سقوط الأولمبي

مقالات رأي و تحليلات الأحد ٢١/يناير/٢٠١٨ ١١:٥١ ص
سقوط الأولمبي

بقلم: خميس البلوشي
لم تكن تلك النتائج المخيبة والضعيفة جداً التي خرج بها منتخبنا الأولمبي في البطولة الآسيوية التي تقام حاليا في الصين تطرأ على بال المتابعين أو بالأحرى لم يكن هؤلاء المتابعون يتوقعون أن يكون هذا هو حال المنتخب الذي يثقوا فيه ويعتبرونه المستقبل المنظور للكرة العُمانية.
الأولمبي في مشاركته القارية ظهر بشكل عادي وخرج بثلاث خسائر متتالية أمام الصين وقطر وأوزبكستان ولم يسجل أي هدف في الوقت الذي استقبلت شباكه خمسة أهداف، ثلاثة منها في المباراة الأولى أمام البلد المنظم.
منتخبنا الأولمبي وجد كل الدعم والرعاية من المختصين باتحاد الكرة وخاض مشوارا طيبا من المباريات التحضيرية لكنه ومع كل أسف لم يقدّم ما يشفع له ولم يكن في حالة جيّدة يمكن حتى التعاطف معه مهما كانت المبررات فنحن ننظر إلى النتائج لا إلى الأعذار وخاصة مع هذا الفريق الذي تأهل إلى هذه النهائيات بكل جدارة وبمستويات طيبة وتخطى فرقا آسيوية عريقة وكان قبل ذلك رائعاً حين قدّم مستويات رائعة في دورة الألعاب الإسلامية التي أقيمت في أذربيجان العام الفائت وحلّ ثانيا ونال الميداليات الفضية رغم أنه يومها لم يجد التحضير الكافي وشارك وهو مفتقد للكثير من عناصره الأساسية المعروفة وكانت مبارياته على ملاعب النجيل الصناعي.
السقوط في النهائيات الآسيوية في الصين كان صدمة للكثيرين لكن يجب أن ننهض سريعاً وأن يكون هذا السقوط درساً علينا الاستفادة منه؛ فنحن مقبلون على التصفيات الأولمبية لأولمبياد طوكيو 2020 ونحتاج إلى الكثير من الهدوء ومعالجة السلبيات في أسرع وقت والوقوف على جوانب القصور والنقص، وعلى لجنة المنتخبات أن تحلل القضية "السقوط في الصين" بشكل واضح وتستمع إلى ما ستقوله الأجهزة الفنية والإدارية فنحن مطالبون بالثبات مرة أخرى والوقوف بكل ثقة على أرضية صلبة ننطلق منها نحو أهدافنا.
صحيح إننا نتقبل كرة القدم بانتصاراتها وأفراحها وخسائرها وأحزانها لكن لا يجب أن يمر الموضوع مرورا طبيعيا؛ فالتقييم والتطوير أساس النجاح القادم ولا بد أن نستفيد من أخطائنا، وفي عالم الرياضة لا يوجد أي شخص فوق مستوى النقد مهما كانت قيمته فنجاحه مرهون بالنتائج التي يحققها.
لا نريد أن نقسو على طرف دون آخر في هذا التوقيت ولكن كمتابعين نحكم بما نراه والحقيقة نحن لم نرَ منتخبنا في أحسن حالاته ولا في كامل عطائه ولا مدافعاً شرساً عن أهدافه المشروعة وهذا أمر محير لأن الطموح كان أكبر من هذا السقوط والجهد التحضيري كان أكبر مما تحقق. على الأولمبي -بعناصره التي ستبقى وتلك التي ستأتي- أن ينهض من كبوته ويتجاوز عثرته لأنه يستطيع فعل ذلك من جهة ولأننا من جهة أخرى نثق في القائمين على المنتخبات في اتحاد الكرة ودورهم المرتقب لتصحيح المسار ومعالجة الخلل الذي وقع والذي بصراحة كسر شيئاً من فرحة الجماهير العُمانية التي كانت تحتفل بلقب خليجي 23.