب باعتبارها شريكاً فعالاً في الحرب على داعش.
وجاء رد الفعل الأمريكي على الضربات حذراً.
وحثت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) الأطراف على التركيز بدلاً من ذلك على قتال داعش. وقال متحدث باسم البنتاجون "نشجع كل الأطراف على تجنب التصعيد والتركيز على المهمة الأهم وهي هزيمة داعش".
وقال مسؤول بوزارة الخارجية الأمريكية إن وزير الخارجية ريكس تيلرسون تحدث مع نظيريه الروسي والتركي دون أن يقدم مزيدا من التفاصيل عن المكالمتين.
وقد تعقد الهجمات أيضا مساعي تركيا لتحسين علاقتها مع روسيا. ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن عضو لجنة الأمن في البرلمان الروسي قوله إن موسكو ستطلب في الأمم المتحدة أن توقف تركيا العملية.
وأدانت الحكومة السورية "العدوان التركي الغاشم" على مدينة عفرين وقالت إن المدينة جزء لا يتجزأ من الأراضي السورية.
قال روجهات روج المسؤول الإعلامي بوحدات حماية الشعب الكردية في عفرين إن الطائرات الحربية قصفت مناطق في مدينة عفرين وقرى حولها بينما لا تزال هناك مناوشات مع القوات التركية وحلفائها من المعارضة السورية المسلحة على مشارف عفرين.
وتقول السلطات في منطقة عفرين إن ما لا يقل عن مليون نسمة يعيشون في عفرين. وكثير من هؤلاء نزحوا من مناطق أخرى.