العلم يصل إلى طريقة تحفّز الأسنان للنمو من جديد

مزاج الأحد ٢١/يناير/٢٠١٨ ١٣:٥٩ م
العلم يصل إلى طريقة تحفّز الأسنان للنمو من جديد

مسقط- وكالات-
قالت أبحاث جديدة مثيرة للجدل في طب الأسنان إن علاجات تحفيز الخلايا يمكنها “خداع” الأسنان لإصلاح ذاتها، وإذا عملت هذه الأدوية ذات ” الجزيئات الصغيرة” بالجودة التي يعتقدها العلماء، قد نكون على أعتاب حقبة جديدة يمكن فيها إعادة إنماء أنسجة الأسنان، وربما حتى أسنان بأكملها، وهذا يشكل فقط جزءًا من نهج جديد واعد في مجال تجديد الأسنان.
ورغم وفرة أدوات مكافحة تسوس الأسنان من معاجين الأسنان بالفلورايد، إلى الأختام السنية المستخدمة لسد شقوق المينا، تتأثر الغالبية العظمى حول العالم بتسوس الأسنان.
الخلايا الجذعية المنقذة.
في الوقت الحاضر عندما يكتشف أطباء الأسنان وجود تسوس في الأسنان يقومون بحفر السن للتخلص من المواد المحللة وتعبئة الفراغ بمواد تشبه الأسمنت تسمّى بـ”الحشوة الملغمية”، لكن يمكن أن تفشل الحشوات تلك أو تسقط، مما يجلب المزيد من عدم الارتياح للمريض ويجبره على القيام بزيارة طبيب الأسنان من جديد.
لكن هذا كله قد يتغير، حيث تكشف الأبحاث أن باستطاعة الأدوية إقناع الخلايا الجذعية الموجودة في اللب السني وهو الجزء المركزي الطري الموجود بعمق السن، ويحتوي على أعصاب وأوعية دموية ولمفاوية، بإعادة إنماء ما يكفي من الأنسجة العظمية (العاج) لملء التجويف.
الباحثون متحمسون بشكل خاص حول “تايدغلوسب” Tideglusib، وهو عقار تجريبي منخفض التكلفة يملك سجل أمان جيد في الاستخدام.
كما يعتقدون أنه يمكن تعجيل استخدام العقار في التجارب السريرية لاستخدامه لوقف تسوس الأسنان، حيث يجرى حاليًا استخدام عقار “تايدغلوسب” لاختبار فاعليته ضد مرض الزهايمر.
وقال الدكتور بول شارب وهو أستاذ البيولوجيا الجذعية في كلية “كينغ” في لندن، ورائد في هذه الأبحاث: “إن العاج الناتج عن تحفيز الخلايا الجذعية باستخدام “تايدغلوسب” يدمج نفسه تمامًا ضمن السن، لذلك لا يوجد خطر سقوط الحشوة والذي يعد مشكلة كبرى تعاني منها الوسائل المتبعة في الوقت الحاضر، والتي لم تتغير خلال الـ100 عام الماضية، وهناك حاجة لأن تؤثر علوم البيولوجيا على طب الأسنان وتخرجه من القرن التاسع عشر”.
وحتى الآن تمت دراسة “تايدغلوسب” فقط على الفئران، ولكن شارب يتوقع بدء التجارب البشرية خلال العام المقبل، ويأمل أن يحل هذا العقار محل الملغم الذي يحوي الزئبق.
وتابع شارب: “يعمل الزئبق ويستمر لفترة طويلة، ولكن وجود ذلك في فمك هو مصدر قلق”.
.استخدام الليزر
وفي الوقت نفسه، يبحث العلماء في جامعة بافالو في نيويورك طريقة أكثر جذريةً لإعادة نمو الأسنان.
ويقوم فريق بقيادة الدكتور برافين أراني وهو أستاذ مساعد في علم بيولوجيا الفم في الجامعة، باختبار استخدام ضوء الليزر منخفض الطاقة لتحفيز تجديد الأسنان.
وعندما يصل تحلل السن إلى اللب، يجري أطباء الأسنان عملية معالجة القناة الجذرية، وتتضمن العملية إزالة الجزء الأكبر من السن. ومن ثم ملء الفراغ المتبقي بمادة الملغم، ومن ثم يتم إغلاق السن باستخدام غطاء صناعي، لكن هذه العملية قد تفشل نتيجةً للضغوط على السن الناتجة عن المضغ.
ووجد أراني أن تسليط ضوء الليزر على اللب المتبقي باستطاعته تحفيز الخلايا الجذعية من أجل إنتاج عاجٍ جديدٍ.
وستبقى هناك حاجة لتغطية السن في النهاية، لكن يرجَّح أن تكون العملية أكثر قدرة على الاستمرار.
وقال أراني: “خلال تجديد الأسنان عبر تغطية اللب بالعاج الطبيعي من جديد يكون خطر فشل العملية أقل”.
وأضاف أن جسد الإنسان يمتلك القدرة على شفاء الأنسجة من خلال الخلايا الجذعية، لذلك فإن معرفة كيفية تحفيز هذه العملية هي طريقة مختلفة بشكل كبير وأكثر فاعلية لممارسة طب الأسنان.
.إعادة إنماء أسنان بأكملها
الحل المعجزة لأطباء الأسنان يكمن في القدرة على إنماء سن مفقودة بأكملها، ونجح شارب بهذا في الفئران، لكن تطبيق ذلك على البشر يثير مخاوف أخلاقية وقانونية.
وتتضمن العملية إنشاء “بادرة سنّية” (وهي السن في أولى مراحل تكوينها) ومن ثم تتم زراعتها في الفك في مكان السن المفقودة، ومن أجل إنشاء بادرة سنية يجب حصاد خلايا جذعية من أجنة بشرية، وهو ما يتعارض مع القوانين الأمريكية.
وقال شارب: “تملك الأجنة الخلايا الوحيدة التي نعرف أنها تستطيع صنع بوادر سنية، في حين أن أفواه البالغين لا تنتج أسنانًا بعد، حيث لم تعد هذه الخلايا موجودة”.
ورغم أن إعادة إنماء أسنان بأكملها غير عملي الآن، يعتقد العلماء أنهم سيحققون ذلك يومًا ما، ويوضح شارب: “نحن بحاجة إلى إيجاد طريقة أخرى لا تتضمن استخدام خلايا من أجنة، وهذا سيستغرق الكثير من البحوث والمزيد من الوقت، وأعتقد أنه يمكن أن يحدث، لكنه لن يكون في السنوات القليلة المقبلة”.