لميس ضيف
lameesdhaif@gmail.com
في يوليو 1995 أشرفت وحدة عسكرية معروفة باسم «العقارب» على أكبر عملية إبادة تجرعتها الأراضي الأوروبية راح ضحيتها 8 آلاف مسلم من البوسنة والهرسك في يوم واحد.. وأقيمت بعدها معسكرات لهتك عرض المسلمات وتقاسم أملاك البلدة..
لماذا لا تسمع قط بمجزرة «سربرنيتسا» في التقارير ولم تر عنها أفلاما ووثائقيات؟
لأن منفذيها لم يكونوا.. مسلمين!
لماذا يصاب الإعلام بالزهايمر عند تذكيرهم بالملك البلجيكي «ليوبولد الثاني» الذي كان يصطاد الأفارقة كالحيوانات ويجبرهم على العمل في المزارع ولم يتردد في حرق سكان قرى بأكملها وقطع أيدي عماله عندما بدأ العصيان ضده..
لماذا لا يوصف تاريخهم بالدموي والهمجي وهم الذين لم يرحلوا عن «الكونجو» إلا بعد إبادة 10 ملايين إنسان.. لأنهم شقر وحمر.. وليسوا عربا معترين!
ماذا عن فيتنام؟ التي تتغزل السينما الأمريكية بتضحيات الجنود فيها الذين لا يزالون ينعمون – ليومنا هذا – بامتيازات خاصة بسبب بطولاتهم فيها.. هل يتحدث أحد عن 3 ملايين و400 قتيل ثلثاهم من المدنيين، وهو رقم اعترف به ﺭﻭﺑﺮﺕ ﻣﺎﻛﻨﺎﻣﺎﺭﺍ وزير الدفاع غير آسف على ما فعلته الولايات المتحدة في تلك الدولة الفقيرة في سبيل الاستحواذ عليها وتحويلها لشوكة في الخاصرة الروسية..
نحن لا نتكلم هنا عن تاريخ ممتد لمئات الســـــنين.. بل نتحدث عن 60 عاما خلت.. ولا تزال جـــــرائم التواطـــؤ الغربي تتواصل في فلسطين.. البلد التي هُجر من على ترابها 8 ملايين فلسطيني، وهُتك حق شعب بأكمله في الحياة بسبب اتفاقية سايكس بيكو التي كتبت بحبر غربي، ورعاية غربية، وسيحمل هؤلاء وزرها ليوم الدين.. لماذا لا نرى منظري حقوق الإنسان يرشقون إسرائيل وأمها أمريكا بالحجارة لانتهاكهم حقوق مئات الأطفال الفلسطينيين في سجون الاحتلال وآلاف المشردين بسبب سياستهم؟
لأن الضحايا عرب ومسلمون!
الفلبين التي نعرفها اليوم ليست سوى نصب تاريخي لجـــرائم القوات الإسبانية في آسيا.. فجـــــزر ﺳﺎﻣﺎﺭ ﺍﻹﻧﺪﻭﻧﻴﺴﻴﺔ الآمنة تعرضت لهجمات شرسة وأجبرت على التحول للنصرانية وسميت بـ «الفلبين» ﻧﺴﺒﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﻓﻴﻠﻴﺐ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ. ولأن سكان جنوب الفلبين قاوموا وتشبثوا بدينهم قتلوا وصُلبوا وانتزعت أراضيهم وأملاكهم فأصبحوا شريحة فقيرة مهمشة ليومنا هذا..
ثُمن سكان ليبيا قضوا نحبهم قتلا على يد الاستعمار الإيطالي الفاشي.. ولونت دماء 140 ألفا كتب تاريخهم ليأتي حلف الناتو قبل 4 سنوات ويرمي بهم مجددا في طاحونة الموت والضياع..!!
يقول الكاتب الأمريكي أندريه فلتشك: «وحشية تنظيم داعش المتمثلة في قطع رؤوس الضحايا مستمدة من امبراطوريات أوروبا التي كانت تقتل وتعذب وتغتصب البشر في جميع قارات العالم منذ قرون».
إننا لا ننكر ما بنا من مثالب وعلات.. ونعرف أننا لا نخلو من التعصب والتخلف، ولدينا اختلال غير خفي في منظومة القيم والأخلاقيات.. لكن تصويرنا كوحوش آدمية لا ينطلي إلا على المغفلين، فالحقيقة المجردة تقول إن الإرهاب منتج غربي بامتياز وإن أقصى ما فعلته التنظيمات المارقة نقطة في بحر الوحشية الغربية!