ألعاب الفيديو تحارب الزهايمر

مزاج الثلاثاء ٠١/مارس/٢٠١٦ ٢٣:٥٠ م

تريشا ميلر
ترجمة: أحمد بدوي

الإعتقاد الشائع أن ألعاب الفيديو لا تؤدي في الغالب سوى إلى عنف ذهني وترفيه طائش عند الأطفال والمراهقين إلا أن هناك أدلة متزايدة أن الأشخاص – وخاصة كبار السن – يمكن أن يستفيدوا من هذه الألعاب. وأظهرت اختبارات أن أنواع معينة من ألعاب الفيديو يمكن أن تحسن الذاكرة لدى كبار السن وكذا القدرة على القيام بمهام متعددة وفترة رد الفعل. بل أظهرت بعض الأبحاث على ألعاب الفيديو أنها يمكن أن تحسن القدرة الإدراكية عند كبار السن الى حد تعزيز مستوى وظائف الدماغ لتعادل نظيرتها عند الشباب في العشرينات. والسؤال كيف يمكن أن يحث ذلك مع النظر الى ألعاب الفيديو أنها هواية الشخص "الكسول"؟
في مقال نشر عام 2013 في مجلة نيتشر Nature وصف باحثون دراسة طلب خلالها من مشاركين تتراوح أعمارهم بين 60-85 عاما ممارسة لعبة الفيديو Neuroracer التي تم تصميمها مع وضع مرضى الزهايمر في الاعتبار لمواجهة آثار المرض، وبعد ممارسة اللعبة ساعة واحدة في اليوم، ثلاث مرات في الأسبوع، لمدة شهر واحد، ما مجموعه 12 ساعة – حيث تتطلب اللعبة من كل لاعب قيادة سيارة على طريق متعرج مع الضغط في الوقت نفسه على زر كلما ظهرت علام، وبعد الانتهاء من انجاز المهمة يحصل اللاعب على نقاط وينتقل الى المرحلة التالية- وفي نهاية هذا الشهر أظهرت الاختبارات أن الذين طلب منهم القيادة والنظر الى الإشارات كانوا أفضل في أداء المهام المتعددة من الأشخاص الذين طلب منهم إما القيادة أو النظر الى الاشارات. وأيضا فالأشخاص الذي أدوا بصورة أفضل في التنقل في طريق متعرج مع الضغط على زر عند رؤية الاشارة حققوا نتائج أفضل من شباب في عمر العشرين كانوا يمارسون اللعبة لمرة واحدة فقط. ومن الجدير بالذكر أيضا أن هؤلاء المشاركين كانوا أفضل أيضا في تذكر المعلومات المخزنة في الذاكرة على المدى القصير مثل الأسماء والتواريخ والأوقات وأرقام الهاتف. ولم تقتصر النتيجة المفاجئة على ذلك وحسب بل إن المشاركين ظلوا على ذلك لمدة 6 أشهر على الأقل بعد الدراسة.
وفي دراسة أخرى شملت مجموعة من كبار السن تتراوح أعمارهم بين 60-77، ركز الباحثون على دراسة آثار ممارسة لعبة World of Warcraft الشهيرة، حيث تم اختيار اللعبة لأنها جذابة للغاية وتتطلب من اللاعبين معالجة المعلومات المكانية وكذلك ممارسة السيطرة على الانتباه. وخضع المشاركون في البداية لاختبارات لتقييم مهارات الألعاب والمهارات الحركية وفترة رد الفعل والقدرة المعرفية الشاملة، ثم انتظم كل منهم في اللعب لمدة ساعتين كل ليلة طوال أسبوعين، وأصبحوا أكثر اعتيادا على اللعبة من خلال اللعب في مستويات التدريب، وبعد الاسبوعين تم اختبار المجموعة مرة أخرى وأظهرت النتائج أن الأفراد الذي سجلوا أدنى درجات في الاختبار السابق على الممارسة قد سجلوا أعلى الدرجات في القدرة المكانية والتركيز المعرفي، بل إن البعض منهم تفوق على من حققوا درجات أولية مرتفعة. كما أن الآخرين الذين حققوا درجات جدية في الإختبار الأولي أظهروا تحسنا ولكن ليس بنفس الدرجة. وخلص الباحثون الى أن مثل تلك الألعاب يمكن أن تعزز اللدونة العصبية لدى كبار السن.
وعلى الرغم من النتائج المشجعة من الدراسات المذكورة أعلاه ما يزال الباحثون بصدد محاولة الكشف عن أدلة قاطعة على أن الألعاب يمكن أن تساهم بالفعل في إبطاء شيخوخة الدماغ أو درء حدوثها تماما. ومع أن المشاركين قد أظهروا تحسنا إلا أنه من غير الواضح ما إذا كانت آثار هذه الفوائد تمتد إلى الحياة اليومية. وليس هناك شك أن للألعاب تأثير إيجابي على كبار السن ، وقد أظهرت هذه الدراسات أن الألعاب يمكن أن تزيد حجم مناطق معينة في الدماغ، إلا أن مزيدا من البحوث يمكن أن تظهر ما اذا كان كافيا وحسب منع ظهور أعراض الخرف والزهايمر وأمراض الدماغ الأخرى المرتبطة بالتقدم في العمر.

عن ميديكال ديلي