نشر "الكتاب العماني" خارجياً

مقالات رأي و تحليلات الأربعاء ٠٢/مارس/٢٠١٦ ٠٠:٠٥ ص
نشر "الكتاب العماني" خارجياً

محمد بن سيف الرحبي
www.facebook.com
msrahbyalrahby@gmail.com

دور الدولة أن تدعم الثقافة..

وهذا واجبها لا منّة منها، تماما كما تفعل مع مطاراتها وشوارعها وموانئها وفنادقها، وغير ذلك مما تدفع له الملايين وعشراتها ومئاتها.. لكن حينما نأتي إلى مفردة ثقافة نجد «التقشف» يبدأ بها ولا ينتهي.. كما أنها لو كانت تأخذ، في السابق، نسبة مهمة من الدخل الوطني، وعليها أن تتخفف قليلا.
وكان واضحا أن تراجع أسعار النفط أضر بالثقافة، بداية من مفردة القراءة حيث تقليص الاشتراكات في الصحف والمجلات بشكل كبير، كأنما التوفير سيكون هائلا من هذا البند، ولا نظرة إلى «سلبياته» حيث إن النظرة إلى مفردة «الثقافة» بقيت قاصرة، وأبرز ارتباكاتها غياب تخصص مهم لم يتم الالتفات إليه كما يجب، وهو «الإدارة الثقافية».
كان لدى الكاتب العماني، ولا يزال، هاجس الانتشار الخارجي، وكان يفترض أن يكون دور الدولة كبيرا لدعم هذا التوجّه، وكان التركيز خلال السنوات العشر الفائتة على رؤية قائمة على فكرة طباعة ونشر نتاجهم في دور نشر عربية، لكن اتضح للكثيرين لاحقا أن هذه الدور لا تحمل هذا النتاج إلا إلى مسقط، كونه السوق الشرائي للكتاب المحلي، فيما يعاني الإصدار العماني من غربة في معارض الكتب الأخرى.
في تلك المعارض الخارجية فإني - وأقولها بشكل شخصي جدا - لاحظت أن الدولة تدعم «الحلوى العمانية» أكثر من الإصدارات العمانية، وأعني تلك الخارجة على المؤسسات الرسمية، حيث عندما أبحث عن كتاب ما أتخيله دائما في دور النشر لا في أجنحة المؤسسات الحكومية..
فإذا كانت الدولة معنية بدعم حضور الثقافة العمانية، ممثلة في الكتاب /‏ المعرفة /‏ الكتّاب فإنه لا مناص من مواجهة مع المتطلبات، وأبرزها تحقيق حضور هذا الكتاب بسعر مغر يتناسب مع القوة الشرائية لمواطني تلك البلدان، فلا نستطيع أن نقفز على حقيقة أن الكتاب المحسوب على الثقافة القادمة من مسقط يكتسب نفس الحضور الذهني لكتاب قادم من بيروت أو دمشق أو ما يمكن تسميته بدول المراكز الثقافية.

كدار نشر كيف يمكن الحصول على بقعة ضوء تحت سماء مفتوحة على مئات الآلاف من العناوين القادمة من شتى أصقاع المعرفة وهي تقدم الكتاب بسعر مضافة إليه كلفة الشحن والتذاكر والإقامة وإيجار الجناح في مكان لا يكاد يسمع عن اسم البلاد فكيف بأسماء كتّابها، إلا قلة منهم، وإن اشتروا فلن يغطي مما ذكرت شيئا..

في دول الخليج تتوفر قوة شرائية لدى الأفراد، مع دعم كبير من مؤسساتنا (بالشراء) لا يتوفر لدور النشر الخليجية وهي تغادر نحو خارج حدودها، وهناك الخبرات التسويقية الواسعة لدى بقية الناشرين من خارج المنطقة.

ربما، ستكون مشاركات دور النشر المحلية الأضعف هذا العام، وستبدو كمغامرة في ظل تحديات كبيرة، والكتاب، كأي مشروع ثقافي آخر، لن يستوي عوده دون وقوف الدولة معه.